أحدث الأخبارالعراقشؤون آسيوية

السعودية تستضيف ٣ قمم مع الصين

بقلم د. إعصار الصفار

العصر-تستضيف المملكة العربية السعودية هذه الأيام ٣ قمم مع الصين:
الاولى، هي بين الصين والسعودية (الملك وولي العهد).
اما الثانية، فهي بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي.
والثالثة، بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي و ١٤ دولة عربية غير خليجية، منها العراق ولبنان ومصر والسودان وموريتانيا وفلسطين.
بالإضافة لعدد من المنظمات الاقتصادية والمالية الدولية.
كلها تحصل على أرض السعودية!

أمر ملفت للنظر لأسباب عدة:
– السعودية تحاول تسويق نفسها كقائد ليس لمجلس التعاون الخليجي فقط، ولكن للدول العربية كلها. ومن غير الخافي أن موقع الريادة في الوطن العربي الان يمكن باطمئنان اعتباره شاغرا. فهل ستستطيع السعودية تحقيق هذا الهدف وهل هي مهيئة للعب هذا الدور؟
– مجلس التعاون الخليجي مشارك لوحده في القمة الثانية وكذلك مشارك في القمة الثالثة مع بقية الدول العربية! هذا يؤشر لوجود سياسات مستقلة من جهة ومتداخلة من جهة أخرى بين المجلس وبقية الدول العربية. فهل يؤشر هذا المسلك لمحاولة مجلس التعاون الخليجي تسيّد دول الخليج على بقية الدول العربية؟



– هذه القمم تصب في نفس سياق الاستفزاز السعودي لإدارة بايدن. فمن المعلوم أن الإدارات الأمريكية تكره الصين أشد الكراهية لأن الصين في طريقها لانتزاع الصدارة الاقتصادية في العالم من امريكا مما يبشر بافول امريكا كقوة عظمى. فهل تسعى السعودية فعلا لتحدي إدارة بايدن؟
– لم تظهر للان ردود فعل واضحة من الإدارة الأمريكية. فهل هذا ناتج عن ضعف إدارة بايدن ام ان وراء الاكمة ما وراءها؟
– ثم هل ان مشاركة السيد محمد شياع السوداني، رئيس الوزراء العراقي، يرتجى منها إكمال ما بدأه الدكتور عادل عبد المهدي قبل سنوات حيث عقد اتفاقيات مع الصين اغضبت امريكا فاثارت عليه الشارع وانتهت باستقالته؟ فهل سينجح السوداني بتحقيق ما فشل فيه سابقه، خصوصا مع وجود اشاعات بتهديدات أمريكية للعراق من السير بهذا الطريق؟

ويبقى السؤال المركزي هو، من اين جاء ابن سلمان بهذه الجرأة على تحدي الإدارة الامريكية؟
وما الهدف من هذه السياسات. ؟
مع ملاحظة ان هذه القمم تأتي بعد موافقة السعودية، ضمن منظمة اوپك پلس، على خفض انتاج النفط قبل أسابيع والإبقاء عليه على تلك المستويات المنخفضة مؤخرا. ومن الواضح أن هذا كله يصب في مصلحة روسيا ويؤثر على مصالح أمريكا واوروپا الغربية. ثم تأتي هذه القمم مع الصين لتصب الزيت على النار!



تساؤلات تبقى حاليا مستعصية على الفهم وتصعب مواءمتها مع السياقات السابقة حيث كانت السعودية السبّاقة في نجدة امريكا والغرب بزيادة الإنتاج ضد مصالح دول الاوپك!

لننتظر ونرى تداعيات هذه الأمور في المستقبل القريب، حيث تبقى الأمور مفتوحة على كل الاحتمالات…

ستُبْدي لكَ الأيّامُ ما كنتَ جاهلاً
‏ويأتِيـكَ بالأخبـارِ مَـن لـم تُــزَوِّد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى