الإنفتاح العربي على سوريا جَدِّي أم هيَ مناورات عربية في ظِل إصطفافات المحاور وإستمرار الأزمة والحصار
كَتَبَ إسماعيل النجار
العصر-الإنفتاح العربي على سوريا جَدِّي أم هيَ مناورات عربية في ظِل إصطفافات المحاور وإستمرار الأزمة والحصار،
هُوَ سؤال كبير يحتاج إلى جواب واضح عن ما يجري من تحركات عربانية إنفتاحية إتجاه العاصمة السورية دِمَشق، الإمارات كانت أول المبادرين وتَلَتها البحرين وسلطنة عُمان فهل كانَ أول الغيث الخليجي رساله سعودية لسوريا لكي تكون مستعدَّة للعودة إلى الحظيرة العربية في المستقبل القريب؟ أم هي رسالة مشروطة في حال قَبِلَت بالعروض السعودية؟ أم أن الأمر لا يعدو خطوة خجولة بدأَ بها البعض ويتَلَفَّت خلفه ليرىَ الرضا أو الرفض في العين الأميركية إتجاه ما يقومون به مع دولة شقيقة كانت تربطهم معها في الماضي أواصر صداقة وأخوَّة وأشقاء،
في الشكل الأمور تسير على ما يرام بين دمشق ومجلس التعاون الخليجي بخطواتٍ متفرقَة من هنا وهناك، ولكن في الواقع هناك فجوات كبيرة وواسعه بينهم وبينها من الصعب دملها بمجرَّد زيارة وقُبلة وعناق بين المسؤولين،
سوريا الأسد بعد النصر على الإرهاب بَدَت منخرطه بمشروع تغييري على مستوى العالم يستهدف هيمنة الولايات المتحدة الأميركية سيدة دُوَل الخليج وصاحبة أُحادية القرار،
الإصطفافات الدولية بلغت حَدَّها الأقصىَ، والدُوَل التي تحاول الإنفتاح على سوريا هي شريك أساسي بالعدوان عليها وبكل ما جرى فيها من قتل وذبح وسفك للدماء واغتصاب ودمار ولا زال قائم حتى اليوم، أيضاِ هذه الدُوَل جزء من مشروع أميركي صهيوني يجتاح المنطقة منذ عقود، فعلى أي أساس يُبنَىَ على هذا الإنفتاح؟! وكيف نستطيع أن نُصَدِّق الأمر بأنه سهل ويمُر عند الرئيس بشار الأسد مرور الكرام؟
سوريا واجهَت قاتلت صمدت وإنتصرت، هذا يعني أنها هي في موقع مَن يُملي الشروط ويرسم خرائط الإنتماءآت، فهيَ ليست مهزومة ولا يُملى عليها بشروط، هذا أولاً…
ثانياً :واقع الأمر أن سوريا دفعت أثماناً باهظة جَرَّاء الحرب الإرهابية الكونية عليها التي كانت تقودها السعودية وقطر وتركيا وألولايات المتحدة الأميركية، فَمَن يريد الإنفتاح عليها وإعادة بناء العلاقات معها يجب أن يُقَدِّم الإعتذار لها أولاً والتوقف عن دعم ما تَبَقَّىَ من إرهابيين ويبدأ بدفع ما يتوجب عليه من تعويضات،
هذا الأمر لكي ينضُج يحتاج ويتطلَّب موافقه أميركية وواشنطن لا زالت في طَور الإعداد للحرب مجدداً على سوريا وترفض الإنسحاب من شمالها ومن شرق الفرات!، وهيَ تُمعُن بالتعدي على سيادة الدولة وتقوم بسرقة النفط والغاز وتشجع فريق من السوريين على الإنفصال، وترفض التفاوض مع دمشق إلَّا وهيَ مستسلمَة! في الوقت الذي أعلن فيه الشعب السوري النصر على الإرهاب منذ أكثر من أربع سنوات وبالتحديد عند تحرير آخر مِعقَل للإرهابيين في مخيم اليرموك والحجر الأسود،
بكل الأحوال دمشق إستقبلت وزير خارجية الإمارات مَرَّاتٍ عِدَّة، ومسؤولين خليجيين ووزير خارجية مصر الذي جاء نتيجة حصول الزلزال ولم يتجرَّأ أن يعلن موقفاً سياسياً واحداً إتجاه الأزمة السورية لكي لا يُغضِب السيد الأميركي، فكيف ستكون العلاقات وعلى أي أساس؟ تفسير الأمر أن العرب يريدون مسح إثني عشر عام من الدم والدمار ببوسَة لِحىَ بينما سوريا تحتاج إلى أكثر من 400 مليار دولار لإعادة الإعمار وإلى رفع العقوبات عنها ليتسنىَ لها إستيراد كافة المواد اللازمة بهذا الشأن، كما تحتاج لتعهد من الأنظمة العربية المتصهينَة عدم التدخل بشؤونها وطرد كافة قيادات الإرهابيين من بلدانهم، وإقفال قنوات التحريض والفتنة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لها،
كل ما ذكرت أعلاه أنه يجب أن نتمناه ولكن في الحقيقة لن يتحقق منه أي شيء لأن كل ما يجري عبارة عن محاولة لسلخ سوريا عن محيطها المقاوم بعدما عجزوا بالحرب، وعندما يعجزون عن سلخها عن روسيا وإيران سيزداد الحصار ويعود التآمر لأن حكام الخليج هؤلاء ديدنهم الخراب وكما تعرفون ونعرف أن جرذان الأرض لا تنال السحاب مهما قفزت عالياً،
سوريا إنتصرت…