السيد نصرالله في ذكرى الشهداء القادة
كَتَبَ إسماعيل النجار
العصر-السيد نصرالله في ذكرى الشهداء القادة دَحَضَ إدعاءآت المنافقين بأن حزب الله لَن يُحَرِكَ ساكناً إتجاه المؤامرة ألتي تستهدف بيئتهُ ووكَذَّبَ الحديث الذي يقول بأنَّ معاناة أهلَهُ وناسهُ لا تعنيه.
هُم راهنوا على صبرِهِ وحِكمَتِهِ وبُعد بصيرَتِهِ وحِلمَهُ، راهنوا على إبتعاد تفكيره عن الذهاب بإتجاه فرض حلول للأزمة بالقوة العسكرية، فأمعنوا بتشديد الحصار واستمروا بحياكة المؤامرات وبدأوا من الخطة (أ) إلى الخطة (ب) وثُمَ (جيم) والأحرُف الأُخرَىَ تتوالَىَ حتى تخطَت سرعة ارتفاع سعر صرف الدولار سرعة الريح فبلغَ ألثمانين ألفاً، الأمر الذي دفعَ ببعض المواطنين النزول إلى الشارع وإشعال الإطارات لتزكيَة نيران الفوضَىَ الخَلَّاقَة التي خططَ لها ويريدها الأميركي،
فأمام الخطر الحقيقي الداهم والمزدوج، أصبحَ وضع الشعب اللبناني بالكامل وبيئة حزب الله تخديداً أمام خيارين لا ثالث لهما أو الموت جوعاً أم الإستسلام لمطالب إسرائيل وهيَ تجريد المقاومة من عزتها وسلاحها،
في إطلالته الأخيرة في ذِكرَىَ إستشهاد القادة العظماء حَسَم السيد نصرالله الأمر وفتحَ لنا نفقاً ثالثاً نحو الإنفراج، حيث توجهَ لجمهورِه بالقول أما أن الدعي إبن الدعي وضع الناس بين أمرين إما السِلَّة وإما الذِلَّة، فهيهات منَّا الذُلَّة، وقال سماحتهُ أنهم أرادوا أن يمسكونا بمعصم اليد التي تؤلمنا وهي ناسنا وأهلنا، لذلك نَحن لن نتوانىَ عن إمساكهم بمعصمهم التي تؤلمهم وهي ربيبتهم إسرائيل،
وأضاف أنَّ الذين يفكرون بأخذ لبنان إلى الفوضىَ سيخسرون ولن يستطيعوا تحقيق أي مَكسب،
السيد نصرالله إعترفَ بواقع الضيق عند اللبنانيين وأن الأمور بلغت مبلغاً لم يَعُد يُحتَمَل وربما إقتَنَعَ بأن ما كان يتجنبه حزب الله مع الأفرقاء الداخليين لن يطول تَجَنُبَهُ في المستقبل القريب ولكنه سينفُذ منه إلى الخارج بإتجاه العدو الصهيوني لتثبيت معادلة قاسية معه وهيَ مَيِّت مَيِّت،
وقَدَّم السيد إلى أعدائهِ مثالاً مؤكداً حول جَدِّيَة كلامه بأن لدى حزب الله نِيَّة في الذهاب إلى حرب مع العدو الصهيوني مهما كانت تكلفتها، وأن الصهاينة يتذكرون معادلتنا خلال فترة المفاوضات لترسيم الحدود البحرية بين لبنان وفلسطين،
ولكن يبقى السؤال الأهم هوَ إن اندلعت حرب مع إسرائيل لتثبيت معادلة الموت أو الحياة للجميع سواسية دون تمييز كما هدَّدَ السيد نصرالله كيف سيكون شكلها؟ وأين ستكون ساحتها؟ وما هوَ سقفها؟ وإلى أين ستصل شراراتها؟ وهل ستكون ضربَة محدودة أَم مشروطة؟
الجواب واضح بكل تأكيد هي حرب مشروطة وليست محدودة وفي حال رفض الكيان وأسياده تنفيذ شروطها فأنها ستكون مفتوحه في الزمان والمكان وهروب كبير لقوَى المقاومة وحزب الله إلى الأمام لتأديب خصومه اللبنانيين الداخليين العملاء وأسيادهم الأميركيين الذين وعدهم بأنهم سيخسرون في لبنان كل شيء ولن يبقى لهم أيَّة إمتيازات،
لذلك كَم نتمنىَ ونرجو أن تدرك أميركا خطورة ما تقوم بهِ ضد اللبنانيين من حصار والذي سيدفع المقاومة للقيام بإجراء وقائي أو إنتقامي جَرَّاء هذا الضغط علينا وسيتم إفهامها أن لعبها بقوت الناس وحياتهم في ساحة ليسَت واشنطن هيَ اللاعب الأوحَد أو الأقوىَ فيها،
لذَىَ لا بُد إلَّا أن يكون لأميركا في لبنان حلفاء وأصدقاء أصحاب بصيرة وبُعد نظر سياسي ثاقب يجعلهم يقفون ولو مرة واحدة بوجهها ورفع الصوت بأن ما يحصل في لبنان له ارتدادات داخليه الخاسر الأكبر فيها سيكونوا حلفاء واشنطن حيث أكَدَ السيد نصرالله بأنهم سيفقدون كل شيء.
فهل إستشعَرَت قيادة المقاومة خطر إقتراب الإنفجار بوجهها فتوجهَت بهذا الخطاب المدروس بدِقَة وعناية إلى مَن يعنيهم الأمر لتدفعهم إلى التراجع وعدم اللعب بالنار ويتجنب الجميع ويلات الحرب؟
ندعوا الله ذلك لعَلَّهُم يعقلون؟.