اغتيال بوتين والحركة الصهيونية
مجلة تحليلات العصر الدولية - الدكتور حسان الزين

اغتيال الرئيس بوتين بين الرغبة العربية والامكانية العملية ..!
شهد العالم اغتيالات لرؤساء كثيرين فقد تعرض الرئيس فيدل كاسترو لمئات المحاولات وكان قد اسدى نصيحة للرئيس بوتين بأنه يتولى أمنه الشخصي .
في حوار تلفزيون مع المخرج الامريكي اولفين ستون صرح حاكم موسكو بأنه تعرض لمحاولات اغتيال عديدة
ولعل هي ليست الكاويات الاخيرة فهل يبقى هناك دوافع امريكية او اسرائلية او غربية او محلية ، هناك عشرات الاسئلة التي تبقى دون جواب شافٍ.
ولكن بعد الحرب على اوكرانيا او بالاحرى الحرب العالمية بين الغرب وامريكا من جهة وروسيا من جهة اخرى اصبحت هذه الاسئلة تتطرح بقوة لما يمثله بوتين من تهديد حقيقي للنظام العالمي القائم وخاصة تهديد للمصالح الامريكية والامبراطورية الامبريالية وللحركة الصهيونية بشكل عام .
عم يتساءلون عن النبأ العظيم
اي نبأ عظيم بعد بداية هذالحرب الطاحنة ،لقد بدأت طواحينها تدور على الاراضي الاوكرانية ولكن بوتيرة منخفضة بل تصاعدية تأخذ منحى انحداري نحو التأزيم ونار الجحيم ، فهذه دول الغرب اعلنت الحرب على روسيا مباشرة وغير مباشرة على جميع المستويات وهي تمد النظام الاوكراني بالعدة والعتاد وبالسلاح والمال والمرتزقة،اليس هذا معنى الحرب العالمية اليس هذا انخراط في اتون الدمار الشامل فقد عمدت دول من شتى المذاهب لتقاتل الاتحاد الروسي لم تسلم حتى كتب دوستوفيسكي من هذا التناحر والتلاطم ….
فالغرب المسيحي بين مزدوجين يقتل المسيحيين على الهوية وعلى القومية انها ديمقراطية عمياء وهو الاله الذي يرحم حتى ابناءه فالحرب على مسيحي روسيا تخطى الاف الاضعاف مع تفعله داعش المدعية الاسلام بالمسلمين لعل الهة النفس البشرية المتوحشة لا تعرف الاديان والقيم الا وقت حاجاتها ومصالحها .
وعودة على بدء ما هي الدوافع الاساسية لكي يغتال الموساد او المخابرات الامريكية والغربية الرئيس بوتين …؟
و.هل لديهم امكانية الفعل ..؟
قد تكون لديهم الرغبة ولكن مروحة التطبيق قد تكون محدودة …..!
ولكن هل تخطى فلاديمير بوتين الخطوط الحمر كما يقول هو ان الناتو تخطى هذه الخطوط لدينا …..
لعل الاجابة على هكذا سؤال لا يمكن ان يكون حاسما وقطعيا .
من المتوقع ان يبدأ بوتين سياسة الغاء الدولار او تقويضه
اي تغيير التعاملات بالاخضر المحتال وبالتالي سيضرب البنية الهيكلية للنظام المالي والاقتصادي وهو لديه مبرر بعد الحصار السويفتي وهذا يمكن ان يطلبه من الاوربيين مقابل الغاز الذي لاغنى عنه لاوروبا العاجزة
لعل تصريحات لافروف وزير الخاجية الروسي معطوفة على خطاب الرئيس بوتين الاخير حول امكانية استعمال الاسلحة النووية ولو على نطاق محدود او قرب استعمالها لهي مؤشر خطير .
فقد سعى الامريكان الى نشر توقيت العمليات العسكرية ونفى الروس ذلك مرارا وتكرارا ولكن في النهاية كانت معلومة الرئيس بايدن ضحية او قريبة من الصحة فمن اين هذه المعلومات وهذه الصحة …!
فهذا لافتة مهمة كيف علمت امريكا بالتوقيت للهجوم اليس هذا اختراقا عسكريا امنيا ام ان هناك تنسيقا مستبعدا …؟
فالقرم وتاريخها واهميتها بالنسبة لليهود والذي حاول الرئيس بوتين تجاهل معرفته بان ستالين ولينين وخروتشوف كانوا يحاولون ابعاد الحركة الصهيونية عن البحر الاسود اي المياه الدافئة ولو تمكن اليهود من انشاء دولتهم لما كان الاتحاد السوفياتي يحكم ولكان حلف الناتو على مشارف موسكو منذ القرن الماضي ….
فالحركة الصهيونية العالمية تلعب دورها الاساسي في هذه المعركة وما مناشدة الرئيس زيلنسكي للدعم اليهودي الا لفهمه طبيعة الصراع الديني المتعدد الشعب من ارذوثكسي على يهودي الى غيره
هذا العوامل كفيلة باثارة التساؤلات حول اسباب وبعض التحليل التي قد تدفع الناتو لهكذا عمل امني اغتيالي وان كان في الامر الكثير من الحسابات الا ان من وجهة نظر الغرب اصبح الرئيس بوتين عقبة كبرى امام النظام العالمي القائم وبالتالي قد يكون الاغتيال لقيصر روسيا حلا لهم ان وجودوا سبيلا الى ذلك .
وفي المقابل لا يمكن استبعاد عمليات امنية من قبل الدب الروسي على اعلى المستويات التي ممكن ان تبدأ وهذا ما ضربه الاعلام حول محاولة اغتيال زيلنسكي.
فأي الاغتيالات تتقدم اوكرانيا ام روسيا ،فالرئيس فلاديمير بوتين اجاب عن بعض تساؤلاتنا حين علق
على ما أعرب عنه أوليفر ستون في نفس الحوار بالقول : “أعرف ذلك، ولكن ثمة مثل روسي يقول: “من كتب له الوفاة شنقا لن يتوفى غرقا..” وأضاف: “لا يعرف إلا الرب مصيري ومصيرك”.