الخسائر الكارثية لزلزال تركيا وسوريا
فبراير 2023
العصر-حتى الآن يصعب حصر خسائر الزلزال الذي ضرب تركيا و سوريا، لكنه حتماً شكل ضربة قاصمة لكلا البلدين من حيث الخسائر البشرية والاقتصادية، إلى حد أنه دخل في قائمة أكبر خمسة زلازل عالمية هي الأعلى والأفدح تكلفة في التاريخ.
فقد تجاوزت حصيلة لقتلى 36 ألف قتيل بعد مرور أسبوع على الكارثة، مع إيجاد المزيد من الجثث، وكذلك إيجاد المزيد من الناس أحياءً تحت الأنقاض بعد مرور هذه المدة.
وفي الوقت الحالي، لم تصدق توقعات وكالة “فيتش” للتصنيف الائتماني التي كانت قد توقعت -يوم الخميس الماضي- أن تتجاوز الخسائر الاقتصادية للزلزال ملياري دولار وأنها قد تبلغ 4 مليارات دولار أو أكثر، مع إشارتها إلى أن المبالغ المؤمَّنة “أقل بكثير” وتصل إلى نحو مليار دولار فقط.
*📊خسائر تقديرية لنكبة تركيا:*
الخسائر حتى الآن غير محددة، لكنها تفوق عشرات المليارات من الدولارات بالنظر إلى حجم الكارثة، فاتحاد الشركات والأعمال في تركيا يُقدّر حجم الأضرار الناجمة عن الزلزالين المدمرين بأكثر من 84 مليار دولار، أو ما يناهز 10% من الناتج المحلي الإجمالي لتركيا.
ويُرجح أن تكون الهزتان الأرضيتان البالغة قوتهما 7.7 و7.6 درجة على مقياس ريختر، قد تسببتا في دمار مبانٍ سكنية بحوالي 70.8 مليار دولار، إلى جانب 10.4 مليار دولار أخرى في صورة خسارة في الدخل القومي، بحسب الاتحاد.
كما قال الاتحاد إن الخسائر في القوة العاملة قد تكلّف اقتصاد تركيا 2.9 مليار دولار، إذ طال الزلزالان 10 مقاطعات، وأثّرا بشدة على 13.5 مليون شخص في جنوب شرقي الدولة، وكذلك في سوريا المجاورة.
واستندت حسابات اتحاد الشركات والأعمال التركي على زلزل عام 1999 الذي كان قريباً من إسطنبول، والذي أودى بحياة نحو 18 ألف شخص، حيث تجاوزت حصيلة ضحايا الكارثة الحالية بفارق كبير زلزال 1999، فيما ما يزال الآلاف مفقودين.
وتُعتبر تقديرات الاتحاد الأعلى حتى الآن مقارنة مع تقديرات الخبراء الاقتصاديين الآخرين، رغم أنَّهم -ومنهم بنك “باركليز” البريطاني- يؤكدون أنه من المبكر للغاية تقييم التأثير الكامل لهذه الكارثة.
علاوة على ذلك، قدّر تقرير الاتحاد أنَّ الضرر الواقع على البنية التحتية مثل الطرق وشبكات الكهرباء وكذلك المستشفيات والمدارس، قد يرفع عجز الموازنة إلى ما يزيد على 5.4% من الناتج المحلي الإجمالي خلال العام الجاري، مقابل التقديرات الرسمية البالغة 3.5%.
وبشكل منفصل، بيّنت الحسابات الأولية لوكالة بلومبيرغ أن التكاليف المرتبطة بالكارثة، بما فيها جهود إعادة البناء، قد تقترب من 5.5% من الناتج المحلي الإجمالي.
ومن جانبه قال الرئيس التركي أردوغان إن حكومته ستنتهي من إعادة بناء المساكن خلال عام، وخصصت مبدئياً 100 مليار ليرة (5.3 مليار دولار) للإغاثة من الكارثة.
*📊العقوبات الأمريكية تعرقل إغاثة سوريا :*
بالنسبة إلى سوريا، فمنذ وقوع الكارثة لا تتوفر أرقام معينة يمكن التعاطي معها لقياس حجم الخسائر بعينها، إلا أنها تتجاوز عشرات المليارات كخسائر لحقت بالشمال السوري الذي وقع فيه الزلزال المدمر.
ومن جانب آخر، تستمر الإعلانات الدولية عن تقديم المساعدات المالية لسوريا، إلا أن متضررين سوريين يشكون من عدم وصول هذه المساعدات إليهم إلى درجة أنه يتم الاستحواذ عليها، الأمر الذي أثار جدلاً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي.
كما يشكو سوريون وغير سوريين من استمرار العقوبات الأمريكية على سوريا التي أدت إلى عرقلة وصول المساعدات وسط هذه الظروف، رغم أن وزارة الخزانة الأمريكية أعلنت عن إصدار ترخيص عام لتفويض جهود الإغاثة من الزلزال حتى يتمكن من يقدمون المساعدة من التركيز على ما هو مطلوب أكثر، وفقاً للوزارة.
وكان الهلال الأحمر السوري قد طالب الولايات المتحدة الأمريكية و أوروبا برفع العقوبات وتقديم مساعدات في أعقاب الزلزال.
وتفرض دول غربية على رأسها الولايات المتحدة و الاتحاد_الأوروبي عقوبات اقتصادية صارمة على سوريا منذ اندلاع النزاع الذي تشهده البلاد منذ نحو 12 عاماً، بينما تلقي الحكومة السورية اللوم في الأزمة الاقتصادية الخانقة على العقوبات بشكل رئيسي.