أحدث الأخبارالعراق

الصراع المسقبلي في العراق

مجلة تحليلات العصر الدولية

محمد صادق الهاشمي
3/9/2020
المقدمة / هنا في هذه الخلاصة البحثية نحاول ان نستشرف افاق ومستقبل وطبيعة الصراع في العرا ق
اهداف الملخص / اعطاء صورة عن مستقبل الصراع السياسي الداخلي الخارجي في العراق ومنها يمكن ان تحدد القوى الاسلامية رويتها وطبيعة عملها بعد معرفة نوع التحديات التي تواجهها .
منهجية البحث / يجمع البحث بين التحليل وبين الاستفادة من رصد التصريحات والمواقف والخطوات لكل الدول المحيطة بالعراق اقليميا ودوليا وبموجبه يتم تحديد موقف القوى الاسلامية من الان
الملخصات البحثية :
ان العالم باسره انطلاقا من اوربا وحتى امريكا والصين والخليج ينظرون الى العراق من زوايا مختلفة ومحددة وقد تكون مشتركة بينهم :
اولا / تقسيمات الدول التي تتنافس على العراق
1/ المحور المعادي وهم امريكا ونوعا ما الخليج وبعض اجزاء اوربا واسرائيل
2- المحور الاسلامي وهي ايران وحدها
3/ المحور الحيادي الاستثماري وهي الصين ورسيا.
4- يمكن حساب تركيا على المحور الاول وان عملت بمفردها
بحكم التقسيم اعلاه نجد ان هذه الدول التى تنظر الى العراق بنظرة ستراتيجية وتوسس لوجود وعلاقات من الان وفق مصالحها ووفق رويتها الى مستقبل الدور الذي يوديه العراق نجد ان الصراع سوف يكون بين محورين المحور الاسلامي والمحور الصهيوني اما الصين والروس فهم يحاولون ان لايدخلوا الصراع بنحو مباشر
ثانيا / كيف ينظر العالم الى العراق ؟
1/ ان العراق موقع مهم كونه يربط بينه وبين الخليج, وبينه وبين اسيا والبحر المتوسط وان التجارة الدولية مستقبلا كلها تمر عبر العراق من الصين واسيا الى ايران ومرورا بالعراق الى البحر المتوسط وهذا الامر يجعل العراق نقطة مهمة في الحركة التجارية العالمية مستقبلا .
2/ العراق يمتلك النفط والغاز والثروات المهمة والتي تقدر بانها 11% من بترول العالم كما ان العراق فيه خزين مهم من الغاز ومن المعلوم ان نقطة ارتكاز النفط في الجنوب التي هي مدن الشيعة كما ان المنفذ البحري الوحيد للعراق يقع في المدن الشيعية.
3/ العراق مع اهميته فان شيعته تمكنوا ان يستلموا او يشاركوا في الحكم وبهذا يكون شيعة العراق هم المكون الاول الذي تمكن ان يقيم دولة شيعية في العالم العربي ويثبت حقوقه بينما شيعة المنطقة في العالم العربي لم يتمكنوا ان يحققوا وجودهم السياسي الى الان .
4/ العراق حلقة مهمة في ربط خط المقاومة من ايران الى سوريا ولبنان وهذا الامر خطر ومحل اهتمام لاسرائيل فان خط المقاومة الذي ينطلق من طهران الى سورية ولبنان يمر عبر العراق كما ان العراق الان يمتلك ذراع مقاوم مهم وفعال وقادر على لعب دور مهم كما ان خط المقاومة من ايران الى العراق ولبنان وسورية يقلب التوازن في الخليج لصالح الشيعة من هنا يعمل المحور المعادي على ان يحيد شيعة العراق او يعزلهم عن ايران او يخلق بينهم فجوات وثغرات ويمنع تكاملهم الاقتصادي والعقائدي والروحي والامني .
5/ العراق تغيرت ثقافة شعبة من امة ((راكدة)) الى امة ((رائدة )). اي ان الشيعة في العراق كونهم عرب يمكن ان يكونوا عامل نهضة للشيعة العرب في الخليج وفي العالم العربي خصوصا مع الخليج الذي يمثل فيه الشيعة مكون مهم وعدد كبير ويشهد ثورات في اليمن والبحرين وفي باقي المناطق.
6/ العراق مازالت مرجعيته تحتضن خط الجهاد والحشد الشعبي ولن تتخلى عنه على الرغم من الاختلافات في التفاصيل وهذا الحشد يشكل حامي للعراق ولعلميته السياسية وان امريكا تدرك ان عقيدة الحشد في الغالب هي ثقافة ولاية الفقيه وثقافة المقاومة .
7/ اسرائيل تريد عراق مفكك منزوع السلاح ان لم يكن جزء من ستراتيجتها بينما العراق الان تسيطر عليه المقاومة والحشد والشيعة مهما حاولت امريكا ان تنتزع منه عناصر القوة
ثالثا / ونظرة الدول ورويتها في التعامل مع العراق
1/ الخليج يريد تطويع العراق اليه وافراغ العملية السياسية من محتواها بسيطرة التيار القومي(( الامريكي البعثي )) لمنع سيطرة الخط الاسلامي على العراق ومنع ان يكون له تاثير على شيعة المنطقة والخليج وهذا هو الامر الذي يدفع الخليج الى ان يحاول ان يدعم الخط البعثي في العراق وابقاء التمرد مع ملاحظة ان يكون للخليج حضور اقتصادي وسياسي وضغط مستمر في كل الجوانب لتقليص مساحة ايران في العراق .
2/ اوربا وعلى راسها فرنسا تريد ان تحضرالعراق والمنطقة بنفسها وهي تمثل من يقف خلفها( اسرائيل ). فان فرنسا وبريطانيا تحمل مشروع مكمل لدور الخليج في تكثيف التواجد في العراق والترابط معه في المجالات السياسية والامنية والاقتصادية وهم يدركون ان العراق الان لايمكن تقليص دور الاسلاميين فيه بل يعملون بافق مستقبلي وايضا هدفهم اضعاف الخط الاسلامي وتفعيل دور الخط الشيعي العلماني والجدير بالذكر ان تواجد اوربا والاتحاد الاوربي وفرنسا يمثل مصد يمنع وجود الدور الايراني والصيني مستقبلا او يخفف منه .
3/ امريكا تريد ان يكون لها وجود مستقل عسكري وسياسي وامني وتحافظ على ريادتها في العالم . ودورها والياتها تتمثل في الحضور العسكري والامني والاقتصادي ودعم الانهيار الامني من الجوكر وداعش وتفعيل الخط السياسي العلماني
4/ الصين تامل ان ترتبط مع العراق مباشرة وهكذا الروس او من بوابة ايران .
5/ الاردن ومصر هي الاخرى تعمل وفق المصالح الخاصة والدولية لتطويع العراق وسحبه الى المظلة العربية ريثما يمكن جعل العراق نقطة قومية عربية قادرة على ان تطبع علاقاتها مع اسرائيل . كما ان الاردن سوف تكون مستثمرة في النفط العراقي ومصر هي الاخرى تتجه بهذا الاتجاه لكنهم بلا اشكال يمثلون الدور الصهيوني في المنطقة وهما يريدون ان تكون موثراتهم في العراق اكثر من الخليج كون الاردن هي احد الدول المطلة على البحر المتوسط
6/تركيا تدرك ان نقطة القوة مستقبلا هم شيعة العراق والمنطقة لذلك تركز على وجودها الاقتصادي والسياسي والعسكري كما ان تركيا تتوسع كثيرافي العالم الاسلامي لتثبيت وجودها الان كونها تعرف وتدرك المتغيرات المهمة مستقبلا .
رابعا / الصراع الايديولوجي
1/ الخليج ومصر والاردن والغرب وامريكا واسرائيل ترى ان وجودها في العراق يمر عبر بوابة الشيعة العلمانيين لذا هم يدعمون الكاظمي ويقفون بالضد من الخط الاسلامي الثوري وهنا لابد من فهم كلمات ماكرون الماكر انه يبحث موضوع السيادة في العراق بموتمر قادم مع تفعيل دور ممثلة الامم المتحدة في العراق ودعم الخط العلماني في العراق والابقاء على التمرد السني الداعشي .
2/ ايران تريد نهضة شيعية اسلامية من خلالها يكون الشيعة قطب ومحور مهم في توازنات المنطقة وهي تخطط بعقلية المستقبل لتقوية الشيعة في المنطقة حتى يكون الشيعة قطب مهم في الحاضر والمستقبل وبهذا يكون الفرق كبير بين ما تريده وتخطط له ايران وبين ما يريده الغرب وهناتظهر الفوارق الكبيرة في المستقبل بين الدور الايراني والمقاومة وبين المحور الاخر الغربي والخليجي الذي يريد هو الاخر ان يتموضع في العراق
وبعبارة اكثر وضوحا ان القوة التي تتنازع في العراق ثلاثة 1- قوى اقتصادية ( الصين والروس) 2- قوى اسلامية ( ايران والمقاومة ) 3- قوى استكبارية صهيوينية ( الغرب – امريكا – الخليج ) وسيكون الصراع بين محورين اسلامي وغربي واما الروس والصين بلا اشكال غير مستعدة ان تدافع الا عن مصالحها ويتوقف موقفها على قدرة المحور المقاوم على النهوض لتكون ساندة له بقدر ما يرتبط بمصالحها
ثالثا النتائج
1/ – في ظل الروية المتقدمة سوف يشهد العراق تجاذبات داخلية وخارجية والمنتصر هو المستعد والماسك بالارض بوعي عميق للمستقبل اي ان العراق سوف يشهد صراعا داخليا بين قواه الشيعية والسنية وبين من يريد ان يتجه الى الغرب او الى المحور الاسلامي وهذا التصدع هو الذي يرسم السياسة الخارجية والداخلية فحينما تكون كفة القوى الاسلامية في العراق هي الاقوى بلا اشكال هي من تقرر علاقات العراق الخارجية وحينما تضعف يكون مسير العراق نحو المحور الغربي هو المتقرر وبهذا يمكن ان نفسر التواجد الاوربي وممثلة الامم في العراق وزيارة ماكرون ومن قبله وزير خارجيته وزير جيوشه
2/- ولاجل ما تقدم نجد ان الخط المعادي يعمل على افراغ الشيعة في العراق من عناصر قوتهم وقرارهم ونزع سلاحهم وتفريق كلمتهم والعمل على تعميق الهوية بينهم وبين قواعدهم الشعبية الا ان الدراسات والمتابعات الميدانية توكد ان كفة الاسلاميين هي الراجحة في العراق لا اقل الى عشرين عاما قادما كون الكفة الاخرى فيها اختلالات كبيرة وهي1- في طور التكوين.2- وتعاني من التصدعات .3- وهي ظاهرة طارئة لم تسجم مع ثقافة المجتمع العراقي وادتها ممارساتهم الصادمة 4- وغيرو اضحة ولم تتبلور كونها فاقدة الى الوحدة والقيادة والى الاحزاب التي تنظم حياتها ومستقبلها السياسي.5- وكل مصدر قوتهم هو الخارج وليس الداخل ولايمكن للخارج ان يوسس اي مشروع الا اذا توفرت له ظروف داخلية وهي غير متوفرة واقعا ولكن يحتاج المشروع الشيعي ان يلتفت اكثر من اي وقت مضى
النتيجة
ان المستقبل الشيعي في العراق يكون راجحا بكفته الداخلية الاسلامية وموكدا ان المرجعية لاتفرد في مستقب الشيعة ومن الموكد لدينا ان الخط الاخر العلماني لم تعتمده المرجعية كممثل الى الشيعة وان اخفاقات الكاظمي واضحة في منهجها وخطورتها وابتعادها عن النجف ومصالح الشيعة وبالتالي ان العراق يمثل بهويته السياسية وطبيعته ووجوده الانتماء الى خط التشيع الاسلامي الذي يمكن ان يتكامل مع الخط الشيعي الاسلامي في المنطقة
الا ان النتيجة تحددها وعي الاسلاميين وقوتهم واستعداهم ورص صفوفهم للاستعداد الى المستقبل وان لاينظروا الى الامور والتزاحم الدولي والاقليمي ومشاريعه بنظرة سطحية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى