السودان .. بين حميدتي والبرهان

| إياد الإمارة |
العصر-حميدتي تاجر الأبل الذي تحول إلى قائد أكبر ميليشيات سودانية (قوات الدعم السريع) ..
الرجل الذي يجيد التنقل بين صحاري أفريقيا القاحلة..
استطاع أن يكون ثروة طائلة من تجارة الأبل والممنوعات بين السودان وعدد آخر من الدول الأفريقية..
بسبب هذه الثروة قربه الرئيس السوداني المخلوع البشير وحول مجموعات حميدتي إلى أكبر ميليشيا سودانية رديفة للجيش السوداني ..
لم يدعم حميدتي البشير في البقاء في السلطة وتقاسمها مع البرهان في الإنقلاب الذي أطاح بالبشير ..
لكنه بقي على خلاف مستمر مع البرهان على موضوعين:
١. تقاسم السلطة.
٢. الإنتقال إلى الحكم المدني.
التقارير غير الرسمية تشير إلى رغبة حميدتي بالإستحواذ على كامل السلطة في السودان ..
الرجل تاجر “مهرب” دولي قديم يحظى بعلاقات تجارية “سوداء” مع دول ومنظمات في المنطقة والعالم، فهو لا يهرب المواشي فقط وإنما يهرب: الذهب، والصمغ السوداني، والسلاح، والمخدرات، وممنوعات أخرى كثيرة.
يرغب الرجل بالحفاظ على تجارته الدولية غير الرسمية كما يرغب بأن تبقى الميليشيات التي يقودها تحت مسمى (قوات الدعم السريع) تؤمن له حركة تجارة الممنوعات في الصحراء المترامية الأطراف..
وحميدتي لا يرغب بدمج ميليشياته بالجيش السوداني الرسمي.
مقاتلو حميدتي شرسين جدا ..
وتعزوا بعض التقارير المسربة من داخل السودان المشاهد البشعة لميليشيات(قوات الدعم السريع) ..
الإرتباطات الواسعة لصاحب الوجه الطفولي تمتد إلى الكيان الصهيوني الإرهابي الذي يدير معظم تجارة الممنوعات في العالم، والكيان الصهيوني مورد كبير للسمسم الاحمر والأسود الذي يزرع في السودان والمناطق القريبة منه، والذهب المهرب إلى السودان يتجه لصالح الكيان الصهيوني..
ومن داخل هذا الكيان الإرهابي يخرج السلاح الذي يقطع أوصال الأفارقة في القارة السمراء ..
لكن السؤال هل أن تجارة حميدتي هي سبب الحرب الوحيد في السودان؟
السودان بلد غني جدا وفيه موارد طبيعية متنوعة يمكن أن تكون مصدر تمويل مشاريع الإرهاب القادمة في المنطقة..
من الممكن أن يتحول هذا البلد إلى معسكر واسع لإيواء وتدريب وتمويل إرهابيين يتسببون بقلق مزمن لكل المنطقة وما حولها.
السؤال الثاني لماذا تم الإفراج عن سجناء العهد المباد في السودان؟
حتى البشير تم إخراجه من السجن ونقله إلى المستشفى!
هل من إتفاق بين حميدتي وأعوان البشير السابقين؟
وهم على إستعداد لتقديم التنازلات ولديهم خبرة في إدارة البلاد!
إن حجم التآمر في السودان والمنطقة كبير جدا.