أحدث الأخبارشؤون اوروبيية

*الصراع الماسوني الماسوني*، أسرار من تنصيب الملك تشارلز الثالث، وسر تمثال الحرية، والحرب الخفية البريطانية الفرنسية.

بقلم ناجي أمهز

العصر-أنا أعرف أن ما اكتبه الآن، لا يعني شيئا في عالمنا العربي والإسلامي، لكن في صناعة الأمم وحفر التاريخ ونقش المستقبل، هذه الكلمات التي أنشرها الآن تكشف أعظم ملامح الملاحم التي حصلت في القرون الأخيرة.

منذ ثلاثمائة سنة تقريبا وقعت حرب عظيمة بين أكبر قوتين في ذاك التاريخ هما المملكة البريطانية التي لا تغيب عنها الشمس والإمبراطورية الفرنسية التي كانت تمثل أوروبا في حداثتها وعمقها وغزارة نتاجها الفلسفي والأدبي.

الصراع كان بين بريطانيا وأساطيلها البحرية ودهائها السياسي من جهة، وبين فرنسا التي يجتمع مثقفوها على أرصفة الفكر للبحث عن مخرج من حالة “اللامنتمي”… #



هذه الحرب الكونية لم يكتب عنها من قبل، وهي لا تختلف عن أي حرب دينية حصلت في التاريخ، بين قسم يطالب بالمحافظة على التقاليد وقسم يدعو إلى التطور والحداثة، إنما هذه المرة الحرب الفقهية وقعت في المذهب الماسوني نفسه.

وفي العالم يوجد فقط ديانتين، لا دين ثالث لهما:

الدين الأول: (اليهودية والمسيحية والإسلامية وهذه الديانات تعتبر دينا واحدا وهدفها الخلود والتنعم في ملكوت السماوات أو الجنة، من خلال التقشف والزهد، والابتعاد عن ملذات الحياة والشهوات) يعني أن تعيش كتلاميذ يسوع وال بيت النبي (عليهم السلام).

والدين الثاني: (هي الماسونية وهدفها الوحيد هي الحكم والتنعم بكافة خيرات الأرض والحياة، وإيصال اتباعها إلى الحكم والمال والشهرة وتخليد أسمائهم في الدنيا).

وكما في الديانات الإبراهيمية يحكم الأكثر فقها في أمور الدين، فإنه أيضا في الماسونية يحكم الأكثر معرفة في فهم الأسرار والطقوس والرموز.

عام 1737 اختلفت الماسونية بين الحفاظ على التقاليد أو الذهاب إلى الحداثة، فكان المحفل الفرنسي يقود حربا فقهية عمادها (شعار بافوميت هو إسقاط الكنيسة والخلافة الإسلامية)، انتقاما لإخوتهم فرسان الهيكل، بينما المحفل البريطاني كان يطالب بالحفاظ على التقاليد، وأنه لا يمكن إلغاء الديانات وخاصة أن الدرجات العالية وضعت على أسرار دينية وبينها الإسلامية، وان الماسونية تعترف بمهندس الكون الأعظم.

لكن المحفل الفرنسي أصر على اعتماد القسم على الكتاب الأبيض (وهو كتاب يشير أن دينك أنت ما تكتبه في هذا الكتاب وتؤمن فيه = يعني الإلحاد) تحت حجة أنه كيف سيقنع الناس بالانقلاب على الكنيسة وعزلها عن الحكم والتمهيد للعلمانية لالغاء الاديان، وهم يقسمون على الكتب السماوية، وأيضا سمح بانضمام المرأة إلى المحفل الماسوني ومنحها ارفع وأعلى الدرجات.

بينما الماسون البريطانيون، قدموا اعتراضا، بأنه لا يجوز قسم اليمين إلا بحضور الكتب الثلاث، (التوراة – الإنجيل – القرآن = الديانة الإبراهيمية اليوم) كما يمنع على المرأة الانتساب إلى الماسونية (إلا رمزيا حضور)، وان مهندس الكون الأعظم لو كان يريد للمرأة أن تتحمل “أسرار الدرجات وتعاليمها”، لكان بين تلاميذه يسوع امرأة، أو كان بين أنبياء بني إسرائيل امرأة، أو كان الإسلام أقر بنبوة امراة او سمح بامامة المراة للمصلين من الذكور والاناث معا.



على الرغم من اعتراف النظام المجتمعي البريطاني بمكانة المرأة وقدرتها على القيادة والحكم، إلا أنه رفض منحها الأسرار الماسونية، كما حجب الله عنها النبوة والإمامة، وتطور هذا الخلاف إلى اختلاف بعد إعلان غالبية المحافل الأمريكية اعتناق الطقوس التي اعتمدتها فرنسا، مما ساهم باشتعال الثورة الأمريكية ضد بريطانيا (1775–1783).

حيث قام المحفل الفرنسي بدعم (المحفل الأمريكي) الثورة الأمريكية بالمال والسلاح، من خلال الأستاذ الأعظم لافاييت، ومن شدة إعجاب لافييت بجورج واشنطن قام بتسمية ابنه (جورج واشنطن) بالمقابل قامت الثورة الأمريكية وبعد انتصارها على البريطانيين، وتكريما للافاييت الفرنسي باعتماد الدستور الماسوني دستور لأمريكا، وعام 1844 اعلن في امريكا عن لادة مدينة لافاييت.

ولم يكتف المحفل الفرنسي بردة فعله على المحفل البريطاني بدعم المحفل الأمريكي بل قام أيضا بجعل من المرأة رمز للثورة الفرنسية (ماريان تقود فرنسا)

فما كان من المحفل البريطاني إلا الانتقام من الفرنسيين حيث قام الأسطول الإنجليزي بفرض الحصار البحري ومنع وصول السفن الفرنسية إلى مدينة عكا، ولم يجد نابليون أمامه سوى طريق الصحراء الشاق، فانقطع عنه المدد، وهزم شر هزيمة عند أسوار عكا 1799.

ولم تنس فرنسا هزيمتها بسبب الإنجليز، فقامت في 28 أكتوبر عام 1886 بتقديم تمثال الحرية كهدية تذكارية لأمريكا، بمناسبة الذكرى المئوية للثورة الأمريكية (1775-1783)، وكان يومها أبلغ ردا على الصراع بين المذهبين الماسونيين، وتمثال الحرية هذا بكل رموزه هو رمز ماسوني، شكل المرأة في تمثال الحرية هو المرأة المصرية، تذكيرا بتامر الإنجليز مع المصريين على نابليون، وهزيمته في عكا، والشعلة في يد والكتاب في يد هو رمز النور الجديد والكتاب الجديد لعالم جديد.

عام 1956 توفي ملك بريطانيا الملك جورج السادس، ولم يكن لديه أولاد ذكور، واعتلت الملكة إليزابيت العرش، فانتظر الفرنسيون والأمريكيون بخبث أن كانت ستتلقى الملكة إليزابيث التعاليم السرية للأسرار الماسونية كما هو معتاد بأن يكون الملك في بريطانيا ارفع درجة ماسونية (33) ولكن البريطانيين وحافظا على تقاليدهم يقال إن الملكة لم تقبل بان تتلقى التعاليم والأسرار الماسونية، واكتفيت بالدرجة لمكانتها الرمزية.

وبعد وفاة الملكة وقد كتبت عن الطقوس الماسونية التي اتبعت أثناء الجنازة والدفن، ومن خلال متابعتي تنصيب الملك تشارلز الثالث، فإن الملك اختار بعناية ودقة فائقة ورمزية عميقة أن يكون الاحتفال والطقوس في المكان والزمان الماسوني بكافة أشكاله.

فقد اختار التوقيت بعناية مركبة، كما أنه اختار أن يرتدي قفاز جده الملك جورج السادس، وهو الذي يحمل أوضح الرموز الماسونية من شجره الأكاسيا إلى أزهار الحظ.

وإن تحدثنا عن المكان وتاريخه وما نشر عنه لن ننتهي بمجلدات، حتى مرور الرجل بزيه الأسود ورمزيته المعروف بحضوره غرفة الوصية عند الدرجات الماسونية.

أنا أعرف استغراب الكثير، لهذه القصص لكن الحكم في الغرب ليس له إلا طريق واحدة وهي الانتساب إلى الماسونية، وكما اتباع الديانات يسخرون من الطقوس الماسونية، فإن الماسون أيضا يتساءلون إن كان ما يقوم به اتباع الديانات هو طبيعي.



وهذا الصراع سيستمر، بين الاديان والماسونية، وفي العالم عدد الماسون لا يتجاوز الصفر نسبة الى عدد سكان الارض، الا انهم يتحكمون بكل شيء، لذلك يعتقد الكثيرين ان الماسون يمارسون السحر.

وكما أخبرتكم الماسونية عند النخبة العالمية هي طقوس يؤدونها بإيمان كلي ويهتمون بأدق تفاصيلها، ويعتبرونها جزءا أساسيا من قوتهم الروحية، وهم يعتقدون بأن الماسونية لها قوة سحرية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى