اغتيال خضر المدبر
جلال الاغا
العصر-لماذا أقدم العدو على إغتيال خضر عدنان، هناك عدة أسباب .
فحكومة نتنياهو حكومة تواجه إشكاليات سياسية داخلية واستطلاعات الرأي تشير الى أنها
ستسخر امام اتحاد منافسيها لو جرت انتخابات قريباً ، كما أن قادة الحكومة الصهيونية الحالية حسباتهم شعبوية متطرفة أكثر منها حسبات سياسية متزنة، وبالتالي يميلوا الى رغبات ناخبينهم المتعطشين للدماء ، لذلك وأمام مخططات نتنياهو للهروب من المشاكل السياسية الداخلية، ومحاولة منه الى تحييد خصومه السياسيين مؤقتاً؛ إختار حرف أنظار المجتمع الصهيوني الى التهديدات الخارجية التي توحد الكيان، وعليه اللجوء الى معركة مع الساحات، فاختار الحلقة الأضعف عسكرياً المتمثلة في غزة
المنهكة من الحصار الطويل والمستنزفة لوجستياً.
لتتمثل خطته باغتيال خضر عدنان المُدبرة جيداً من خلال منع المحكمة العسكرية من الإفراج عنه رغم إضرابه لما يقرب من تسعون يوماً ولو بكفالة مالية او الاكتفاء بمدة الاضراب والتوصل الى اتفاق معه لوقف إضرابه كما جرت العادة في المرات السابقة.
أما عن لماذا خضر عدنان ولماذا الان:
أولاً: يعتبر خضر عدنان من قادة العمل النضالي في الضفة الغربية ومن ايقونات الحركة الأسيرة وأحد رموز انتزاع الحرية وكسر إرادة السجان من خلال انتزاع حريته وافشال تمرير وشرعنة جريمة الاعتقال الاداري الظالم.
ثانياً: سبب اختيار خضر دون غيره كونه ينتمي لحركة الجهاد الاسلامي وقيادي فيها، وبالتالي قتله سيتطلب تصعيد ويجر غزة للرد، وهو المطلوب أي الاستفراد بالجهاد هناك، لكن تفاجأ برد المقاومة الموحد ضده.
ثالثاً: انتهاء الاعياد اليهودية وبالتالي العمل باريحية أمام الجمهور الصهيوني المحب للحياة.
رابعاً: انتهاء شهر رمضان لما يمثله من توحيد للساحات والجبهات ووحدة للفصاىل ووحدة معنوية للأمة، فهو شهر العمل الجهادي بامتياز.
خامساً: رغبة الكيان في محاولة اعادة الردع من خلال عدوان قوي وطويل نسبياً على غزة، يخرج فيه نتنياهو بصورة المنتصر، وهذا ما لن يحدث باذن الله..
المؤامرة كبيرة ، ولكن تقادير الله هي النافذة.