أحدث الأخبارشؤون آسيوية

الانفجار القادم في الشرق الأوسط

مجلة تحليلات العصر الدولية - د. كامل أبو ضاهر

منطقة الشرق الأوسط منطقة حيوية وإستراتيجية ترتكز عليها استراتيجيات الدول العظمى .
ومن يسيطر على الشرق الأوسط يفرض سيطرته وهيمنته على باقي العالم ، فالشرق الأوسط به ما يقارب ثلثي مصادر الطاقة في العالم ، وبه عدة ممرات ملاحية تهيمن على طرق التجارة العالمية .
كما أن بلدان هذا الشرق تمتلك ثروات متعددة جعلت هذه الدول من أغنى دول العالم (لكن سيطرة أنظمة خائنة وعميلة حولت هذه الثروات لمن نصبهم على هذه الشعوب ) .
لذلك ؛ الامريكان والغرب عموماً يسيطر على الشرق الأوسط ويتقاسم النفوذ فيما بينهم وبالأخص (أمريكا وفرنسا وبريطانيا) ، وتحاول روسيا والصين أن تجد لها نفوذاً في الشرق الأوسط، وتعيش في صراع دائم مع حلف الناتو.
وترتكز سيطرة الناتو على عدة أمور:
1) الكيان الإسرائيلي والذي تهدد به أنظمة المنطقة ، لتبقى تدور في الفلك الغربي .
2) الأنظمة العربية العميلة والخائنة لشعوبها ، وتكرس كل جهودها لتبقى في الحكم وامتيازات الحكم ، وسحق أي محاولة للشعوب للتحرر .
3) سيطرة الشركات الاستعمارية الكبرى على اقتصاديات الدول ، وترك الفتات لقادة الأنظمة لتظل الشعوب في فقر مدقع لا تقوى على الحراك .

لكن ؛ هذا الشرق الأوسط الحيوي ، حدثت فيه تغيرات بدأت في سحب البساط من تحت أرجل دول حلف الناتو وهي :
1) ظهور إيران وتحديها للغرب ، واعتمادها مشروع إيران العظمى وإحياء أمجاد الإمبراطورية الفارسية ، وسيطرتها على العراق وسوريا ولبنان واليمن ، والذي سمح لها بالسيطرة على مضيق هرمز ومضيق باب المندب أهم ممرين ملاحيين في العالم بعد قناة السويس ، وهذين الممرين يتحكمان في قناة السويس .
2) النفوذ الروسي والصيني : فالنفوذ الروسي واضح المعالم في سوريا وليبيا ، ويحاول التحالف مع إيران وإخراج تركيا وقطر من الحلف الأمريكي ، أما الدور الصيني فهو غير واضح المعالم وإن كان يتقاطع مع روسيا .
لذلك يوجد صراع روسي صيني مع حلف الناتو للسيطرة على الشرق الأوسط، ويتمثل هذا الصراع في التخلص من الكيان الإسرائيلي رأس الحربة لحلف الناتو ، لذلك جاءت حرب غزة الأخيرة رافعة أمل للتخلص من هذا الكيان .
ولعل التحرك المصري يصب في هذا الاتجاه ، حيث يشكل عبث الكيان الصهيوني في مياه نهر النيل خطر استراتيجي على الأمن القومي المصري ، بالإضافة إلى ما يقوم به الكيان من دعم لمنظمة داعش في سيناء ؛ ولذلك ظهر في الأفق تفاهمات روسية وتركية قطرية مع النظام المصري ، قد تستفيد منه غزة في مشروعها التحرري من الاحتلال .
ولذلك أرى أن الشرق الأوسط مقبل على حرب إقليمية شاملة في المنطقة ستشمل الإقليم كله ، لأن روسيا وتركيا وإيران ، لن تستمر نجاحاتهم في مشاريعهم العظمى إلا بالتخلص من الكيان المهيمن بإسم الغرب على أرض العرب .
وستكون بداية الانفجار من غزة ، حيث توجد قضايا ساخنة وليس لها حل :
1)تغولات المستوطنين واستفزازهم في القدس والضفة الغربية.
2) الحصار المحكم على غزة وتحكم الاحتلال في معابر القطاع ، ووصول المعاناة للسكان إلى أقصى درجة .
3) ضعف حكومة الكيان وتركيبها الهش ، قد يدفعها باتجاه الحرب .
4) استمرارية مصادرة الأراضي وحالة الغليان الجماهيري في الضفة ، قد تدفع غزة للتدخل .
وللحديث بقية ……

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى