استشهاد قادة النصر شعيرة كربلائية بأرقام خيالة ارعبت الإرهاب وداعميه !
مجلة تحليلات العصر الدولية - حسين فلسطين
تعتبرُ حادثة اغتيال قادة النصر الشهيدين (قاسم سليماني) و (أبو مهدي المهندس) ، في الثالث من كانون الأول ٢٠٢٠ ، من بين الوقائع التاريخية الفاصلة والمهمة في ذاكرة العراقيين و المسلمين عموماً، وللشيعة في سائر بلدان العالم على وجه الخصوص، فقد شهدت تلك الليلة جريمة مروعة اقدم على ارتكابها التحالف الصهيوني الوهابي راح ضحيتها أعظم القادة واخلّصهم لقضايا الأمة والإنسانية مع مجموعة من مرافقيهم بعد عقود أمضاها الشهيدين في محاربة الإرهاب والتطرف والدكتاتورية والفساد .
ومع مرور الايام سرعان ما تحولت تلك الواقعة الأليمة ملحمةٍ تجسد قيمَ ومعاني الشهادةِ والإيمان والبطولة مما جعل ذكراها السنوية حدثاً عظيماً يستذكره الاحرار في جميع بقاع العالم من خلال مجموعةٍ من الفعاليات شبيه بطعمها الشعائر الحسينية التي تشهدها كربلاء المقدسة في ذكرى إحياء العاشر من محرم الحرام ذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام واهله و صحبه الأبرار .
وبالرغم من حجم التحديات التي تواجه مناصري قادة النصر سواءً الخارجية او الداخلية والحرب الإعلامية الشرسة التي يتعرضون لها التي وصلت إلى ممارسة الإرهاب ضدهم الاّ انهم وعلى غرار إحياء شعائر عاشوراء يحيون تلك الذكرى بإمكانيات شخصية وشعبية ابهرت العالم إذ تتنوعت مظاهر الاحتفال بذكرى الشهادة ، فنجد أن شعائرَ تلك المناسبة تختلف من حيث الشكل والممارسة فمنها ما يكتسب الصفة المعنوية وأخرى تغلب عليها الصفة المادية كإقامة مجالس العزاء والمهرجانات الشعرية وبث الأناشيد الحسينية وجمع التبرعات و نصب سرادق العزاء والمواكب .
وفي الذكرى الثانية لجريمة المطار التي ارتكبتها امريكا والكيان الصهيوني وادواتهم البعثية والوهابية خرجت جموع المعزين من كل حدب وصوب قاصدين العاصمة العراقية بغداد مع زيادة ملحوظة في إعداد الجماهير الذين لم تمنعهم الظروف الأمنية من إحياء الذكرى بأعداد تجاوزت ثلاث ملايين معزّي اضافة الى اقامة مجالس عزاء وتجمعات تزامنت مع التظاهرة الجماهيرية الكبرى في بغداد ، إذ أقيمت في أغلب مدن وقصبات محافظات العراق مجالس التأبين شاركت فيها كافة أطياف الشعب من مسلمين ومسيحيين وايزيديين وصابئة وبمختلف شرائح المجتمع من عشائر وطلبة وعلماء دين وأساتذة ومثقفين وشعراء ..الخ .
واذا ما أردنا عمل إحصائية تقريبة بأعداد من احيوا الذكرى سواء من حضر في بغداد او المحافظات اضافة لحجم المتفاعلين اعلامياً من خلال مواقع التواصل الاجتماعي فأننا أمام أرقام خيالية حتماً سوف لن ولم نشهدها الاّ في كربلاء الحسين،فبالاصافة لملايين المعزين في بغداد شهدت محافظات ومدن العراق عشرات التجمعات أقامها مئات الآلاف من العراقيين في حين عجّت مواقع التواصل بصور وفعاليات ومواد إعلامية جسدت حجم التفاعل والتعاطف مع مرور الذكرى الثانية للفاجعة وهو ما يقربنا كثيراً من أرقام فريدة تتجاوز الاثنا عشر مليون معزّي دون النظر لاعتبارات أخرى منها طبيعية تتعلق بمدى قدرة وإمكانية الإنسان على التعبير عن ما في داخله من مشاعر اضافة لانعدام وسائل التعبير والوصول لإعداد أخرى ومع كل تلك الظروف فإن نصف سكان العراق قد احيوا فاجعة المطار في أكبر تجمع بشري يشهده العالم بأرقام كربلائية خيالية أدخلت الرّعب في قلوب داعمي الارهاب والفساد والقتل والطائفية .