أحدث الأخبار

الأمريكان وخسارة الرهان.. ما نواياهم بعد الأن!!

كتب/عبدالجبار الغراب

العصر-كان لسابق العقود الطويلة إيضاحها وكشفها للكثير من الممارسات الهمجية الحقيقية التي أستخدمتها أمريكا وحلفاؤها لأجل السيطرة والهيمنة على بعض دول العالم ، فما قامت به ولعبته الإدارات الأمريكية المتعاقبة ولعقود من الزمان في إفتعالها للأحداث والأزمات ، وخلقها للحروب والنزاعات ، وإنشائها ودعمها للجماعات ، وخرقها للأنظمة والقوانين والمواثيق ، وإلحاقها الضرر بكل الشعوب العالمية : حصادها لنتائج مخططاتها العديدة وترتيباتها وفق تدابير وصناعة اللوبيات الصهيونية التي جعلت من سيطرتها على بعض الدول واقع موجود والتحكم بها ، بل وجعلها ولاية من ولاياتها التابعة لها ، فالنهب للثروات وبإستمرار والإستغلال والإستحواذ على مقدرات هذه البلدان وبكل خيراتها أستقرت بأيادي الأمريكان ، لشيكل كل هذا سلاحآ هامآ إنفردت في زعامتها وقوت بذلك نفوذها وهيمنتها وتربعها عالميآ وخصوصا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي تسعينيات القرن الماضي ، هذا التوغل والإنتشار وفي منطقة الشرق الأوسط بالذات تحكمت به عدة عوامل وأسباب : منها الولاء والطاعة لحكام هذه الدول والتبعية المطلقة لكل ما يملئ عليهم من سياسات من قبل الإدارات الأمريكية لتنفيذها ، لتتصاعد كل مختلف الأحداث المخططة التي اوجدوها الأمريكان نحو معتركات طرق ومسالك توجهت بوصلتها الاساسية لخدمة المصالح الأمريكية بصورة واضحة ، وما أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 الا من ضمن الخبث الامريكي لتحقيق مآربه في التوغل والسيطرة على البلدان ، ليمتد من خلالها الأمريكان في التوسع والانتشار العسكري في كل دوله وبناء العديد من القواعد والمعسكرات في اغلب الدول في المنطقة العربية ومعظم بلدان الشرق الأوسط.



فعديد هي الحقائق وكثير هي الأدلة التي وضحت التخبطات والمتاهات المتلاحقة للإدارات الأمريكية ، وبراهين وبالجملة عززتها الوقائع الحالية لتراجعات الأمريكان في منطقة الشرق الأوسط بالذات , ومعطيات ثابتة المعالم أوجدتها قوى وقفت وتصدت لكل سياسات أمريكا العدائيه ، ومتغيرات جديدة ومتصاعدة قلبت كل موازين القوى العالمية ، وبروز وظهور كبير لقوى دول محور المقاومة الإسلامية التي أفشلت كل سياسات أمريكا والغرب والصهاينة لبسط اللوجود والغطرسة والنفوذ والتمدد والانتشار وفق المخططات ولصالح الصهيونية العالمية ، كل هذا وذاك ألهب حرارة الأمريكان ، فالخسارات توالت ونفوذهم تلاشى وأضمحل وتقلص ، فالإنسحاب والهزيمة والمغادرة المخزية من أفغانستان ، وتقزم وجودهم ورحيلهم من العراق ، وخسارتهم مع شركائهم الحرب في اليمن ، وهزيمتهم عسكريا مع الجماعات التكفيرية الحرب في سوريا ، وافشال كل مساعيهم في إلحاق الأذى في الجمهورية اللبنانية ، والثبات والوجود والردع القوي التي امتلاكتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية وتصدي شعبها لكل محاولات الأمريكان لزعزعة الأمن والاستقرار ، وتقلص كبير لنفوذهم وقوتهم العالمية الأحادية القطب بفعل الصعود والوجود الفعلي والعملي للروس والصينين ، لتنكسر شوكتهم حتى في بحثهم عن البدائل والاوراق لعلها تحدث تأثيرآ للعب من جديد لإستعادة الهيمنة والتسلط والنفوذ.

ليتخبط كثيرا صناع القرار الامريكي في رسمهم للسياسات من جديد ، ومن أبواب ومسميات عديدة ذهبوا الى خلق الكثير من الأساليب ، وهي في الأصل نوايا وتفاكير ينظرون اليها آملا في إستعادة هيبتهم ، فمحاولتهم ومعهم الغرب في ذلك لدعم أوكرانيا في مواجهة الروس بمختلف الأنواع من العتاد العسكري والمالي واللوجستي هي لنوايا وأحقاد لزعزعة الأمن والإستقرار العالمي وايضا لإضعاف اوروبا بذاتها وجعلها تابعة مطيعة كاملة لها ، وإعلانهم ومنذ صعود رئيسها بايدن لكرسي الحكم للعمل على وقف القتال وإنهاء الحرب في اليمن ، وكم هم في تتابع بالاقوال للحديث عبر وسائل الإعلام وبعيدين كل البعد عن التنفيذ العملي والفعلي الملموس على الأرض ، وهم بالمقابل ما هي الا نوايا جعلوا منها حلول يعززون من وجودهم على الممرات والجزر والسواحل اليمنية , لتوحي كل هذه الخطوات والملامح لظهور تطورات وأحداث قادمة ، هي أفعال واقعية, وأهداف مبنية على خطط معده وجديدة , وهي بمثابة سيناريوهات عديدة تعدها وتجهزها الإدارة الأمريكية, وكلها سياسات وممارسات تصب ايضا لمصلحة الكيان الإسرائيلي , وأجندات مفصلة مجهزة لتحقيق مطامعها في المنطقة, وهي في مجملها محاولات أمريكية لإستعادة ولو جزء من مكانتها العالمية السابقة.

ففي اليمن والجميع شاهد وتابع الى ما ذهبت اليه وقائع الحرب من نتائج عظيمة حققها اليمنيون بانتصارهم الساحق على العدوان الامريكي السعودي الإماراتي الصهيوني ولاعوام ثمانية ، لتنعكس نتائج الانتصارات اليمنية في آثارها على دول العدوان كلها وتتقزم حجمها وتظهر بوجه مخزي عالميا لما ألحقت بهم حرب اليمن من خسائر فضيعة في كل مستوياتهم العسكرية والاقتصادية وتركت حاليا مآساتها الكارثية على الصعيد الإنساني لكل افراد الشعب اليمني.



فبعدما خسرت أمريكا كل الرهانات ، انكشفت وتوضحت كل الأكاذيب والادعاءات حتى في احترامهم لقرارات الشعوب وما أخرجته الأحداث التي وقعت في امريكا ورفضهم لنتائج الانتخابات الرئاسية واقتحامهم لمبنى الكونجرس الا مؤشر لفقدان هيبة امريكا وزيفها المروج للديمقراطية ، وهنا تغطت المشاكل وتراكمت على كاهل أمريكا وتشتتت في التفكير عن إيجاد العديد من الحلول لإعادة ما تم خلقه من معضلات لها ، وايضا للدول التي ألحقت بها الضرر نتيجة لكل ممارستها الخاطئة , فالرجوع الى الاتفاق النووي والتزامها بكل ما تم التوقيع عليه وهروبها وخلقها للعراقيل وزرعها للمشاكل لتأخير الاتفاق النووي ، والتهيئة وإفساح وتوفير المناخ المناسب لإيجاد حلول ينهي حرب اليمن ، ووقوفها حجر عثرة امام انجاح المفاوضات الحالية التي تقودها الوساطة العمانية ، وتأجيجها للصراع الروسي وإطالة امد الحرب في أوكرانيا بدعمهم وبكل انواع السلاح ومعها الغرب ، وإعطاء الامر والموافقة للصهاينة لإحداث مزيدآ من زعزعة الاستقرار في المنطقة وعدم خلقهم للأجواء المناسبة لعودة المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية : كلها نوايا خبيثة لتفاكير أمريكية وعبر الاعلام أقوال فقط أغراضها مخفية ومرتبة وفق تدابير ومخططات اللوبيات الصهيونية لخلق المزيد من الأهداف والمساعي للكيان الصهيوني في منطقه الشرق الأوسط بالذات ، وما إدخال وضمن إسرائيل في القيادة الوسطى المركزية الا لسيناريو قادم يرتب عليه ضمها ضمن تحالفات تجعلها الوصية لكل ما ينبغي تحقيقه.

ليتوضح للجميع ومع كل هذه التخبطات والتيهانات المتزايدة عند الأمريكان هو دليل لفقدان مكانه كان لها حجمها التاثيري الكبير وهي علامات للمراحل التدريجية للإعلان لسقوط الإمبراطورية الأمريكية كقوة عظمى عالمية تهاوت معها كل مخططاتها الخبيثة فلا سياسية لبديل فشل عسكري لملمة اندثارها واصلاح أخطائها لمحاولة استعادتها من اجل الوثوق والتعامل معها ، ولاأوراق جديده سوف تخلقها لتبني عليها نقاط قوه لإستعادة مكانتها العالمية, فعصر الهيمنة والإستكبار قد ذهب وانتهى اسقطتها دول محور المقاومة الإسلامية , محدثين لمتغيرات جديدة قلبت كل المعادلات والموازين العالمية وشكلوا قوة ردع وتوازن في القوى وتفوق دائم وحقيقي ، ليفرضوا واقع ومعطيات بفضل القوة والإيمان والصمود والتصدي والالتحام الشعبي مع القيادات الثورية والسياسية والوطنية لكل هذه الدول الإسلامية المقاومة للهيمنة والغطرسة والإستكبار العالمي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى