أحدث الأخبار

الأنظمة الشمولية وأنظمة العدالة والحرية

محمدعلي ابو هارون

العصر-شهد العالم على مدى قرون متمادية حكم أنظمة شمولية تهيمن على مقاليد السلطة بهيمنة واسعة وتصادر ابسط حريات الشعوب .

ومما يؤسف له أن الكثير من الأنظمة الشمولية في التاريخ الحديث تسمى نفسها جمهوريات ولاشك أن النظام الجمهوري هو نظام الجمهور العام وهو الشعب الذي من المفترض أن يختار حكامه بحرية تامة وكذا نواب برلمانه وقياداته الميدانية .

ومما يؤسف له أن غالبية الأنظمة التي تدعي أنها جمهورية تتعامل على أنها أنظمة جملكية
يعني أنها تحمل صفات النظام الملكي المطلق ونظام الحاكم المستبد الدكتاتوري الفردي الذي يسمى جمهوريا .

الحاكم العادل والنزيه والعامل من أجل شعبه يسهر على راحة شعبه ويعمل من أجل تقدم بلده ويقف بكل ما أوتي من قوة أمام عصابات الفساد المالي والإداري التي تنخر جسد الدولة وبالتالي تسبب انهيارها كما انهارت العديد من الدول عبر التاريخ .



لمحة بسيطة إلى ممارسات أنظمة الحكم في التاريخ الحديث تشير بوضوح إلى تفرد الحاكم في اتخاذ القرارات السياسية والمصيرية في زمن الحرب والسلم ومشاريع البناء والإعمار .

في الغرب الذي يتشدق بالديمقراطية كما هو الحال في امريكا وأوروبا نجد أن الديمقراطية هي آسيرة للوبيات المال والسياسة

فديمقراطية الحزبين الحاكمين في الولايات المتحدة الأمريكية لاتعطي مساحة الاختيار الا بين لونين أما الجمهوري أو الديمقراطي وهما الحزبان الحاكمان.
وليس من حق أحد أن يشاهد لونا ثالثا .

وهناك نموذج مماثل في العديد من البلدان الأوربية رغم تجربتها الجيدة في الإدارة والحكم وسيادة القانون.

لكن الحكومات الدكتاتورية تصادر رأي الشعب وحتى حق الاختيار بين لونين فضلا عن الألوان الأخرى ..
ورغم هذا وذاك شهد العالم خلال القرن الاخير تحولا كبيرا نحو إقامة أنظمة حكم مرتكز على حاكمية الشعب كما هو الحال في العديد من بلدان أمريكا اللاتينية المناهضة لسياسات الغرب خاصة واشنطن ولندن .
بنظرة فاحصة إلى الواقع السياسية الجديد في الشرق والغرب نجد أن سياسة الاتحاد السوفياتي التي استخدمت القبضة الحديدية قد انتهت منذ تسلم اخر رئيس للاتحاد السوفياتي السابق للأمور من خلال إصلاحات سياسية إنه عصر غورباتشوف
وجدنا أن ميخائيل غورباتشوف عندما زار أحد المصانع الكبرى في الاتحاد السوفياتي السابق واجهه أحد العمال بالقول اسمع سيد غورباتشوف انك تدق باصلاحاتك اسفين انهيار بلادك وربما تفككها

فاجابه غورباتشوف انني أكبر فيك روحك المدافعة عن بلادك لكن الامور ياولدي تغيرت وعما قرب سيشهد العالم تغييرات سياسية تختلف فيها مفاهيم الحكم والدول وفق رؤية جديدة في العالم .

كلام غورباتشوف الذي كان محملا بمعاني الرسالة التاريخية الكبرى التي بعث بها الامام الخميني الراحل والتي أكد فيها أن الشيوعية والماركسية أصبحت في متاحف التاريخ لقد انتهى العصر الماركسي وفق الرؤية الخمينية .

لقد تعامل غورباتشوف بأعصاب هادئة محاولا توفير الاجابات المناسبة للتعامل الذي تصرف معه بقوة في كلامه مع رئيس الاتحاد السوفياتي .
هذا الأمر كان يواجه بالقمع المطلق في نفس الاتحاد السوفياتي زمان استالين ولينين وبريجينيف وغيرهم من القادة .
إذن لو تصرف العامل مع أحد اولئك الرموز السياسيين لكان مصيره و العشرات والمئات من أمثاله الزج في قعر السجون المظلمة أو الإعدام .



هذا الحال كان سائدا في ظل أنظمة جمهورية حكمت بالحديد والنار في العالمين العربي والإسلامي كما هو الحال في زمن القذافي وصدام وعلي صالح وحسني مبارك وزين العابدين وقبله بورقيه وغيره الكثير الكثير ..
ما لفت انتباهي كثيرا. اخر لقاء للمرشد الإيراني آية الله السيد علي الخامنئي بعدد من طلية الجامعات هذا اللقاء شهد ممارسة الديمقراطية باحلى صورها عبر تعبير عدد من الطلبة الجامعيين عن معارضتهم الصريحة لبعض الممارسات في إيران وشهدت الجلسة ارتفاع الاصوات وصيحات من هنا وهناك وأنتهت بتأكيد المرشد وقوفه إلى جانب تطلعات الطلبة المشروعة لانه يدرك جيدا أهمية الوسط الطلابي ودوره في صناعة التوجهات السياسية وتصرف المرشد بحكمة أبوية مع الطلبة وانتهى الأمر بمنتهى الهدوء .

هذا المشهد لو كان في ظل حكم جمهوري شمولي في مصر حسني مبارك أو ليبيا القذافي لو تونس زين العابدين أو يمن علي عبد الله صالح أو عراق صدام لكان المشهد مختلفا تماما ولزجت السلطات بالطلبة في السجون واعدمت الكثيرين منهم .

لست محامي دفاع عن النظام في إيران لكنني كمراقب متابع شهدت ممارسة ديمقراطية حقيقية خلال استقبال المرشد السيد الخامنئي للطلبة لم اشهد مثله في البلدان التي تدعي الديمقراطية كالولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وباقي البلدان الأوربية الأخرى ..

حري بحكومات العالمين العربي الإسلامي أن تستفيد من التجربة الإيرانية في الممارسات الديمقراطية .
والمشهد ليس بعيدا عن الواقع السياسي المعاش رغم التشويه الاعلامي والتضليل والخداع وسياسة قلب الحقائق .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى