أحدث الأخبارالسعوديةالعراقايرانشؤون آسيوية

الإتفاق الإيراني السعودي إلى أين؟

العصر-يثير هذا الإتفاق من زاوية التحليل السياسي عدة تساؤلات ووقائع ويطرح وجهتين تحليليتين.
• التساؤلات والوقائع.
١. تلعب الأطراف الفاعلة في المشهد السياسي الإقليمي دوراً في تحديد أهمية هذا الإتفاق وإمكانية إستمراره وخاصةً (أمريكا وإسرائيل ودول الخليج وإيران).
٢. هل كانت أمريكا (حليفة السعودية) على علم بالمحادثات ومكانها؟ أم أن السعودية أصبحت لا تهتم للموقف الأمريكي إزاء تحركاتها الخارجية كما حصل في إتفاق أوبك-بلس لخفض إنتاج النفط والإتفاقيات الإستراتيجية والقمم الصينية-السعودية-الخليجية – العربية عام ٢٠٢٢ في الرياض.
والكل يعلم بالتحفظ الأمريكي على زيادة النفوذ الصيني في منطقة الشرق الأوسط والتي أصبحت ذو أهمية إستراتيجية قصوى للصين.
٣. لماذا كانت المباحثات سرية وعلى مستوى مستشاري الأمن القومي في البلدين ولم يتم إشراك أو دعوة العراق وسلطنة عمان إلى مراسيم إعلان الإتفاق البلدان اللذان كانا يرعيان المحادثات ما بين السعودية وإيران ولماذا كان هناك تركيز على موضوع الضمانات الأمنية وإتفاقات عام ٢٠٠١ و ١٩٩٨.



▪︎الوجهة التحليلية الأولى.
1. لاشك أن هذا الإتفاق يظهر العقلية السياسية البراغماتية للإيرانيين والسعوديين وسط الظروف الإقليمية والدولية المضطربة وربما إدركت السعودية بأن إيران ستكون دولة نووية قريباً ما يرفع كلفة التصالح معها.

2. تعلم السعودية أن مثل هذا الإتفاق سينعكس إيجابياً على الحرب المحرجة لها في اليمن والوصول إلى تسوية مع الحوثيين (حلفاء إيران) وبتدخل إيراني فضلاً عن مشاكل لبنان.

3. تحاول إيران الظهور بمظهر القوة الإقليمية الجارة التي لا تهدد محيطها كما يدعي الأمريكان.

4. صانع القرار الإيراني يدرك أن الأوضاع صعبة ما جعلها تتعامل مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية بإيجابية في زيارته الأخيرة لها تمهيداً للعودة إلى مفاوضات الإتفاق النووي وتفويت الفرصة على إسرائيل وأمريكا.

5. هذا الإتفاق إن كتب له النجاح سينعكس بصورة إيجابية على مجمل الأوضاع في المنطقة وسيجعل من الصين بمثابة قوة إستراتيجية راعية للحلول الدبلوماسية وجمع الفرقاء.

▪︎الوجهة التحليلية الثانية.
1. هناك إحتمال أن الإتفاق كان بدفع أمريكي للسعودية لتحييد إمكانية إستهدافها (كدولة عدوة) من قبل إيران عند حصول ضربة عسكرية إسرائيلية محتملة ضدها بمباركة أمريكية غير معلنه خشيةً من إستهداف قواعدها وحلفائها في المنطقة وهنا نجد أن المحللين والصحف الأمريكية والدوائر السياسية تحاول خلق رأي عام بأن الإتفاق كان ضربة للسياسة الخارجية الأمريكية.

2. ربما سكتت واشنطن عن الوساطة الصينية لعدة أسباب :
ا. وضع الصين في موقف محرج عندما تقوم إيران بإستهداف السعودية على أثر الضربة الإسرائيلية المفترضة كونها راعية غير ذات جدوى للإتفاق.
ب. ستعجل بفرض عقوبات أمريكية على الصين بحجة دعم روسيا في حربها على أوكرانيا ونشرها فايروس كوفيد ١٩ ما يكبح الصين إستراتيجياً.

3.عوامل الإستعجال الإسرائيلي في ضرب إيران :
ا. الأزمة الداخلية الإسرائيلية تحتاج إلى حرب خارجية لها طابع ديني ومصيري توحد الإسرائيلين من جديد في ظل حكومة يمينية متطرفة.
ب. الإعلان الأخير عن أن إيران قد وصلت إلى درجة ٨٦% من عملية تخصيب اليورانيوم وتحتاج إلى مدة قليلة للوصول إلى صناعة القنبلة النووية.
ج. محاولة إستباق حصول إيران على أنظمة دفاع جوي متطورة من روسيا (أس ٤٠٠) مقابل الدعم الإيراني لروسيا في حرب أوكرانيا (المسيرات الإيرانية).
د. القراءة الإسرائيلية للداخل الإيراني الذي يعاني من الصعوبات الإقتصادية والمحيط الإقليمي والدولي.
ه‍. قدرة نظام القبة الحديدية الإسرائيلي على كبح جماح المسيرات والصواريخ الإيرانية التي يمكن أن تستهدفها بعد الضربة الأولى.
و. لإسرائيل حالات مشابهة أخرى كما حدث في حرب ١٩٦٧ وضرب مفاعل تموز العراقي عام ١٩٨١ والمجمع العسكري في دير الزور السورية عام ٢٠٠٧.



4. نتائج الضربة الإسرائيلية ستحدد نوع ردود الفعل الدولية والإقليمية المختلفة وستعجل بإنتاج طهران للقنبلة النووية لردع إسرائيل أو حتى مهاجمتها نووياً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى