أحدث الأخبارالعراق

العراق:(الحكومية المنتجة)

جمعة العطواني

العصر-القسم الاول

حديث السيد السوادني يوم الثلاثاء يدعو الى التفاؤل والاطمئنان، هذا التفاؤل نابع من واقعية الحديث وتشخصيه للمشاكل، ووضع الحلول العملية ايضا.
لم يتحدث بتسويفات اوامنيات، فهو يرى المشاكل وحلولها معها، لهذا يتحدث بلغة الواثق من نفسه ومن الايفاء بوعوده للشعب العراقي.
الميدانية والتجربة والخبرة جعلته يوازن بين ادارته المكتبية وحركته الميدانية، فكل الكابينة الحكومية لا تشعر بالاطمئنان على مراكزها في الحكومة، فهي عرضة للتغيير وفق سقوف زمنية، كل حسب كفاءته وعطائه وقدرته على تنفيذ ما بذمته من برنامج حكومي.
اشراك القوى السياسية في قرارات الحكومة يجعل حالة الانسجام والتفاهم كبيرة في هذه الدورة البرلمانية، فالسيد السوداني يتحرك بخطط تعلم بها القوى السياسية على خلاف السنوات الماضية التي كانت الحكومة تعيش حالة قطيعة اوتنافس اوخصومة مع البرلمان .
الذي يجعلنا نتفاءل اكثر في حديث السيد السوداني مجموعة قضايا منها.



– القلق من اطلاق سراح المتهمين (بسرقة القرن) من النقاط المهمة التي اجاب عنها السيد السوداني بشفافية تامة، فبدلا من الاكتفاء بالقصاص من المجرم مع ضياع مليارات الدنانير، تحول الملف الى استرجاع الاموال مع القصاص ايضا، فالمتهمون لازالوا تحت رقابة الاجهزة الامنية .
– الحديث عن تورط بعض السياسين بصفقات فساد حديث يشفي غليل المواطن، والاكثر منه تعهد السيد السوداني بتحديد الاسماء وذكرها للراي العام العراقي مع الملاحقة القانونية، وهذه من اهم الملفات التي ينتظرها المواطن بشغف، ونحن نثق بجدية السيد السوداني بذلك، ونتمنى ان يفتضح امرهؤلا، ويلحقهم الخزي كما لحق رموز البعث المجرم.
– الوجود الامريكي هو القلق الاخر الذي يراود غالبية النخب والراي العام العراقي، وقد رافق تصريحات السيد السوداني السابقة لغط كبير وتشويش واضح، لكن اجاباته في هذا اللقاء كانت قاطعة، فلا وجود لاي قوات قتالية في العراق (امريكية كانت او غيرها)، اما الاستشارات والمسائل الفنية فستحدد في وقتها.
– الجدية في تنفيذ المشاريع الاستراتيجية هي الاخرى حاضرة في برنامج الحكومة، فالزيارات الخارجية لم تعد زيارات استعراضية كما كانت تحصل في السابق، بل هي زيارات منتجة، او كما يصطلح عليها ب( الدبلوماسية المنتجة)، ما ان تنتهي الزيارة حتى تاتي الشركات لتجد الارض الخصبة للعمل، اكثر من ذلك فان التخصيصات المالية جاهرة لتنفيذ تلك المشاريع، فلا قروض ولا عمل بالاجل، ولا كومشنات ولا شركات وسيطة او حيتان قريبة، فالاموال حاضرة والحكومة تتعاقد مباشرة مع الشركات.
– القلق من تباطؤ او محاولة تسويف مشروع الحزام والطريق هو الاخر بدا يضعف، بعد تاكيد السيد السوداني على استمرار العمل في ميناء الفاو والقناة الجافة، واشرافه المباشر و( اليومي) لهذا الملف يعطي املا كبيرا بان هذا المشروع يسير بجدية واصرار، والذي يعد البوابة الحقيقية لايجاد نهضة عمرانية واقتصادية هائلة في العراق .
التفاوض مع تركيا بهذا الخصوص يعني ان الحكومة لديها تصورات زمنية قريبة لهذا الملف.
– ازمة الدولار التي تعد الشغل الشاغل لدى الراي العام العراقي، وهو الملف الاكثر حساسية، كونه يتربط بحياة الناس ولقمة عيشهم، وهو الملف الذي يحاول ( المتربصون بالحكومة ان يستغلوه للتشويش عليها، يبدو ان الحكومة لديها قناعة تامة بمعالجته خلال اسابيع، ونصيحة السيد السوداني للمواطنين باقتناء الدينار وليس الدولار يعبر عن رؤية شخص مسؤول وصاحب قرار وواثق من كلامه، فليس من مصلحته ان يتعهد وينصح في قضية لم يثق بحلها.
والذي يجعلنا نثق او نطمئن بهذه النصيحة هي الخطوات العملية التي تتخذها الحكومة في معالجة هذه الازمة والتي يفترض ان تعالج قبل سنتين ابان حكومة الكاظمي.
– توظيف المليارات التي كانت مخصصة لمكتب رئيس الوزراء السابق (الكاظمي) والتي كانت ستصرف على تبرعات لهذا الاعلامي او ذاك، وهذه القناة او تلك، بل ولهذا السياسي او ذلك خصصت لاعمار المناطق المحرومة، وهذه خطوة جادة وعملية بدات بعض المناطق تشعر باثارها، في توفير خدمات (المجاري وتعبيد الطرق وتجهيز المقاعد المدرسية وتاهيل بعض المستشفيات وغيرها).



ليس لدينا مصلحة، بل وليس من مصلحة اي مواطن عراقي تضعيف الحكومة او التشويش على عملها، لكن في الوقت نفسه فاننا نحتفظ بكلام السيد السوداني والتطمينات التي اشار اليها، والتوقيتات الي ذكرها، ونتابع معا الخطوات القادمة.
نشد على يدها عند تحقيق النجاح، ونشخص الخلل عند حصول خلل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى