أحدث الأخبارالعراقاليمنايرانسورياشؤون آسيويةشؤون افريقيةشؤون امريكيةشؤون اوروبييةشؤون حربيةشمال أفريقيافلسطينلبنان

الخارطة العامة لشعوب العالم الاسلامي السني وحركاتها السياسية الاسلامية تنقسم الى ثلاثة أقسام أساسية

– للاستاذ محمد سلام –

العصر-الخارطة العامة لشعوب العالم الاسلامي السني وحركاتها السياسية الاسلامية تنقسم الى ثلاثة أقسام أساسية: التيار السلفي، وجماعة الأخوان المسلمين، والمؤسسات الوطنية ودور الإفتاء كالأزهر.
لن أخوض في التاريخ كثيرا، وأنتهي الى أن اجتاح التيار السلفي العالم السني بفضل المال السعودي، واهتمام الحركة السلفية بالعقيدة ونشر الاسلام على منهج السلف في قبال الالحاد والمذاهب الباطلة عندهم وعلى رأسهم الرافضة بعد أن قامت لهم حكومة في ايران بعد ثورة اسلامية أثرت في نفوس المسلمين. فكانت الانظمة العربية تشعر بخطر كبير من تأثر شعوبهم بهذه الثورة التي تحمل طموحات تصديرها الى خارج حدودها ايضا. فكان لابد من الوقوف بوجه هذا الخطر الرافضي، وقامت السعودية نظاما وأثرياء بمدّ الحركة السلفية بكل ما تحتاجها لتحقيق هذا الغرض.

هذا التنامي والتغوّل الذي تحقق للتيار السلفي صاحبه تراجع وانكماش كبير لجماعة الإخوان وتأثيرها في العالم الاسلامي بعد أن كان لها تأثير كبير فيه، وأسبابه عديدة.
التيار السلفي ليست له مشاريع سياسية تهدد الأنظمة، وبفضل الدعم المالي المهول، وسيطرتهم على أرض الحرمين قبلة المسلمين، والجامعات الدينية السلفيّة التي تخرّج آلاف الشيوخ والمبلغين من مختلف اللغات، وعطش الناس الى الدين، استطاع هذا التيار السيطرة على الاعلام والمساجد والمنابر والهيئات الدينية والخ، في مقابل تراجع ملحوظ للجامعات الكبرى كالازهر، وتراجع مهم لجماعة الاخوان التي تشكل تهديدا للأنظمة، ولابتعادها الى حدّ ما عن روح الدعوة والعقيدة التي بدأت بها، الى أهداف وطموحات سياسية.
التيار السلفي الصاعد وتيار جماعة الاخوان النازل وخصومتهما الشديدة التي يراقبها المتابع، يمكن أن توضّح شيئا من خذلان العالم العربي الاسلامي السني لحركة حماس.

تُعتبرُ حركة حماس الحركة الأهم بين حركات وفصائل المقاومة الفلسطينية، وهي العدو اللدود الأكثر تأثيرا في مسار الحرب مع الصهاينة. ولها حكومة غزة.
هذه الحركة تنتمي فكريّا لجماعة الاخوان المسلمين، وعليه فانها مرفوضة الى حدٍّ كبير من التيار السلفي، ومن الأنظمة العربية التي تخشى الفكر الأخواني الذي يتبنى اقامة حكومات اسلامية بدل هذه الأنظمة، وعليه فغالبية الأنظمة العربية لا تدعم حماس، بل تحظرها وتجرّمها، لعقيدتها الإخوانية التي استعدت الأنظمة العربية.

ولهذه الحركة داعمون ومؤيدون، فمن يتوافق منهجه وفكره السياسي مع الإخوان، أو يختلف مع المد السلفي، ويؤيد الشعب الفلسطيني في مقاومته وحقه في السعي لاسترداد أرضه، هو الداعم الرئيسي لحركة حماس، وعلى رأسهم ايران وقطر وتركيا.

هذا على المستوى الفكري، أما على المستوى العملي، ارتكبت حماسُ أخطاء استراتيجية، فمواقفها وأفعالها في الدول العربية الحدودية مع فلسطين، أدّت الى حظر انشطة حماس وغلق مكاتبها في مصر والاردن. وبالتالي مزيد من التضييق عليها. وآخرها الخطأ الاستراتيجي الكبير والفادح الذي ارتكبته في سوريا، الذي أودى بعلاقتها مع النظام السوري، وكاد أن يودي بها مع ايران وحزب الله أيضا.
استطاعت ايران وحزب الله التغلّب على هذا الموقف الغادر، وعادت العلاقات والدعم، ولكن النظام السوري الى قبل طوفان الأقصى بأيام وعلى لسان الرئيس السوري في مقابلة على سكاي نيوز، اعتبر موقف هذه الحركة مع سوريا “مزيج من الغدر والنفاق” وصرّح أن من المبكّر الحديث عن عودة العلاقات معها.

ولأن حركة حماس المنبوذة والمحظورة في أغلب الدول العربية، هي الأقدر في المواجهة الفلسطينية مع الاحتلال الاسرائيلي، وهي الرقم الأصعب في معادلة الصراع هذا، ولا يمكن أن يكون هناك انتصار فلسطيني أمام الاحتلال الا بها، أكد السيد حسن نصر الله “حفظه الله” في خطابه الأخير، ضرورة دعم حركة حماس، وضرورة انتصارها في هذه المعركة واكّد على “حماس تحديدا”. واعتبر أن ذلك مصلحة وطنية لمصر والاردن وسوريا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى