محمد صادق الهاشمي
فرنسا لم تطاء رجلها الشرق الاوسط منذ عقود الا بعد الربيع العربي، حينما اخفقت امريكا في الشرق، فكانت المخرجات بيد الطيران الفرنسي لاسقاط ليبيا عسكريا بتمويل خليجي.
وفرنسا اول الدول التي اعترضت على غزو امريكا للعراق فقال لها رامسفيلد ((ان فرنسا تمثل دولة اوربية عجوز وان حلف النايتو اليوم ضخت له دماء جديدة)).
كان الرقص الامريكي المتطرف يشير الى خريطة امريكية واسعة بعد ضم الدول التي انفصلت عن الاتحاد السوفيتي بعد تفككه زمن ريغان، حينها صرح مسول فرنسي (( ان امريكا تعيد دور هتلر)).
فبعد مرحلة فرنسا العجوز ياتي دور فرنسا الفتية الناعمة التي يقودها ماكرون الشاب بمشاريعة الجديدة؛ حتى لا تتفرد امريكا في القرار ويخفق المخطط في الشرق باخفاقها بعد ان الت جدرانها الى التصدع.
اليوم تحط طائرة ( ماكرون ) الصهيوني _المحمل بدور جديد؛ لاعادة صياغات المنطقة – في مطارات لبنان والعراق في تلك النقطتين الجوهريتين في التواجد المقاوم .
يبدو ان ماكرون لايريد ان يرتدي لباس الكابوي الامريكي الذي اخفق في سياسته العسكرية الرسمية ومليشياته التي قاتلت عنه بالوكالة، (( القاعدة والنصرة وداعش)) امام صمود المقاومة، وخشية ان يكون؛ لانتصار محور المقاومة مخرجات فاعلة في قراره ووجوده، لذا تحرك المنقذ الفرنسي بلباس السياسة و لباس الافاعي التي تتنازل هنا وتنتصر هناك وتفكك بهدو الازمات بما يخدم اسرائيل ويحد من التمدد المقاوم.
نعم انها سياسة ناعمة تتم من خلال فيروزالناطقة باللغة الفرنسية (( دخلك ياطير الوروار )).
في حقيبة ماكرون مشروع متكامل في العراق ولبنان، فهو يثبت اقدام(( الدولة العميقة)) الصهيونية في شواطي البحر المتوسط والفراتين وشواطي الخليج في السياسة والاقتصاد والامن؛ منعا لاي قادم صيني وروسي وايراني، وهو يركز على الية ((الخطاب الداخلي)) من خلال تحريك الرئاسات والقانون والموسسات والانتخابات مستغلا الظروف الداخلية لكلا البلدين لذا هو- ماكرون – لا يبني القواعد العسكرية بل يعمل على بناء القواعد السياسية والاقتصادية التي تكون مخرجاتها امنية تحت مبرر (( السيادة )) تلك العبارة التي ركز عليها ماكرون.
ففي لبنان رتب البيت السياسي داخليا بعد هزة الانفجارات والتي جعلها هزة سياسية، وفي العراق يلتئم ماكرون مع الرئاسات الثلاث؛ لصياغة افاق سياسية تكون مخرجاتها الاقتصاد والامن والثقافة تحت غطاء السيادة ريثما تتقلص مساحات دول وتتسع لاخرى .
ماكرون رسول صهيوني؛ لانقاذ ماء وجه اوربا وامريكا والخليج، وربما اراد اللوبي الصهيوني ان يعاقب به امريكا بعد ان اخفقت في تطويق المقاومة ومنع التمدد الصيني الروسي، ولا يستبعد ان يكون مشروعه مشروع مساوق يجمع بين العصا الامريكية والجزرة الفرنسية.
فيما يخص العراق فهو مطالب من ماكرون بان يمضي خطوة الى الامام الغربي من خلال موتمرات مع الاردن ومصر وشراكات مع الخليج وخيوط جديدة مع امريكا وموتمرات دولية لاحقة، كلها تجتمع لتشكل تواجد صهيوني يلقي ظلاله على الداخل العراقي والمنطقة.
نعم المنطقة لاتخلو من ارهاصات ومتغيرات داخلية وضعف في المواقف وقوة في مواقف اخرى، وتلك كلها ادوات للاستثمار الفرنسي؛ لذا نراه بعد زيارته بيروت يعقد موتمرا دوليا لرسم مستقبل لبنان وهكذا صرح واوعد قبيل زيارته العراق بساعات.
طبعا المانيا عرفت حجمها ومنع الامريكان لها من ان تقوم باي دور فالدور هنا فقط وفقط ترسمه فرنسا بتخويل دولي .
تجدر الاشارة الى ان المفاعيل السياسية الداخلية في العراق من احزاب وقيادات اسلامية عليها ان تمسك بالارض السياسية بكل قوة، تلك التي الأرض السياسية يتحرك عليها مشروع ما كرون فان المستقبل ترسمه الشخصيات الداخلية والقوى السياسية وليس السلاح وحده، وترسمه الانتخابات القادمة، ووحدة الصف ومنع التشظي السياسي، وخلق موقف فيه تتبادل وتتحد الادوار على اسس ستراتيجية وهو ممكن .
يمكن ان نلخص مشروع ماكرون بانه يجمع بين (( المنع والجمع )) فهو يمنع التمدد الروسي الصيني والايراني ويجمع قوى المنطقة مع القوى الغربية والخليجية ريثما يمكن تطبيعها وتطويعها لقبول المشاريع الغربية والصهيونية. انتهي