الاردن شريك مفروض على العراق…..

العصر-كان الاتصال الاخير الذي جرى بين السيد السوداني وبين بايدن واشراك ملك الاردن في هذا الاتصال يثير أسئلة كثيرة.
ما دور الاردن في هذا الاتصال، ولماذا اصر الرئيس الامريكي على اشراك الاردن اثناء التواصل مع رئيس مجلس الوزراء العراقي، وما هي المحادثات التي تريد امريكا فرضها على العراق، وهل الموضوع مرتبط بمد انبوب العقبة، ولماذا هذا الاصرار على انبوب البصرة وتشبيك العلاقة بين العراق والاردن بشكل املاءات وفرض الإرادات…..
_ يتفق الجميع أن الاردن بلد لا يملك مقدرات وموارد طبيعية وبشرية، سوى أنها دولة مصطنعة تقوم بدور وظيفي يخدم موقعها الكيان الصهيوني ويسهم في تكريس التمدد الامريكي.
_ ويتفق الجميع أن الاردن دويلة تعتاش على المساعدات الغربية والخليجية، وسياستها الخارجية مبنية على ضوء ادامة هذه المساعدات، حتى لو تتطلب الامر المساهمة في تدمير الدول، كما جرى مع سوريا ومشاركة الاردن بغرف عمليات تدير المؤامرة من على اراضيها.
_ يتفق الجميع ان العراق يمتلك طاقة نفطية وغازية كبيرة، فقد كشف تقرير أن العراقي يحوي فقط في حقل المنصورية مايقارب ٤ ترليون متر مكعب من الغاز الطبيعي .
_ يبدو أن الاصرار الامريكي على لوي عنق العراق للذهاب الى الاردن غايته منع العراق من الانفتاح على الشرق، وتعطيل مفاعيل الالتحاق مبادرة الحزام والطريق الصينية.
_ بدى واضحا للقاصي والداني أن مد انبوب البصرة العقبة وتصدير ما يقارب مليون برميل ونصف يوميا، سيخصم من حصة العراق النفطية في اوبك، بمعنى تقاسم قوت العراقيين مع جارتهم الاردن.
_ تفيد المعلومات ان هناك اتفاق عراقي اردني يقتضي قيام الاردن المشاركة في حملة اعمار العراق وبنيته التحتية، يعني ابعاد روسيا والصين وتعطيل الاتفاقات معهم، من أجل ترسيخ اتفاقية الشام الجديد.
_ بعد ابرام كردستان اتفاقيات مع اوربا لتصدير النفط والغاز الى اوربا وتعويض النقص الحاصل في الطاقة، تتحرك واشنطن لمد انابيب طاقة من البصرة الى تركيا والاردن لتوريد الغاز الطبيعي بموافقة الحكومة العراقية، وزج العراق بالضد من روسيا والصين في الحرب الاقتصادية القائمة.
_ من الغريب أن تجد الامارات والسعودية ودول خليجية اخرى، تعقد شراكات استراتيجية مع الصين وروسيا، في الوقت الذي تنحني فيه القوى السياسية في العراق للضغوط الامريكية، دون أي محاولة لتطبيق سياسة التوازن.
_ لا تريد القوى السياسية الشيعية بالتحديد أن تستوعب تغير الظروف العالمية، ولا زالت عالقة بأفكار الهيمنة الامريكية، ولا تسعى لقراءة المشهد العالمي برؤية عام ٢٠٢٣.
_ مجيء وزير خارجية روسيا لافروف بمعية وفد كبير متخصص في ملفات الطاقة والامن الغذائي في هذا التوقيت، يحمل رسائل مهمة، منها حاجة روسيا للعراق ومحاولة منع العراق من اصطفافه بالحرب الاقتصادية ضدها.
_ التحرك الروسي يأتي بعد ازمة الدولار التي افتعلتها واشنطن في العراق، وبعد كشف الحكومة العراقية نيتها التعاون العراقي الامريكي الاردني في ملف الطاقة والغاز.
_ كل المؤشرات تؤكد ذهاب العراق للتموضع خارج المعادلة الدولية والاقليمية اقتصاديا وسياسيا، والخضوع التام للضغوط الامريكية، دون أي محاولة للتلويح بخطوات تربك المشروع الامريكي، والتسليم المطلق للارادة الامريكية.