العراق:السوداني وعصا موسى!.
العصر-كانت لعصا موسى دلالات عديدة، أراد من خلالها ارسال رسائل تثبت صدق إدعائه في رسالته لقوم غلب عليهم أمر فرعون وأوهمهم عن خط الهداية والتحرر من العبودية، ولهذا أصبحت دلالات عصا موسى واضحة في حل أمر عجز الآخرون عن تخطي الصعاب في قضايا الناس التي تخص حياتهم بكل جوانبها المادية والمعنوية، ومنذ ذلك الزمن بقت هذه العصا مضرب الأمثال أمام إستحالة تخطي الصعاب والأزمات ..
وفي العراق بقى أيضا يبحث عن من يمتلك القدرات لترتيب أوضاعه المرتبكة، وذلك للعبور إلى بر الأمان وتغيير حال الناس نحو هدفهم المنشود، لكن عصا موسى في دلالتها الرمزية أمسكها الكثير من أصحاب السلطة من خلال وعودهم وخطبهم لإجراء ما يطلبه أو يتمناه الشعب من تلبية مقومات الحياة التي تخص الخدمات العامة التي توفر الأمن والإستقرار لهم، غير أن واقع الحال يتطلب الكثير من بذل الجهود لتخطي حالات الفساد المنتشرة في مؤسسات الدولة العراقية وتخطي الأزمات التي تعيشها ..
ودولة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني لا يقدر على مسك هذه العصا لوحده ما لم تتظافر وتتكاتف معه جهود الوزراء في كابينته الوزارية أو المسؤولين الآخرين المعنيين، بقصد إجراء التغير المنشود في مرافق الحياة العامة، لكن الحقيقة تقال أن هذا التكاتف والتآزر بدا لنا واضحا من خلال حديثة للمسؤولين في دوائر الدولة ومؤسساتها أمام وسائل الإعلام ومطالبته بإصرار واضح بتقديم ملفات الفساد في الوزارات ومتابعة المشاكل الحقيقية التي تعيق العراق من بلوغ مرحلة النهوض والتطور وحلحلتها، وكذلك وقوفه أمام المسؤولين في الشركات التابعة للدولة والمسؤولة عن تنفيذ المشاريع للإرتقاء بمستوى البنىى التحتية والإنطلاق بها إلى مستويات أرقى وأكبر ..
وما يفرحنا حقا هو تحذيرات السوداني التي وجهها علنا للمقاولين أو أي جهة أخرى بالكف عن التلاعب بالمال العام وتعاطي الرشا، وتهديده علنا لهؤلاء بمعاقبتهم ومعاقبة أي جهة تبتزهم وهم يشرعون في إنجاز المشاريع الموكلة لهم ضمن الحزمة الحكومية الأولى لإعمار العاصمة بغداد، ومن المؤكد أن تحذيرات السوداني هذه إنما تُعد إشارة واضحة وصريحة في الرغبة والإندفاع التي يظهرها صراحة عبر حزمة من البرامج الحكومية التي تم طرحها أو التي ستطرح لاحقا ..
وهذا يعني أن أمل العراقيين بالسوداني وكابينته الوزارية، يتطلب تعاون اداري كبير إذا ما أمسكوا بالعراق والسير به نحو إصلاح حقيقي لمجمل أوضاعه الإجتماعية والإقتصادية والتنموية والخدمية، وطبعا هذا الأمل سيتصاعد أكثر وأكثر ويوما بعد آخر إذا ما تم تفعيل جميع قوى مؤسسات الدولة لجهودهم مع السوداني على طريق النجاح، وحينها سيشعر المواطن وكل من موقعة بتحمل المسؤولية الكاملة بنقل البلاد الى بر الامان
من خلال دعم مشاريع البناء والإعمار والحفاظ على المال العام والإلتزام بالقانون وحفظ النظام حتى تفعل عصا السوداني وحكومته فعلها الصحيح التي لم يستطع أحدا أن يفعلها غيره من قبل ..
ا.د. جهاد كاظم االعكيلي ✍