بقلم: سعيد محمد
▪️قيل الكثير عن علم المثليين الذي رفعته سفارتا بريطانيا وكندا وبعثة الاتحاد الاوروبي في بغداد تضامنا مع المثليين في “يومهم العالمي”، بسبب استفزازه لمشاعر الشعب العراقي المسلم، وزاد من حدة هذا الاستفزاز انه جاء في شهر رمضان وفي ليالي القدر.
▪️المرجعيات الدينية والسياسية والفعاليات الحزبية والشخصيات الفكرية والاعلامية والمجتمعية اتفقت ودون استثناء على التنديد بالاجراء الغربي، والبعض دعا الى طرد سفراء الدول الذين قاموا بهذه الفعلة، وهناك من دعا الى اتخاذ اجراءات ردعية للحيلولة دون تكرار مثل هذه الممارسات الشاذة والمنحرفة في ارض العراق ارض المقدسات.
▪️من الواضح ان كل ردود الفعل كانت في محلها وكان لابد ان تصدر، فمن غير المقبول والمعقول ان يقوم الغرب بهذه الفعلة النكراء على ارض العراق ويمر العرااقيون من امامها مرور الكرام رغم ان الفعلة استهدفت قيمهم الدينية والاخلاقية، والتي تعتبر الاساس الذي يقوم عليه كل بنائهم المجتمعي.
▪️هناك نقطة في غاية الاهمية لم يتم التطرق اليها في المواقف التي تناولت الفعلة الشائنة للسفارات الغربية او تم تناولها بشكل عرضي، بينما تعتبر السبب الرئيسي وراء الاجراء الغربي الذي استفز مشاعر العراقيين، وهي ان الغرب انطلق من فعلته هذه لاعتقاده انه يمثل مركز الكون وان حضارته هي الحضارة الوحيدة المبنية على اسس علمية، اما باقي شعوب العالم فتعيش على الهامش ولم تفرز الا حضارات “خرافية”، وهذا المنطلق بالتحديد كان سبب مرحلة الاستعمار الذي دشنه الغرب باحتلال البلدان الاخرى، فالغرب يرى من حقه احتلال البلدان الاخرى وسرقة ثروات شعوبها لانها لا تمتلك الامكانيات العلمية التي تؤهلها استخدام هذه الثروات بالشكل المناسب!.
▪️هذه النظرة الاستعلائية للغرب الى الاخر هي ايضا جعلته يعتبر ثقافته وافكاره وتقاليده وعاداته على انها مطلقة وعلى الشعوب الاخرى ان تعتقد وتعمل بها دون اي اعتراض، وفي حال اتخذ شعب ما موقفا معارضا من الثقافة الغربية، يُتهم على الفور بالتخلف والجهل.
▪️واخر صور هذا التنمر والاستعلاء الغربي على الاخرين، شاهدناها قبل ايام في بغداد، فرغم ان بريطانيا تعتبر من اكثر دول الغرب معرفة بالثقافة والتقاليد العراقية “بفضل” تاريخها الاستعماري، وتعرف ايضا مدى تعصب العراقيين لدينهم واخلاقهم وتقاليدهم، الا ان سفيرها رفع علم الشاذين جنسيا في بغداد، دون اي اعتناء بمشاعر العراقيين، لان بريطانيا ترى في تصرفها بانه تصرف “عقلي” و”منطقي” و “طبيعي” بل وحتى “انساني”،وعلى العراقيين ان يتقبلوه دون اي اعتراض.
▪️لو كان السفير البريطاني وباقي السفراء الغربيين، يحترمون الدين الاسلامي والحضارة الاسلامية والثقافة الاسلامية والتقاليد العادات الاسلامية ، لما فكروا ولو للحظة ان يرتكبوا فعلتهم تلك، فمن الواضح انهم في وقرارة انفسهم ينظرون نظرة ازدراء الى كل من لا يحترم المنحرفين والشاذين جنسيا، كما يحترمهم الغرب.
▪️نفس الدوافع التي دفعت الغرب بالامس الى استعمار الدول الاسلامية في بداية القرن الماضي ، هي التي دفعته اليوم الى محاولة استعمار عقول المسلمين ، لذلك لابد من مواجهة الاستعمار الغربي الجديد عبر استخدام القوة الناعمة التي تزخر بها الحضارة الاسلامية لاقناع الشباب بخواء الثقافة الغربية المبنية على المادة ونكران البعد الروحي للانسان، وهو البعد الذي يميز الانسان عن الحيوان، وهو ما يفسر اقتناع الغرب بالشذوذ الجنسي على انه حالة طبيعية رغم انه يستبطن خراب الارض والحياة الانسانية، ويكون مقدمة لانحرافات اخرى لانهاية لها.