الجيش الإسرائيلي .. صفات ومواصفات
مجلة تحليلات العصر الدولية - أسعد العزّوني
لا يحتاج جيش مستدمرة إسرائيل الخزرية كبير جهد للوصول إلى صفاته وفرز مواصفاته،لأنه جيش قريب منا وخضنا معه العديد من المعارك والمجابهات ،التي إنتصربها كونها كانت مواجهات مع كيانات عربية رسمية،في حين أنه ذاق طعم الهزيمة مرارا على أيدي أبناء التنظيمات غير الخاضة للقرار السياسي أيا كانت هويتها.
تأسس هذا الجيش على يد بريطانيا من الصهاينة في التنظيمات الإرهابية التي تأسست بعد وعد بلفور،وتدربت جيدا وكانت تمتلك الأسلحة بعكس الفلسطينيين الذين كانت بريطانيا تحاسب من يمتلك سكينا في بيته،كما أنها كانت تفتح مخازنها لهم،وكانوا يتحركون تحت المظلة البريطانية وبحمايتها ورعايتها،في حين أن الفلسطينيين لم يجدوا من يدعمهم،وقد نفذ مصاغ زوجاتهم بعد بيعه وشراء بعض البنادق،ولا ننسى أن التأسيس كان على يد جيش الإنقاذ العربي الذي جاء بالتنسيق مع بريطانيا والحركة الصيهيونية ،لتسهيل تسليم فلسطين 48 للصهاينة ،وإجبار الفلسطينينين على الرحيل بشاحناتهم غدرا وحيلة بحجة انهم يعيقون عمليات التحرير التي سيقوم بها جيش الإنقاذ ،وقالوا لهم تحملونا أسبوعا أو أسبوعين،ولا بد من كشف السر وهو أن الشاحنات السعودية لم تعد محملة باللاجئين الفلسطينيين خشية أن يؤثروا في أهل نجد والحجاز،كما أن عبد العزيز لم يسمح أيضا لليمن بإستضافة لاجئين فلسطينيين ،لأنه لم يرغب بوجودهم حتى على حدود مملكته الصهيونية،ومن هنا نقول أن الجندي الصهيوني قام ولا يزال على التضليل والتزوير والوهم بأنه صاحب إنتصار وقادر عليه،وهو جيش الحسناوات والحفاضات.
هناك نوعان من المواجهات التي حصلت بين العرب والصهاينة منذ التأسيس وحتى اليوم ،وهي مواجهات الجنود الرسمية الممسرحة التي كانت تنتهي بتحقيق إنتصار صهيوني،وإنسحاب للجيوش العربية إما قبيل اندلاع المواجهة أو بعيدها بقليل ،لترك الساحة للجيش الصهيوني كي يحتل ،ويقوم مجلس الأمن بعد ذلك بتثبيت وقف إطلاق النار وفق الواقع المستجد،وقد خرج عن المألوف القائد الأردني عبد الله التل عام 1948 الذي خالف أوامر القائد الإنجليزي جون باغوت غلوب /كلوب باشا “أبو حنيك”،وحاصر الحامية اليهودية في القدس بقيادة الإرهابي رئيس الهاجاناة روزنبيرغ وأجبره على الإستسلام بحضور الأمم المتحدة ،ووقعه على وثيقة إستسلام،ولا ننسى أبطال الجيش الأردني الذين سعوا للشهادة إبان حرب حزيران 1967 يتقدمهم الشهيد العقيد صالح شويعر بطل معركة وادي التفاح بنابلس ،وكذلك أبطال الجيش الأردني في معركة الكرامة 1968،بقيادة البطل الراحل مشهور حديثة الجازي.
أما على الجانب الآخر فإن هذا الجيش المؤلل لا يثبت في المواجهات مع التنظيمات غير الرسمية من حركات المقاومة الفلسطينية واللبنانية،وقد جربناهم كثيرا وسمعنا كيف كانوا يجعرون مثل الثيران خوفا وهلعا وجزعا،كما إننا شاهدناهم على الأرض إبان حرب 1982 في لبنان ،ولو لم تكن هناك مؤامرات عربية لما تأسست هذه المستدمرة أصلا.
يمتاز هذا الجيش على أرض الواقع بالجبن إلى درجة أن وسائل التواصل الإجتماعي، بثت صورا حية لبعضهم في المواجهة الحالية وهم يختبئون في حاويات القمامة ،ويصرخون كالأطفال وينبطحون أرضا يبكون كما الأطفال،ولا ننسى كيف كان وضعهم في معركة الكرامة،إذ كانوا مقيدين بالسلاسل في دباباتهم خشية هربهم منها ،وقد قضى غالبيتهم حرقا بسبب تدهور حافلاتهم عمدا بالقرب من وادي البيذان ،لأنهم فضلوا الموت حرقا على مواجهة الجيش الأردني والفدائيين.
ولا يغيبن عن البال أن جنود الجيش الصهيوني وفي لقاء مفتوح مع النتن ياهو عرضوا عليه وضعهم النفسي وأنهم يبولون في ثيابهم إبان المواجهات ،وهناك رسائل تزخر بها وسائل التواصل الإجتماعي تظهرهم بتلك الحالة المخزية،ومع ذلك كما أسلفنا فإن الامور تنتهي باحتلال أراضينا،ونشهد حاليا موجة من رفض الخدمة في هذاالجيش من قبل اليهود أنفسهم ،وسبق وأن عبر الشباب الدروز عن رفضهم الخدمة في هذاالجيش ،وتبقى مشكلتنا مع البدو المنخرطين في صفوفه،ويشكلون مع الدروز أقوى دعامة لهذا الجيش.
هذا الجيش هش نفسيا ،ولذلك تحرص قيادته على توفير الترفيه النسائي له بعد إنتهاء المواجهات بغض النظر عن طبيعتها ،وبعد سيطرتهم على الضفة الفلسطينية عام 1967 كنا نرى حافلات المومسات وهي تتنقل بين تجمعاتهم ،للترفيه عنهم ،ناهيك عن المجندات اليهوديات في صفوفهم التي يقوم بعض القادة بالتحرش بهن.