العراق:أهمّ الملاحظات على اجتماع الرئاسات الثلاثة والقوى السياسية الوطنية العراقية

محمّد صادق الهاشميّ
————————-
العصر-لقد نظر البعضُ إلى مخرجات الاجتماع بتأمّل، إلّا أنّ الكلام في مقام آخر، وهو:
1.إنّ اجتماع القوى، والإجماع الوطني، وحضور الكُلّ يقطع الكلام أمام مقتدى في ما يدّعيه من أنّه يسعى إلى مشروع وطني تحت شعار «الأغلبية الوطنية»، بعد أن تخلّف هو عن حضور الاجتماع؛ كون حضور الجميع يؤكّد أنّ الأحزاب جميعها السنّية والكردية والشيعية قد انسجمت واتفقت على مشتركات تضمّنها البيان، وهي تنسجم مع رؤية الإطار، وأصبح هو الخيمة، والخارج منهم خارج عن الإجماع الوطني، وبهذا سقطت أهمّ ورقة بيد مقتدى كان يدّعيها بأنّه وحده الساعي إلى إجماع وطني، فهو قطعا قد خرج عن الإجماع الوطني، مثلما خرج عن الإجماع الشيعي، فما كان يدّعيه ثبت العكس .
2. حضور ممثّلة الموقف الدولي (يونامي بلاسخارات ) كان رسالةً واضحةً أنّ الموقف الدولي والإقليمي – حسب الفرض – مع القوى الوطنية، وليس مع مقتدى، ومن هنا كان عليه أنّ يدرك أنه يقف بالضدّ من الإجماع الوطني والإجماع الدولي، والحال كلاهما يمثّلان شرعيةً بنوع ما تسلب الشرعية عما عداه .
3. إنّ الإطار وبعد حضور هذا الاجتماع وما نتج عنه من بيان يمثّل رؤيةً موحّدة تحت رعاية الأمم المتحدة بلا اشكال حقق منجزاً مهمّا، وهو أنه – الاطار – منسجمٌ مع الموقف الدولي، ويمتلك الشرعية الداخلية والخارجية، وهو مؤهّل دولياً ومحلياً، وإقليميا أن يلعب دوراً حاسماً في تشكيل الحكومة، وبهذا أسقط وسقطت المدّعيات بأنّ الإطار خارج الشرعية الدولية، وهذا ناتج عن الخطابات والمتبنّيات التي يعتمدها الإطار في إقامة العلاقات الخارجية والإقليمية على أساسٍ صحيحٍ فضلا التزامه بالدستور والديمقراطية والتبادل السلمي للسلطة وجدّيته في احترام الدولة ومكوّناتها، وعدم التمرّد عليها أو مصادرتها.
4. اجتماع القوى اليوم كان نهاية التحالف الثلاثي الذي كان يعوّل عليه مقتدى ، وكان نهاية لكُلّ الممارسات والآليات والمتبنّيات من إعادة صياغة الدستور وغيرها ممّا طرحه التيّار من حلّ البرلمان والذهاب إلى انتخابات أخرى، وتأكد للتيّار قبل غيره والرأي العامّ المحلّي والدولي أنّ احتلال البرلمان وتعطيل العمل بالدستور واحتلال المؤسسات والاخلال بالأمن أمرٌ مرفوض، فليس أمام التيّار إلّا أنْ يعيد حساباته ورهاناته، فكُلّها خاسرةٌ .
5. يمكن القول: إنّ التيّار لم يقرأ المتغيّرات والموقف الدولي والإقليمي والحوارات التي تجري بين الخليج وإيران، أو إيران والأطراف الدولية حول (المفاوضات النووية)، فهو يغرّد خارج السرب، ولم يجد إلّا أبواباً مؤصدةً، فلا بدّ له من العودة إلى البيت الشيعي، والاجماع الوطني، والشرعية الدولية، ولا سبيل غير ذلك، وعليه أنْ يعيد حساباته ألف مرّة .
6. ما كان يعوّل عليه مقتدى من أنّ الكرد والسنة وهكذا أمريكا وغيرها لا تقارب بينها وبين الإطار؛ كونه يحتضن المقاومة والحشد، وهذا الأمر ناتج من أنّ مقتدى لم يدرك التفاهمات والهدنة، ولم يدرك أنّ أمريكا تفكك الأزمات من خلال المفاوضات، وليس هدم العملية السياسية، شاءت أمريكا أم أبت؛ لأنها تعرف قوّة الجبهة الشيعية الداخلية، وقد جرّبتها ألف مرّة، فلم تجد إلّا جدران القوّة والمنعة والعزّة .
والجدير بالذكر أنّ هذا الاجتماع النوعي مهّد بلا إشكال إلى مرحلةٍ عمليةٍ وهي تشكيل الحكومة.
🔴 تغريدة مقتدى التي تضمنت هجوم، وكلمات نابية على الحاضرين لهذا المؤتمر تكشف عن الازمة التي أحدثها هذا الاجماع لدي التيار وصحة ما ذكرناه في النقاط أعلاه