أحدث الأخبارالعراق

العراق:الدبلوماسية المنتجة وعلاقة التوازن في الميزان

العصر-نتفق جميعا ان في مفهوم العلاقات الدولية لا يوجد مصطلح العلاقات المتوازنة، لان ذلك يعني التفريط بالمصالح والمنافع لاجل التوازن، وهذا ينافي توجهات الدولل بعد ان غادرت الايدلوجيا وتقدم المصالح بدل ذلك، وما يجري من حديث عن التوازن، فهو يوظف فقط مع الجمهورية الاسلامية وحلفائها الصين وروسيا.
ولا ينطبق على جميع الدول الاخرى التي تسير في المركب الامريكي، لان انتاج هذا المصطلح جاء ليرطب الصيغة التي تفرضها واشنطن على العراق، ويجمل ما تمليه واشنطن على العراق من اشتراطات، والذي بات واضحا في خطاب مسؤولي الادارة الامريكية.
اما فيما يخص الانفتاح على الاردن وكونها بوابة للغرب، اعتقد أن هذه الصورة فيها مبالغة، لان الاردن تعيش ازمة حقيقية ولم تعد تمثل شيئا النسبة لاوربا وحتى لدول الخليج، والدليل على ذلك امتناع هذه الدول في دعم عمان ، الذي الزم الاردن التوسل من اجل مد انبوب البصرة العقبة.
مع العلم ان اي جدوى واقعية من هذا المشروع للعراق غير متحققة، سوى انها رغبة امريكية للحفاظ على قواعدها في الاردن وحفظ علاقة الاردن مع الكيان الغاصب.



اما يخص مصر فانها كانت دولة مهمة ومحورية ايام الصراع الامريكي السوفيتي، ايام عبد الناصر، لكن بعد معاهدت السلام مع اسرائيل فقدت ام الدنيا مكانتها، وهي اليوم تعيش ازمة اقتصادية خانقة اضطرتها لتعتاش على قروض صندوق البنك والنقد الدوليين.
وعلاقة العراق مع تلكم الدولتين جاءت بأوامر امريكية، ولكي يصبح العراق رافعة مالية تسهم في دعم الدولتين وتؤخر لحظة انهيارهما.
الكل يعلم ان امريكا في ازمة اقتصادية وتحديات جيو اقتصادية وسياسية، وتعمل على تشبيك العلاقات بين دول الشرق الاوسط لتخفف من التزاماتها، وتشاغل الدول التي تتمحور معها جراء الصعود الصيني والروسي ودول شرق اسيا.
اما قمم بغداد والاردن فهي من اعداد امريكي واشراف فرنسي البديل المؤقت للنفوذ الامريكي المضطرب.
وفيما يخص الجمهورية فأنها المتضرر الاول والاخير من سياسة العراق. لان تمدد القواعد الامريكية وزيادة النفوذ الاسرائيلي في اقليم كردستان باتا يمثلان تهديدان حقيقيان لامنها القومي، والعملية الاخيرة على مدينة اصفهان خير دليل.



فلم تقم الحكومة العراقية بواجبها ولم تلتزم بالعهود والمواثيق التي قطعتها على نفسها بالسيطرة على الاراضي الحدودية، وهذا يؤكد ان العراق باتا ورقة ووسيلة بيد امريكا واسرائيل لتهديد خصومها، فهل هذه الدبلوماسية المنتجة التي نرجوها من حكومة السيد السوداني.
القفز على الحقائق وتغطية الاخطاء يضلل الرأي العام.
واما علاقة العراق مع الخليج فهي علاقة متوترة جراء المؤامرات ومشاريع التقسيم التي تقودها الامارات والسعودية ضد العراق والمنطقة، ولا يعترض عاقل عن اي انفتاح عراقي مع الدول الاقليمية، ولكن بعد تقبل هذه الدول العراق وهويته الشيعية، والكف عن تدمير العراق.
هل يعلم العراقيون ان حصة العراق في منظمة اوبك من المفترض تصل ٦ ملايين برميل او اكثر، لكن دول الخليج وامريكا تمنع العراق من زيادة حصته الانتاجية.
اما وساطة العراق بين اوربا والغرب والسعودية وامريكا من جهة، وبين ايران من جهة اخرى خطوة مهمة يتمناها الجميع، لكن السؤال الجوهري هل تسمح واشنطن بتقارب عراقي اوربي او تقارب سعودي عراقي، والتقارب السوري التركي الاخير خير مثال، حيث سعت واشنطن لاعاقة هذا التقارب بعد الجهود التي بذلتها ايران وروسيا بين سوريا والدول الاقليمية لاعادة هذه العلاقات وتمتيمها.
الحرب الاقتصادية التي تشنها واشنطن على العراق، تكشف للبعيد والقريب ان العراق سوف لن يستقر، ودخول واشنطن على ملف الكهرباء بالضد من المانيا بعد زيارتها من قبل السيد السوداني، يؤكد مدى غياب الوعي الذي تعيشه القيادة السياسية في العراق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى