أحدث الأخبارالعراق

الراسخون في الحشد

مجلة تحليلات العصر الدولية

حسين فلسطين
✍️ ١٣ محرم ١٤٤٢

مما لا يقبل الشك أن الحشد الشعبي تجربةٌ كبيرةٌ واستنثائية في استنهاض همم العراقيين للدفاع عن أرضهم ومقدساتهم، فهو امتدادٌ عقائديٌّ حسيني رافض للظلم والاضطهاد ، إذ كان للمرجعية الرشيدة الفضل الكبير في خلقها بعد أن تعرض العراق لأعتى تحالف إرهابي ناصبي حمل مسمى (داعش) الذي جاء نتيجة انهيارٍأمني مقصود، حدث بإيعاز من زعماء( كرد وسنة) لقادة أمنيين محسوبين على المكونين الكردي والسني، تضمن ضرورة الانسحاب وتمكين التحالف البعثي الوهابي من مدن غرب العراق وشماله تمهيداً لتنفيذ مشروع الكيانين الصهيوني والسعودي الذي يهدف الی القضاء على المكون الشيعي وإنهاء وجوده !

وكالعادة فإن أيّ فعلٍ وفكر بطولي ناتج عن عقيدة إسلامية شيعية لن يكون إلاّ عرضة للمعاداة والتسقيط والتنكيل والتشويه، مع أن حَمَلَة هذا الفكر السامي تزاحموا حفاةً على طريق الشهادة !! خرجوا كإمامهم الحسين (عليه السلام) أحراراً أعزة ، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ، يطلبون الإصلاح في أمة رسول الله(صلی الله عليه وآله) وهذه الثلة الطاهرة المطهرة لم تخرج أشرة ولا بطرة، ولم يكن خروجها لمكاسب ماديةٍ ولا لمطامع دنيوية؛ وإنما كان خروجهم لإقامة ثورةٍ تُحرِّر الإنسان من تسلط الطاغوت البعثوهابي واستبداده بعد أن تمكن من أرض العراق .

وكما كان التعاطي الإعلامي مع ملحمة الطف الخالدة الذي صور ابن بنت رسول الله خارجاً عن شريعة جده فنجد المشهدَ ظلّ يتكرر دائماً وأبداً ، في كل ثورة للشيعة الأحرار ، ولعل الانتفاضة الشعبانية المباركة وثورة الحشد الشعبي أقرب الأمثلة التي تبين مدى خسة الخصوم ونذالتهم ، ورداءة فكر البعث الإرهابي وعقيدة مرتزقته، ونصبهم العداء للشيعة والإنسانية بشكل عام.

ليس غريبًا أن تنتطلق دعواتُ إنهاء وجود الحشد والعمل على تفكيكه جهاراً نهاراً ؛ بل إننا نشاهد ونسمع ونلحظ الدعوات لضربه في كثير من الأحيان بعد عملية تشويه وتسقيط لم يشهد مثلها التأريخ الحديث، طالت قياداته وعناصره منذ اليوم الأول لولادته!! واستهداف من يدافع عن وجوده فقد اجتمعت سيوف وأقلام وألسن بني سعود وخنانيص صدام وهم يقودون جهلة الشيعة عملاً بمبدأ الضد النوعي في ظل الانهيار العقائدي الذي يعيشه هؤلاء، وعشقهم لذلة سياط أجلاف الصحراء !

الراسخون في الحشد هم من عرف قواعد الحرية والجهاد والكرامة وأسسها المكينة، وهم من درسَ واقع كربلاء وأصول مبانيها الرصينة ، ومن ثم إذا ما جوبهوا بما يخالفها عرفوه!! إن لجهاد المجاهدين تأويلاً صحيحاً يجب التوصل إليه في ضوء معرفتهم بالحسين (ع) أما الجهلة الحاقدون فلا يعرفون عن الحشد شيئاً غير ما تنقله امبراطوريات الإعلام الفاسد وتسوق له، فمن ثبّت أركان الدولة التي هُدِّمت بمعول الفاسدين والإرهابيين يُتهم اليوم بتهديد وجودها!! ومن حمى الإنسان العراقي يُتَّهَم بقتل الإنسان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى