أحدث الأخبارفلسطين

الاحتلال وشطب قضية اللاجئين بداية من القدس

العصر-يواصل العدو الصهيوني العمل على فكفكة القضية الفلسطينية قطعة قطعة، بعد أن عجز عن شطيها دفعة واحدة، على مدار أكثر من 74 من الاحتلال، المدعوم من القوي الامبريالية الغربية.

بدأت أولى خطوات العدو لفكفكة القضية الفلسطينية، بتوقيع اتفاق أوسلو 1993، والذي حول الثورة الفلسطينية المعاصرة التي انطلقت عام 1965، الى وكيل أمني لحماية الاحتلال.

مقابل منح الثوار والفدائيين وحملة البنادق، حكم ذاتي محدود في غزة وأريحا، والذي امتد الى بعض مدن وقرى الضفة، التي قسمها العدو الى ثلاثة اقسام ألف وباء وجيم، ليس للسلطة الجديدة سيطرة فيها الا على الأراضي المصنفة ألف.

قبل ان يعيد العدو احتلال كامل الضفة المحتلة عام 2002 في أعقاب انتفاضة القدس، واغتيال قائدها ورمزها ياسر عرفات، فيما حافظ الاحتلال على بقاء السلطة ذات المهام البلدية والأمنية.

واستمراراً لهذه السياسة إزاء التعامل مع القضية الفلسطينية على طريقة الملفات وليس كتلة واحدة.
وبعد أن نجح العدو في تفكيك الثورة المنتشرة على الجبهات خارج فلسطين، وأتى بهم حراسا للمغتصبات مقابل الرتب والمزايا المالية والمعنوية.



التفت العدو الى الملف الثاني الذي يمثل أحد اهم أعمدة القضية الفلسطينية، وهي قضية القدس.

ونجح العدو في انتزاع قرار من الرئيس الأمريكي ترامب الذي قرر في 6 ديسمبر 2017 نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس في 14 مايو 2018، بالتزامن مع ذكرى احتفال “إسرائيل” بذكرى إعادة توحيد القدس (احتلال القدس الشرقية)، حيث تم تحويل مبنى القنصلية الأمريكية في القدس إلى مبنى السفارة الجديد.

وبعد الانتهاء من ملف القدس مع ردود إسلامية وعربية وحتى فلسطينية باهتة لا ترقى الى درجة خطورة الجريمة.

ها هو العدو يبدأ في محاولة الانتهاء من عامود خيمة القضية الفلسطينية الثاني، وهي قضية اللاجئين.

ومع تولي أكثر حكومة يمينية وتطرفا في تاريخ الكيان، تقوم استراتيجيتها على حسم الصراع وانهاءه مع الشعب الفلسطيني.

بدأت بلديه الاحتلال في القدس بالعمل على تصفية قضية اللاجئين بداية من القدس.
وبما أن الأونروا تمثل عنواناً امميا لقضية اللاجئين الفلسطينيين، وشاهدا دولياً معتمداً.

فان بلدية الاحتلال في القدس باتت لا ترى مبرر لاستمرار عمل الأونروا بشكل عام، وفي القدس بشكل خاص.

ولذلك فان بلدية الاحتلال بدأت بالعمل على تحويل الخدمات التي تقدمها الأونروا إلى البلدية.
متذرعة بأن مؤسسات الاونروا والخدمات التي تقدمها داخل القدس هذه سيادة داخل سيادة، وانه لا مكان إلا لسيادة واحدة هي سيادة الاحتلال.

وتنص بنود الخطة التي ستعرض على حكومة الاحتلال لإنهاء واخراج الاونروا من القدس في الفترة القريبة:
– اصدار اوامر بإغلاق كافة مؤسسات الاونروا بالمقابل سيتم تسجيل كافة الطلاب والمرضى داخل مؤسسات تتبع لبلديه القدس.
– على المدى البعيد سيتم مصادره كافة مباني الاونروا وتحويلها لمباني بلديه.
– بالمقابل سيتم الغاء مسمى مخيم شعفاط كمخيم للاجئين ومصادرة كافة اراضيه من قبل الكيان.

والمنشآت المستهدفة هي:
بداية سيتم السيطرة على المدارس والطلاب:
– مدرستين للبنات ومدرسة للبنين في مخيم شعفاط تضم 1200 طالب.
– مدرسة للبنين في وادي الجوز حوالي 150 طالب.
– مدرسة للبنات في سلوان حوالي 100 طالب.
– مدرسة للبنات في صور باهر حوالي 350 طالبة.
– المجموع حوالي 1800 طالب وطالبة تطلب بلديه القدس نقلهم لمؤسساتها.

ليس المدارس فقط حسب البلدية ايضا مؤسسات الرعاية الاجتماعية والصحة التابعة للأونروا سيتم اغلاقها.
– على سبيل المثال المركز الطبي الكبير في مخيم شعفاط.
– مراكز الرياضة.
– ومركز شؤون الطفل والمرآه.
– مؤسسة التأهيل المهني في كفر عقب.
– عيادة اللاجئين في باب الساهرة.



وبما أن قضية اللاجئين باتت في عين العاصفة.
وبما أن أولى خطوات شطب قضية اللاجئين بدأ من القدس، التي تم انهاء ملفها أمام العالم، بعد نقل السفارة الأمريكية إليها، فيما يواصل الاحتلال مساعيه مع مختلف دول العالم لنقل سفاراتها إليها، دون أي ردة فعل ذي بال فلسطينياً او إسلامياً.

فان ملايين اللاجئين الفلسطينيين حول العالم باتوا أمام تحدي شطب أحق وأقدم قضية لاجئين في العالم.

وبما أن الكيان الصهيوني يحظى هذه الأيام بأكثر حكومة منبوذة حول العالم، وسط احتجاجات وانقسامات داخلية، فان أمام اللاجئين الفلسطينيين فرصة مواتية، لإثارة قضية عودة اللاجئين الفلسطينيين التي تدعمها القرارات الأممية.

ليس فقط لوقف المخطط الصهيوني لإنهاء وتصفية الأونروا، وشطب قضية اللاجئين الفلسطينيين بداية من القدس، ولكن للمطالبة أيضا بتطبيق القرارات الأممية التي تنص على التعويض والعودة للاجئين الفلسطينيين الى ديارهم وبيوتهم التي هجروا منها.

الأمر الذي نتوقع معه قيام الجهات القائمة على قضية اللاجئين، سواء من المنظمة والسلطة او من الفصائل، تحركاً واسعاً وجاداً على مختلف الصعد والمستويات:

– على الصعيد السياسي والدبلوماسي:
o توجيه رسائل إلى الأمين العام للأمم المتحدة لوضع الأمر أمام جلسات مجلس الامن.
o توجيه رسائل إلى مختلف دول العالم وفي مقدمتها دول مجلس الأمن ووضعها أمام مسؤولياتها.
o توجبه رسائل إلى جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ومجلس التعاون الخليجي، لوضعها أمام مسؤولياتها في نصرة قضية اللاجئين في مختلف المحافل الدولية.

– على الصعيد الشعبي:
o تنظيم حراكات جماهيرية واسعة في مختلف مخيمات وتجمعات اللاجئين داخل وخارج الأرض المحتلة، وفي مختلف أماكن تواجد اللاجئين الفلسطينيين حول العالم.
o دفع وتحريض وتحريك جموع اللاجئين لتنظيم مسرات العودة في ذكرى النكبة 15 مايو، وصولا الى تكرار تجربة احياء ذكرى النكبة في العام 2011، واقتحام الحدود مرة أخرى وبقوة أكبر وأوسع، والاثبات للعالم إمكانية تنفيذ حق العودة بأجساد اللاجئين العارية.



اللاجئون الفلسطينيون الذين باتوا يعدون بالملايين داخل وخارج فلسطين المحتلة، والمنتشرين في قارات العالم الخمس، ليسوا ضعفاء ولا عاجزين، انما تنقصهم قيادة جسورة قادرة على توظيف قدراتهم الهائلة، وتحريكهم بقوة لاستعادة حقهم في العودة الى دياره وبيوتهم التي هجروا منها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى