الحرب الأمريكية الروسية في اوكرانيا ستنتهي بهزيمة أمريكا.
محمد علي الحريشي.
المحويت.
العصر-العلاقات الأمريكية الروسية متوترة منذ تولى فلادمير بوتين مقاليد الحكم في روسيا الإتحادية في مرحلته الرئاسية الأولى والمرحلة الحالية.
كانت أمريكا تخطط للهيمنة على روسيا بعد إنهيار الإتحاد السوفيتي، مثل ما هيمنت على دول أوروبا الشرقية التي كانت تتبع الإتحاد السوفيتي وتدور في فلكه سياسيا وعسكريا واقتصاديا وثقافيا .
كان الرئيس الروسي الاسبق «بوريس يلتسن» الذي تولى السلطة في روسيا عقب إنهيار الإتحاد السوفيتي، هو رجل أمريكا الأول وعميلها وبوابتها للدخول في روسيا، الدولة الروسية العميقة التي كانت تحكم الإتحاد السوفيتي، لديها تراكمات القوة والنديةفي الحرب الباردة مع أمريكا في العهد السوفيتي، اختارت أقوى قياداتها ورجل المخابرات ال:(K G B) القوي فلادميير بوتين ليتولى الرئاسة الروسية،ويقوم بدور المنقذ لروسيا من الوقوع في المخالب الأمريكية وتصحيح الاوضاع والاختلالات التي حدثت في عهد بوريس يلتسن .
أمريكا اتخذت مجموعة من الخطوات العدائية ضد روسيا في عهد الرئيس بوتين /في رئاسته الأولى بهدف افشاله واضعاف الدولة الروسية وتجزاتها إلى دويلات، منها تحريض الشيشان للحرب ضد روسيا ودعمها وتشجيع دويلات الخليج لتمويل مايسمى بالجهاد الشيشاني
كان مخطط أمريكا هو تكرار نموذج الجهاد الافغاني ، تغلب بوتين وانتصر في الحرب وحسم الموضوع لصالح روسيا…. الخ الأحداث.
خطا الرئيس الروسي بوتين خطوات مدروسة لاستعادة قوة روسيا الاقتصادية والسياسية ومجدها العسكري كقوة دولية عظمى ونفوذها حتى وصلت إلى مرحلة استعادة القوة.
جاء الرئيس الأمريكي الحالي «جو بايدن» إلى الرئاسة في البيت الأبيض وهو يحمل مخطط القضاء على القوة الروسية، جعل ذلك من أولى اولوياته
الأسباب:
هناك إعتقاد سائد في اوساط الحزب الديمقراطي الأمريكي إن روسيا تدخلت في حسم نتائج الانتخابات الرئاسية قبل الماضية لصالح الرئيس الأمريكي الجمهوري السابق «دونالد ترامب» على حساب المرشح الديمقراطي التدخل الروسي الذي ترى أجهزة المخابرات الأمريكية، انه مثل أقوى اختراق استخباراتي روسي للامن القومي الأمريكي، الاختراق الروسي المزعوم هو إختراق سيبراني بموجبه تم اختراق الأصوات الانتخابية للناخبين الامريكيين وتحويل بعضها لصالح مرشح الحزب الجمهوري، قد يكون التدخل الروسي في الانتخابات الامريكية ضد مرشح الحزب الديمقراطي، هو تدخل حقيقي بسبب دعم الرئيس الأمريكي الديمقراطي الاسبق «باراك اوباما» لاوكرانيا عام 2014 ضد روسيا عندما تدخل الجيش الروسي لاسترجاع شبة جزيرة القرم من اوكرانيا.
النتيجة:
الرئيس الأمريكي الديمقراطي « جو بايدن» منذ وصوله إلى البيت الأبيض قبل سنتين وهو يحمل في رأسه ورأس إدارته الثار والانتقام من روسيا ومن الرئيس بوتين شخصيا.
أنا شخصيا لدي قناعة إن أجهزة الاستخبارات الروسية تدخلت في الانتخابات الرئاسية الأمريكية وكان لها التاثير في فوز ترامب بالرئاسة الأمريكية لما لديها من تطور تكنولجي في هذا الجانب.
الرئيس بوتين يقدر دوافع الرئيس الأمريكي ومخططاته، وجد الرئيس الأمريكي في الرئيس الاوكراني القومي المتشدد «فلودومير زلينيسكي» ضالته فتم تحريضه على:
1– قمع المواطنين ذوي الأصول الروسية في شرق اوكرانيا (إقليم الدونباس).
2–تشجيع النظام الاوكراني للمطالبة بالانضمام لحلف الناتو، ونشر قواعد عسكرية اطلسية لاحقا في شرق اوكرانيا (يشكل ذلك تهديدا مباشرا للأمن القومي الروسي). وغيرها من التدخلات الأمريكية.
الرئيس الروسي أدرك اصرار أمريكا للمضي في مخططاتها لمحاصرة روسيا، ولن ينفع أي حوار اوتفاهمات معها.
أمريكا لم تدفع بروسيا إلى الوحل الاوكراني بل الصحيح إن روسيا اتخذت قرارها العسكري للتصدي للمخططات الأمريكية،بعد نفاد كافة الخيارات السياسية والديبلوماسية.
ثانيا لم يستنزف المخزون العسكري الروسي ولم يدخل في المعركة الا نسبة بسيطة من قوام الجيش الروسي تحت مسمى عمليات خاصة،
روسيا لديها مخزون هائل من السلاح التقليدي ورثته من حقبة الإتحاد السوفيتي.
ثانيا الأسلحة المستخدمة في القتال معظمها اسلحة حديثة ومتطورة تم انتاجها في عهد الرئيس بوتين.
ثالثا لم يؤثر الحصار الإقتصادي الغربي على روسيا بالشكل المطلوب بل ازداد الدخل الاقتصادي جراء إرتفاع أسعار النفط والغاز وفتح اسواق بديلة في الصين والهند وغيرها من الدول.
رابعا كان للتاثير السلبي للعقوبات على دول أوروبا الأثر الكبير على البلدان الغربية ولم تتاثر منه روسيا بشكل كبير.
ايضاً من أسباب الحرب الأمريكية على روسيا هو اخراج روسيا من السوق الأوروبي، لأن روسيا استطاعت الاستحواذ على السوق الاوروبي والتمدد فيه في مجالات الطاقة والغذاء والمعادن وحتى الدواء، رأت أمريكا في التمدد الروسي الإقتصادي في أوروبا يشكل تهديدا لمستقبل وجودها السياسي والعسكري والاقتصادي في أوروبا.
إلى الوقت الراهن فشلت أمريكا في تحقيق أهدافها لاضعاف روسيا، ولم تستطع هزيمتها في اوكرانيا، استطاع السلاح الروسي التفوق على السلاح الغربي داخل اوكرانيا، لم يؤثر الحصار الغربي عليها ، استطاعت ايجاد أسواق بديلة وكونت روابط اقتصادية مع الصين والهند وايران وعدد من الدول، استطاعت التغلب على عملة الدولار.
النقطة الاخيرة
لدى روسيا والصين وكثير من دول العالم مخططات يجري تنفيذها على مراحل لبناء إقتصاد عالمي جديد يقوم على أسس جديدة الهدف الرئيسي منها استبعاد هيمنة الدولار، هناك عمل جدي مدروس في هذا الجانب ربما المسالة تتطلب الوقت الكافي فقط حتى الوصول إلى الأهداف المرجوة.
الصين وروسيا تمشيا في هذا الاتجاه ولن يتراجعا وكثير من دول العالم تؤيد الخطوات الروسية الصينية.
أخيرا مهما بلغ الصراع والحرب بين أمريكا وروسيا فلن يلجا أي منهما إلى استخدام السلاح النووي، ستضل حربا تقليدية حتى النهاية، سوف تنتصر روسيا على أمريكا في هذه الحرب لان ساحتها اوكرانيا وروسيا مسيطرة سيطرة تامة على مسرح العمليات القتالية والجغرافيا بحكم إنها بجوار العملاق العسكري الروسي الذي اثبتت الأحداث التاريخية إنها تمتلك نفس طويل في الحروب وتحقق الانتصارات.
في الحرب العالمية الثانية الجيش السوفيتي /الروسي الأحمر هو الذي هزم النازية الالمانية ولم تدخل الجيوش الأمريكية والغربية المانيا الابعد وصول الدبابات الروسية إلى العاصمة برلين.
التاريخ يسجل ان الجيش الروسي هو الذي استنزف وهزم جيش الامبراطورية العثمانية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر الميلادي
وقبل ذلك الجيش الروسي كان له معارك مع المغول والتتار وهو من هزمهم في جبهة آسيا الوسطى.
الجيش الروسي قدم تضحيات في الحرب العالمية الثانية أكثر من عشرين مليون روسي قتلوا في الحرب لكنها بعد ذلك خرجت أقوى واكبر دولة تمتلك اقوى جيش في العالم.
اهم عوامل النصر وحدة القيادة، وتماسك الشعب وتوحد قواه، والقتال على قضايا وطنية التي تتطلبها العقيدة القتالية والروح القتالية
اظن ان ذلك موجود في روسيا.
أمريكا عندما تخسر هيمنة الدولار على معظم الكتلة البشرية في العالم المتمثلة في الصين وروسيا والهند وعدد من الدول، فذلك يشكل هزيمة كبرى لها وتراجع كبير لمسرح هيمنتها ونفوذها الإقتصادي على العالم، هذه نقطة مهمة جدا..