أحدث الأخباراليمن

ابتلاع الهضبة النفطية لليمن-ستبتلعهم

تقرير خاص:نقل/عبدالله هاشم الذارحي؛

العصر*واقع جديد في المحافظات الجنوبية اليمنية المحتلة يفرض ترتيبات جديدة، ويقلب الطاولة، ليختزل الجنوب بلون واحد، وهوية عرقية واحدة،
كل ذلك لم يكن بفعل الداخل، وإنما وفقا لسيناريوهات ترسمها القوى الدولية والإقليمية لفصل الجنوب عن الشمال، وقطع الجذور والاتصال بالوحدةالوطنية

*ولا شك أن هذا هو نفس السيناريو الذي كانت تخطط له بريطانيا في سنوات الاحتلال البريطاني لعدن لفصل الجنوب عن الشمال الذي سعت إليه عام 1959، والإعلان عن تأسيس اتحاد الجنوب العربي.وقد عجزت عن تحقيق ذلك زمان.



*والآن ما يجري اليوم هو إعادة ترتيب الجغرافية الجنوبية ككيان مستقل في خطوات تمهيدية تجري اليوم على جغرافيته السياسية والعسكرية ليسهل السيطرة عليه من جانب القوى الكبرى ( أمريكا، بريطانيا، فرنسا، والكيان الصهيوني)، ومن ثم التعامل مع طرف واحد، يكون تابعا أصيلا للإقليم، وتحت عباءته في كل ما يتعلق بشؤونه الداخلية والخارجية.

*وتشير تقارير الاستخبارات الأمريكية بأن ليس هناك من قوى أفضل منهم للتعاون معهم. ورسم خطط بناءالمشاريع الاستعمارية كالقواعد العسكرية البحرية والجوية على الشواطئ والجزر، ونهب النفط والغاز والذهب والثروة السمكية وغيرها من المعادن،واستثمار موقع اليمن الاستراتيجي لاطلاله على مضيق باب المندب، وعدد من البحار والخلجان والمحيط الهندي لمواجهة روسيا والصين وإيران في منطقة الشرق الأوسط.

*عدن ومحيطها كانت مستعمرة وقاعدة بريطانية عسكرية كبيرة في منطقة الشرق الأوسط، ويبد أن استعادتها لهذه المكانة هو المخطط الذي تشترك فيه القوى الكبرى إلى جانب السعودية والإمارات والقوى الانفصالية في الداخل.

*كل المؤشرات على الأرض وفي التفاعل السياسي من جانب المرتزقة تفسر هذه الأطماع، وأن الولايات المتحدة وبريطانيا بدأتا فعليا بالهيمنة الكلية على الجنوب، واستطاعتا خلال السبع السنوات الماضية من ترتيب قواها المحلية على الأرض بمساعدة ادوات الإقليم ( الإمارات والسعودية) على ترتيب أوراقها..
إذن المسألة تتخطى حزب الإصلاح الذي سيخضع حتما لنتائج الميدان، وتوافق الخارج..ووقع الوقائع تؤكد ذلك،

*وبالتأكيد سيخرج من ساحة الصراع، ليبقى فقط ملحقاً بالتسوية، لا لاعبا سياسيا فيها، ولم يتبق إلا نزع أنيابه، وتقليم أظافره، وهذا قرار اقليمي دولي، ما يضعه على الهامش السياسي كفائض عن الحاجة، ولم يعدو كقوة وازنه في مستقبل العملية السياسية وآفاق التسوية. وما هو واضح حتى الآن في خريطة الأحداث أن هناك جنوب بهوية أبنائة كحاضنة سياسية صرفة، ليس لديها رؤية إلى أين تقود الجنوب ..

*واقع حالها اليوم تمثل كتابعية للإقليم والخارج معا، لتصبح الجغرافية الجنوبية من شبوة وشقرة ومن لحج وأبين وحتى المكلا جغرافية متصلة دون أية عوائق، لهوية تتبلور تسويتها بصورة أوضح، تحت شعارات “خيارات الجنوب” ككيان مستقل ومترابط تؤخذ في إعتباره الحل النهائي لجنوب منفصل سياسيا واقتصاديا وعسكريا وأمنيا وثقافيا.



*تأسيسا على ما سبق فإن القوى المحلية في الصراع، ليست وحدها الحاكمة في تقرير النتائج، بل أن الإقليم والخارج طرفان فاعلان وأساسيان في إدارة دفة المواجهات العسكرية وترتيب سيناريوهات نفوذها على الأرض، وعلى السواحل والجزر والبحار ومضيق باب المندب، وعلى مناطق الطاقة، ومنح الضوء لمليشيات الإمارات “للمدى المسموح به” لأن تصل إليه لتأدية دور “حماية مناطق الطاقة” فقط، دون أي تدخل في عمل الشركات الأجنبية، وما تستخرجه وتنتجه وتصدره.

*وما يحدث جنوباً مشاريع استعمارية للنفوذ، وفرض السيادة عليه، وما كان لذلك أن يحدث إلا برضا الداخل أولا، ومساعدة الفاعل الإقليمي والدولي على إنجاز هذه المشاريع الاستعمارية الخبيثة. ولولا هؤلاء المرتزقة لكان على القوى الغازية إستحالة الوصول إلى ما وصلت إليه اليوم في مناطق الجنوب.

*أقل تقدير كانت ستواجه الكثير من الصعوبات والأكلاف العالية في مقاومة أهل الأرض للدفاع عن كرامتهم وسيادتهم الوطنية.. لكن القبح الوقح لقوى العمالة بلغ منتهاه للقفز فوق رقاب الشعب ليصل الجنوب مرة أخرى
إلى زمن الاستعمار القديم..¡¡

*فمؤخرا وجهت القوات الامريكية الفصائل المليشاوية بإخلاء مواقعها في سواحل المهرة، على الساحل الشرقي لليمن.. يأتي ذلك بعد يوم على دخول مدمرة أمريكية سواحل المحافظة المطلة على بحر العرب وخليج عدن.

*وأفادت مصادر في قوات خفر السواحل اليمنية المتمركزة في المهرة بانها تلقت بلاغا من غرفةعمليات التحالف في مطار الغيضة الذي تديره قوات بريطانية وأمريكية، تقضي بإخلاء كافة المواقع على الشريط الساحلي للمهرة.

*ووفق المصادر فإن البلاغ تضمن إشارة إلى قيام البحرية الأمريكية بمهمة خاصة هناك .. وكانت المدمرة الامريكية (يو. اس. اس. نيتز ) دخلت في وقت سابق المياه الإقليمية لليمن باتجاه سواحل المهرة..



*ولم يتضح بعد أهداف التحرك الأمريكي في المنطقة المطلة على بحر العرب والمحيط الهندي، لكن توقيته
يشير إلى مساعي أمريكا التي تحتفظ بقوات في المحافظات الشرقية (حضرموت والمهرة)لتعزيز نفوذها هناك مع اقتراب العودة إلى الاتقاق النووي مع ايران التي تفرض رأيها عليهم..

*يذكر أن قوات امريكية انتشرت في وقت سابق من هذاالاسبوع في مديريات حضرموت الساحليةبالتزامن مع تطورات عسكريةفي الهلال النفطي وسط خلافات سعودية اماراتية ما يشير إلى مساعي واشنطن ضبط ايقاع الصراع بين اتباعها
بابتلاع الهضبة النفطية لليمن..

*خلاصة القول مهما زادت حدة الصراع
على ابتلاع هضبة اليمن النفطية والغنية
بثرواتها فإنها ستبتلعهم إن شاء الله؛^

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى