إيران… رعب الغرب المقبل
العصر- خـــلال سنـــوات مضـــت تعامـــل الغـــرب مع قوة إيران العسكرية بصفتها واحدة من نماذج دول العالم الثالث، مستهيناً بتصنيعها العسكري، ومتحدثاً عن خيار عسكري على الطاولة لحل الخلافات معها إذا ما بقيت تمانع الخضوع للشروط الغربية، وبدأ التغير الغربي عموماً والأميركي خصوصاً يتشكل في النظرة نحو قدرات إيران العسكرية مع تصاعد حضور قوى المقاومة التي تحصل على أسلحتها من إيران. كما ظهر في حروب المقاومة في لبنان وفلسطين مع كيان الاحتلال الذي يصنف جيشه في طليعة الجيوش الغربية، ولاحقاً في ما أظهرته حرب اليمن من قدرة عسكرية فرضت حضورها في ملفات أمن الطاقة، خصوصاً بعد هجوم أرامكو الذي شنّه أنصار الله، رغم الترتيبات الأميركية، وجاءت عملية إسقاط الطائرة الأميركية العملاقة للتجسس بواسطة صاروخ إيراني والتهرب الأميركي من الرد ثم الرد الإيراني على اغتيال القائد الشهيد الحاج قاسم سليماني بقصف قاعدة عين الأسد الأميركية والفشل الأميركي في منع الصواريخ الإيرانية من بلوغ أهدافها، ثم تفادي الرد على الاستهداف، لتبدو إيران قوة عسكرية يحسب لها الحساب.
▪️خلال سنة من الحرب الأوكرانية ترتفع النبرة الغربية والأميركية خصوصاً في الحديث عن التكنولوجيا العسكرية الإيرانية، وفيما يتحدث الخبراء العسكريون في الغرب عن أن حرب أوكرانيا نقلت الطائرات المسيرة الى المرتبة الأولى في الأهمية بين أسلحة الحروب الحديثة، وتراجع نسبي للطائرات التقليدية وسلاح الدبابات، مع تصاعد دور الصواريخ الدقيقة، يتحدّث قادة الناتو عن إيران كقوة قائدة في سلاحي الطائرات المسيرة والصواريخ الدقيقة، تسبق الدول الكبرى في هذين المجالين، بصورة تجمع بين تقنيات الصناعة وامتلاك كميات هائلة منهما في مخزونها، وامتلاك خبرات ميدانيّة لدى المئات من الضباط وآلاف العاملين، بصورة لا تتوفر لأي دولة أخرى، لدرجة أن البعض بدأ يتحدّث عن أن حزب الله يرث مكانة اسرائيل كقوة إقليمية بفضل استناده إلى السلاح الإيراني ونجاحه في تصنيعه واستخدامه وتخزينه، بينما ترث “اسرائيل” التراجع الأميركي بمثل ما صعدت بصعود أميركا وتفوق سلاحها.
🔸✨. يقـــول بعـــض القـــادة السياسييـــن في أوروبا إن النقاش في الدوائر الغربية جدي حول تحديد موقع الملف النووي الإيراني في الأولوية التفاوضية مع إيران، بعدما صار سلاحها التفوق وقدراتها الهائلة في امتلاك مخزون ضخم وجيش من الخبراء، ويقترحون حلولاً مرضية لإيران في ملفها النووي مقابل وضع ضوابط على نموها العسكري، وصولاً للقول إن رعب الغرب المقبل عسكرياً يأتي من إيران، التي تمتلك جيوشاً بروح معنوية عالية في الشرق الأوسط/ وتشكل القوة الصاعدة عالمياً بالتقنيات العسكرية الجديدة!