الديانة الإبراهيمية في جنوب العراق !
قاسم الغراوي
كاتب وصحافي
العصر- لايزال المجتمع العراقي مشغولا بالصراعات السياسية والازمات المفتعلة، والتظاهرات والاعتراضات وتاخير الموازنات وهناك من يعمل بصمت دون ضجيج ليجني ثمار عمله ولو بعد حين ، في وقت لاينفع الندم .
هناك مخططاتٍ خطيرةً تُمرّر بهدوء ودون جلَبة أو إعلام مفضوح فقط الخاص الذي يدعو للاصطياف في اهوار العراق ، وقد توافد الزائرين من كافة الجنسيات إلى اهوار الجنوب.
هناك تقارير كشفت عن محاولة بناء اسس كنيسة جديدة في جنوب العراق هي في حقيقتها معبد (للديانة الإبراهيمية ) على مساحة شاسعة من محافظة الناصرية المسلمة والخالية من المسيحيين. وهذه الدعوة انتشرت وتم التاكيد عليها إبان زيارة بابا الكاثوليك للعراق .
بعض التقارير كشفت أن الأرض التي تم إقتطاعها للمشروع ومقترباته بلغت 400 دونما ( مليون متر مربع ) وهي تكفي لإيواء 10 آلاف أسرة من الجنوب المحروم ، بينما تبلغ مساحة المبنى لوحدها 10 آلاف مترا مربعا، مما يدل ان وظيفة المبنى تتجاوز بكثير ما تم الإعلان عنه لتتحول إلى مبتغيات أخرى بحجة التعبد على مسيرة نبينا ابراهيم (ع) باعتباره مصدر الديانات وملهم البشرية حتى تتوحد رؤيا العالم وتذوب جميع الديانات تحت قيادة عالمية .
هذا الحدث ينبغي التوقف عنده مطولا وأن لا يمرّ دون مواجهته بإجراءات واضحة
لانه يمثل إختراقا لم يحصل خلال تأريخ المسلمين في العراق ، وهو محاولة اممية مخطط لها وباختيار ذكي وبحجة لمحاولة اقناع المجتمع العالمي من خلال الدين بانه واحد ولكن واقع الامر هو لقيادة العالم والتحكم في معتقدات وديانات المجتمعات بمختلف مشاربها .
قد تعود الخطوة في ذاتها بعيدا عن اهدافها بالمنفعة المادية لاهالي الجنوب وخصوصا الطبقة المسحوقة في الاهوار لكثرة حركة المصطافين هناك وتحريك حركة السياحة مما يعود بالنفع الا ان الموضوع اكبر من هذا ومن يثق بأن هؤلاء الزائرين لم يكونوا في مهمة مستغلين طيبة الجنوب ليقدموا دراساتهم بهذا الشأن وكيفية الولوج لهذه الجزء المهم من جنوب العراق.
من واجب النخب الإسلامية أن تتبنى التصدي لهذا الأمر الخطير لما ينطوي عليه من تداعيات مستقبلية والجميع مشغول والمشروع بعيدا عن رؤية المسؤولين والمرجعيات والحكومة .
ندعو النخب الفكرية وجميع المرجعيات الدينية والسياسية والمجتمعية والحقوقية لأن تأخذ دورها في حماية المجتمع الإسلامي والعراق من هذا الاختراق، عبر إجراءات تهدف
الى ايقاف تنفيذ الفكرة والتحقق من المعلومات التي تروم تنفيذ المشروع .
كما يجب مراقبة كل إجراء وكذلك التحقيقٍ مع الجهة التي تتعاون او منحت او ستمنح الإذن بإنشاء الكنيسة بهذا الحجم ومعرفة أهدافها الحقيقية الغير معلنه لهذا المشروع ومحاسبة كل من يفرط بالحقوق الإسلامية وعقائدنا ومعتقداتنا .
كما نتمنى أن يكون هناك موقف شرعي صريح وواضح إزاء الديانة الإبراهيمية وشرح وافي وواضح لهذا المشروع في وسائل الإعلام لانه اكبر من أن يكون للعبادة وكلنا يعرف بأن الدين الإسلامي آخر الاديان وان نبينا محمد (ص) خاتم الأنبياء .
( وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ).