(الرصد الإنليلي) هبوط العملة العالمية (الدولار) يتواصل

مركز إنليل للدراسات
العصر- رصدَ مركزُنا (مركز إنليل للدراسات)، مقالًا وترجمه، بشأن مواصلة هبوط مكانة الدولار عالميًا، على وفق الآتي:
العنوان: هل تستعد السعودية لانهيار نظام البترودولار وهيمنة الدولار الأميركي؟
الموقع: مِدل إيست مونيتور – Middle East Monitor
الكاتب: محمد حسين. التاريخ: 26-شباط-2023
التلخيص:
1- يُعدُّ البترودولار -تَعامُل السعودية والدول الأعضاء الأخر في منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) بالدولار الأميركي في التجارة الخارجية ومبيعات النفط- جزءًا كبيرًا من نظام الهيمنة الأميركي على العالم؛ إذ أبرِمَ هذا الاتفاق بين واشنطن والرياض سنة 1974، ولم يكن من باب الصدفة أن جاء الاتفاق بعد ثلاث سنين من فكِّ نيكسون ارتباط الدولار بالذهب.
2- أمَّنت هذه الصفقة الدفاع عن المملكة عسكريًا بضمانات أميركية، زيادة على تدفقٍ مستقرٍّ للشراء الأجنبي لسندات الخزانة والديون الأميركية، وهي إستراتيجية لإعادة تدوير دولارات واشنطن بالنفط. أدى هذا التدفق الناجح المستقر؛ إلى تدفق المزيد من الاحتياطيات، مدعومًا بنجاح تداول الدولار لاحقًا، وزيادة الثقة العالمية في استقراره؛ لذا كان هذا أحد أهم مكونات الماكينة الأميركية؛ فعندما كُشِفَ العام الماضي عن أنَّ السعودية تفكر في تداول نفطها مع الصين باليوان؛ لم يكن ذلك أمرًا هينًا أو تحولًا بسيطًا.
3- لم تكن السعودية الدولة الوحيدة التي نحت هذا المنحى؛ إذ أبرم حلفاء آخرون لأميركا، مثل: الهند، وباكستان، والإمارات؛ صفقات مع روسيا والصين لدفع ثمن النفط أو السلع الأُخَر بعملاتهم المحلية المختلفة، وكان العراق آخر من نأى بنفسه عن هيمنة الدولار؛ إذ أعلن هذا الشهر أنه يخطط لتنظيم التجارة الخارجية مع الصين باليوان.
4- مثلت قرارات تلك الدول -التي يُتوقع أن ينضم إليها عدد كبير قريبًا- تحولًا كبيرًا نحو نظام نقدي عالمي ينأى بنفسه بعيدًا عن الدولار، ويرجع ذلك أساسًا إلى سوء تقدير كبير من واشنطن، في العقوبات الشديدة التي فرضتها على روسيا في بداية غزوها لأوكرانيا.
5- ليس دفاعًا عن الكرملين وما يسميه (العملية العسكرية الخاصة)، أو إدانة للعقوبات التي فُرِضت على موسكو، لكن يبدو أنَّ أميركا سجلت هدفًا قاتلًا في مرمى عملتها (الدولار)؛ إذ قطعت روسيا عن نظام الدفع (SWIFT)، وجمدت أكثر من (350) مليار دولار من احتياطها من الذهب والعملات الأجنبية، وهذا العمل وحده؛ قلل كثيرًا الثقة في النظام النقدي القائم على الدولار.
6- هذا هو بالضبط السبب الذي يجعل حرب أوكرانيا قضية محورية جدًا؛ أي: إنها مقامرة ترغب أميركا في خوضها لإعادة تأمين ثروات الدولار، وإعادة الثقة به عملة مستقرة؛ تستحق أن تظل مهيمنةً على سوق الاحتياطي العالمي، هذا، إذا فازت أوكرانيا وهزمت روسيا! ومع ذلك، إذا خسرت كييف وحققت موسكو النصر؛ فسيؤدي ذلك إلى كارثة جديدة على الدولار.
7- في هذه المعادلة؛ لا تنوي السعودية الاعتماد على نتيجة الحرب في أوكرانيا لتحديد سياساتها الخارجية والاقتصادية، فهي تصر على المحافظة على علاقات ممتازة مع أميركا، وتوسيع علاقاتها مع روسيا والصين وقوى أُخَر في الشرق في الوقت نفسه.
8- إنَّ اهتمام المملكة بالانضمام إلى مجموعة (بريكس – BRICS)؛ هو جزء من هذه النظرة السياسية، كما هو حال إيران، وتركيا، والجزائر، ومصر الذين يهدفون كذلك إلى الانضمام إلى الكتلة؛ إذ تنظر هذه الدول إلى مجموعة (بريكس – BRICS) على أنَّها فرصة لبلدان الجنوب العالمي للالتقاء معًا، إما لمضاهاة هيمنة الدولار الأميركي، وإما تأمين مكان لها مع من يحاولون ذلك، فضلًا عن أنَّ (بريكس – BRICS)؛ نادٍ حصري للاقتصادات الأسرع نموًا في العالم النامي.
9- تُعدُّ الصين أكبر الدول التي تحتفظ باحتياطي من الدولار؛ إذ يبلغ: (3.184) تريليون دولار، واحتياطي الهند يبلغ: (573.7) مليار دولار، واحتياطي السعودية يبلغ: (457.66) مليار دولار؛ فإذا باعت هذه الدول، أو حتى قلَّلت جزءًا بسيطًا من الاحتياطي، وخصوصًا إذا كان ذلك في جهد منسق؛ فسيؤثر ذلك تأثيرًا كبيرًا في قوة الدولار الأميركي وسمعته.
10- لم يكن هناك تهديد بهذا الحجم لتفوق الدولار عالميًا، هناك سبب وجيه وراء شراء المصارف المركزية في أنحاء العالم جميعها، السنة الماضية؛ أكبر قدر من الذهب على الإطلاق، منذ عام (1950)، في محاولة لمكافحة التضخم المتنامي، ومكافحة عدم الاستقرار المالي. هذه الدول تعرف جيدًا هشاشة نظامنا النقدي غير المستقر، وتهدف إلى تثبيت نفسها بالأصول التي ستظل ذات قيمة إلى الأبد [الأصول الثابتة].