
التاريخ نبع فيَّاض بالدروس والعِبر والحِكم لمَن أراد أن يتعظ بدروسه ويستفيد من عبره وحكمه في بناء حاضره والتطلع إلى مستقبله الذي ينشده..
حيث يروي لنا التاريخ حقائق دامغة، وفيها دروس رائعة، لمَن تأملها ودرسها واستفاد منها فكرة حاضرة، وعبرة سالفة، وحكمة بالغة..
ومما يرويه التاريخ أن بعض القبائل النجدية والأعراب الذين كانوا يسكنون حول مستعمرة خيبر اليهودية عندما توجه لفتحها جيش المسلمين بقيادة رسول رب العالمين تعاهدوا وتعاقدوا وتعاونوا معهم للدفاع عنهم فجاؤوا برجالهم وكانوا حوالي أربعة آلاف أي أنهم كانوا ثلاثة أضعاف جيش المسلمين البالغ ألف وخمسمائة تقريبا، ووعدوهم بالقتال عنهم والدفاع عن مستعمرتهم التي تضم سبع حصون وقلاع حصينة كنقاط الاستناد اليوم، حيث “أن كنانة بن أبي الحقيق توجه إلى غطفان؛ ليستمدّ منهم القوى على نصف تمر خيبر، أو نتاج سنة كاملة، فأمدّوهم بأربعة آلاف مقاتل على رأس عُيينة بن حصن، وذلك قبل حلول النبي بخيبر بثلاثة أيام، فدخلوا معهم في حصون النطاة.. ولكن غطفان سمعت نداءً لا تدري أهو من السماء أو من الأرض: يا معشر غطفان! أهلَكم، أهلَكم! ثلاث صيحات”.
هذا من جهة ومن جهة أخرى كان التكتيك الذي استخدمه رسول الله (ص) أرعبهم وأجبرهم على الانسحاب إلى ديارهم وترك اليهود ومصيرهم المحتوم على يد بطل الإسلام وسيف الله المسلول على أعدائه أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (ع) الذي قلع باب حصنهم وقتل فارسهم مرحب وأخاه وولده وفتح تلك الحصون رغم أنوفهم وطهَّر شبه الجزيرة من دنسهم ورجسهم..
واليوم التاريخ يُعيد نفسه في فلسطين المغتصبة وأقصاها السليب الذي أراد اللعناء أن يدنِّسوه فقامت حرب الأقصى، واتفق الصهاينة مع الأعراب في دول التطبيع والتركيع لتصفية المقاومة وضرب جمهورها ليركع لهم، وتدمير مقدراتها لتخضع لأوامرهم، فها هم يعِدون الصهاينة بالقتال معهم بل هناك أخبار أن (المؤامرات العِبرية) أرسلت طياراتها وطياريها للقصف في غزة لرفع معنوية الجيش الصهيوني المرتزق المنهار..
وتنادوا من كل جانب وارتفع عويهم، ونباحهم، ونهيقهم، كل بطريقته وصوته، خوفاً من سقوط أمِّهم الشمطاء الذي لولاهم لما كانت وما بقيت ليوم واحد، فهم الذين باعوها أولاً وتآمروا عليها منذ أن وجدت هذه الغدة السرطانية في جسد الأمة، ومازالوا يفعلون كل ما في وسعهم في دعمها وتمويلها ومساندتها قولاً وعملاً لحمايتها وضمان بقائها واستمرارها في فلسطين المغتصبة لأنهم يرون وجودهم وبقاءهم متعلقاً بها وجوداً وبقاءً.
ولكن رجال المقاومة عرفوا الحقائق كلها، وعرفوا هؤلاء اللعناء وأولئك الطلقاء حق المعرفة ولذا تسلحوا بقوتهم وأسلحتهم وحقهم في أرضهم وبلادهم ومقدساتهم وراحوا يدافعون عنها ليقينهم أن كل تلك الأصوات النشاز هي عليهم وليست لهم، والأعراب المطبِّعين هم صهاينة أكثر من الصهاينة أنفسهم، ولذا لم يردوا عليهم ويأبهوا بنهيقهم كله.
فالحق بيِّن والباطل واضح وضوح الشمس الضاحية، وما يُؤخذ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة، والحق يُنتزع ولا أحد يُعطيه، وكذب الأفاكون الدجالون من المنظمات الدولية والأممية فكلهم ينطقون بأمر وألسن الصهيونية والماسونية العالمية، ولا أحد يقف معهم أو يخاف عليهم بل يخافون على تلك الغدة السرطانية التي استفحلت وراحت تفتك بكم جميعاً.
فخذوا حقكم بأيديكم، واقصفوهم كلما يقصفوكم واضربوهم حينما يضربوكم، وإياكم أن تصمتوا عليهم لأنهم سيتمادوا في غيِّهم وضلالهم، وإذا أردتم أن تنتصروا فانتقموا منهم ودمِّروا منشآتهم الزجاجية فوق رؤوسهم كما دمروا أبراجكم وبنوككم فوق رؤوسكم، وحقكم عندما يسقط كم برج في تل أبيب، ويتدمر كم منشأة استراتيجية وحساسة فإنهم سيوقفون الحرب ويسترضوكم لتُعطوهم فرصة ليهربوا من فلسطين فهم جبناء رعديدون أيها المقاومون الأبطال.
هددوهم ودعوهم يشعرون بقرب الموت وأن صواريخكم فوق رؤوسهم وفي أي لحظة يمكن أن تقتلوهم فإنهم سيؤول أمرهم إما إلى الفرار خارج فلسطين إلى البلدان التي جاؤوا منها هم وآباءهم، أو إلى المشافي العسكرية أو النفسية كمجانين لأنهم يؤمنون بالحياة ويخافون الموت.
وأقول لكم وبكل فخر واعتزاز أنكم امتلكتم القرار والمبادرة والشجاعة للتأثير والتدمير في طول أرض فلسطين المغتصبة وهم شعروا بهذا الخطر المحدق بهم ولذا ستسمعون النهيق من كل حمار لا يعرفكم ولا تهمه فلسطين وشعبها بأي شكل من الأشكال، فاضربوهم بألم ووجع ينخر عظامهم، وأخيفوهم كما يُخيفوا نساءكم وأطفالكم فالنصر لكم واجعلوها آخر معركة مع هؤلاء اللقطاء وداعميهم من أبناء الطلقاء، والعيون والقلوب تنتظر صواريخكم تدك حصونهم وقلاعهم وتهدم أبراجهم وقصورهم فوق رؤوسهم.
فهؤلاء لا يفهمون إلا لغة الصاروخ، وزغردة المدفع، والطائرة المسيرة، فزغردوا بارك الله بكم وسدد رميكم وأهلك عدوكم ونصركم على أعداء الله والإنسانية وأعداءكم الصهاينة.