أحدث الأخبارشؤون اوروبيية

اصفى الصفحات في مسلسل الصفعات

مجلة تحليلات العصر الدولية - حامد البياتي

نجزم ومن خلال الحوادث التاريخية والراهنة، ان الصفعة التي تلقتها فرنسا مؤخرا على خدها الايمن، لن تكون الاخيرة طالما بقيت سادرة في ضلالها القديم، فمنذ فجر تغولها واستعمارها، تذوق الامبراطور نابليون بونابرت لسعتها وحرارتها على يد الثائر المصري الازهري الكفيف الشيخ سليمان الجوسقي في عام ١٧٩٨م، الذي قاد جيشا من العميان ضد الغزو الفرنسي، بعد ان جهزهم بجميع الاسلحة الممكنة من عصي وفؤوس وسكاكين وسيوف ومن ماله الخاص، وكان يخطب فيهم مشجعا ومحفزا على الصمود والصبر، ومما قال ( انكم بشر مثلكم مثلهم، فاخرجوا اليهم فاما ان تبيدوهم او يبيدوكم )٠
وحينما بلغ نابليون بان الجوسقي وراء العصيان الشرس والمقتلة الكبيرة التي اصابت اجناده، امر بالقبض عليه والاتيان به، فقدم له عروضامغرية لاستمالته اليه، فكان يقابلها بالاستهزاء، ومازال يغريه، حتى عرض عليه السلطنة على المصريين، فاظهر الشيخ قبوله، فتنفس نابليون الصعداء ومد يده اليه ومد الشيخ يده اليه هو الاخر مصافحا بينما رفع يده اليسرى وصفع بها نابليون بقوة ، وقال برباطة جأش ( معذرة يابونابرتية هذه ليست يدي وانما هذه يد الشعب ) فجن جنون نابليون واستشاط حنقا وامر على الفور بقتل الرجل والقاء جثته في النيل٠

ومما يلفت النظر، ان المصريين لم يصفعوا ولم يتظاهروا ضد كل الذين حكموهم وتزعموا عليهم، من مغول واتراك واخشيدين وفاطميين ( وهم من تونس ) وايوبين ( وهم اكراد ) وارتضوا بهم وتفاعلوا معهم بايجابية واعتبروهم جزءا منهم، بينما تمردوا على الاستعمار الفرنسي ولم يتحملوا بسطاله وجزمته لتدنس ارضهم٠

وكذلك كان الخد الفرنسي على موعد ايضا مع صفعة المروحة، وذلك في اول ايام عيد الفطر المبارك من عام ١٨٢٧م، عندما زار القنصل الفرنسي بيار دوفل قصر الداي حسين في الجزائر، واخذ يتذاكى ويترفع بزيه العسكري ويرد بشكل غير لائق على ضرورة تسديد الديون المستحقة على بلاده، للجزائر، ابان محاصرتها من قبل الدول التي انزعجت من اعلانها لثورتها، فامر الداي حسين بطرده، ولكن القنصل تمادى في وقاحته، فنهض اليه الداي وكانت في يده مروحة يتروح بها من الحر فصفعه بها على وجهه بثلاث ضربات، فكتب القنصل لملكه ماوقع عليه، فبعث شارل العاشر اسطوله الفرنسي لاحتلال الجزائر بحجة استرجاع مكانة وشرف فرنسا الذي تدحرج تحت اقدام الجزائريين٠
ومما يلفت النظر ايضا، ان الجزائر لم تبدي اي حراكا مضادا ضد العثمانيين الذين حكموها، وانما شاركت باسطولها الذي يعد الاقوى في حوض البحر المتوسط دفاعا عن امبراطوريتهم ضد الغرب الذي فقد الكثير من قطعاته حتى تمكنت اساطيله مجتمعة والتي اطلقت النفير العام من تدمير معظم السفن العثمانية والمصرية والجزائرية في معركة نافارين في عام ١٨٢٧م٠

الصفعة الي تعرض لها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الثلاثاء الماضي، اعادت الى الذاكرة حوادث اخرى مشابهة ، كالاعتداء الجسدي الذي تعرضت له ناتالي كوسيسكو وزيره البيئة اثناء توزيعها منشورات في سوق پاريس ابان الانتخابات البلدية مما افقدها الوعي فجرى نقلها الى المستشفى، وكذلك هجوم مئات المتظاهرين على الرئيس السابق نيكولا ساركوزي الذي ثبت فساده قضائيا، بالصفعات والبيض، في مدينة بايون ولم يجد امامه منفذا سوى الاختباء داخل مقهى بعد ان لاذ بحماية الشرطة٠

لقد نقلت الاخبار، ان صافع الرئيس، من اصحاب الستر الصفراء الذين رفضوا سياسة ماكرون وخرجوا عليها، والذي هتف، فلتسقط الماكرونية، والتي تعتبر الوجه الثاني للروتشيلدية اليهودية الصهيونية الثرية التي زكته لقصر الاليزيه لمصاهرته لها، والتي دفعت الرشاوى الفلكية الى البريطانيين لاصدار وعد بلفور الذي اعطى الارض التي باركها الله اليها٠

سياسي الصدفه والمحاصصة وكتلهما السياسية المتشيطنة، الذين مازالوا يعيثون الجريمة والانحراف، وقد عتوا وتجبروا واستعلوا في باطلهم، وهم يظنون بانهم خالدون، كلا، فسوف ينبعث من يصفعهم ويقلبهم وما ذلك على ربك بعزيز، لانهم زعار دعار فجار٠

قال تعالى في كتابه المجيد ( والذين لايجدون الا جهدهم فيسخرون منه )٠
صدق الله العلي العظيم٠

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى