العراق:وقفة

تحقيق :عباس النوري
العصر-قرار حكومة السيد السوداني في الاسبوع الماضي الذي لم تكن تتوقعه كثيرا من الاطراف حتى تركيا يستحق ان نرفع له القبعة، ويستحق ان نصفق له بحماس وبحرارة ويستحق ان نشجعه وندعمه الى اخر لحظة.
السوداني رأى تعنت تركيا وعدم احترام لا لعلاقة الجوار ولا لشرعية القرار— قرار التحكيم الدولي بخصوص تصدير نفط كركوك والقيارة— عبر كردستان الى ميناء جيهان، ومن هنا لم يقف السيد السوداني مكتوف الأيدي بل تحمل مسؤولية اتخاذ قرار مهم ففاجئهم بتحويل نقل النفط عبر الصهاريج الى الاردن حيث اعلنت حكومته ان هذه الخطوة تتلوها خطوات أخري لتنويع منافذ التصدير لاجل ان لا يأتي احد ويلوي ذراعنا رغم انه يعيش على خيرنا.
من المخجل ان وزير خارجية تركيا في بغداد وبنفس الوقت كان وزير النفط حيان عبد الغني في انقرة والمفروض ان يراعي الجانب التركي حسن الجوار، ولكن حصل العكس فبدل ان يقولون للعراق ان هذا حقك، فإنهم وبكل وقاحة اعطوا لوزير النفط قائمة من شروط طويلة عريضة ملخصها ان يتنازل العراق عن ديونه – ديون تهريب النفط- التي جرت بين تركيا وبين حكومة برزاني، ويتحمل العراق نفقات إصلاح الانبوب الذي تضرر بسبب الفيضانات!! اية فيضانات وماهذه الاعذار الواهية؟.
وأيضا حسب رأيهم الوقح يجب على العراق ان يسلم للشركات التركية (20) دولار عن كل برميل نفط مقابل نفقات النقل والتشغيل.
أنها مهزلة حقيقية ولكن بمجرد ان صدمتهم حكومة السوداني بقرار تحويل تصدير النفط من منفذ آخر الكل عرف قوة القرار، فحكومة الاقليم مصدومة وحكومة اردوكان تحاول ان تجد منفذ لخلاصها من هذه المصيبة، وبدأوا يتوسلون ولم يفد اطلاقا، ووسطوا السفيرة الامريكية والاتحاد الاوربي وخارجية النمسا دون جدوى بل أصر السوداني على قراره .
تحية للسوداني والذي سيمضي بالقرار الى الاخير ويرى كيف سيتغير الموقف من تعنت ومماطلة وتسويف الى ان أعلن اليوم وزير الطاقة التركي ارسلان بيرقدار ليقول: بان فحص انابيب النفط بين العراق وتركيا اكتمل، وسيكون خط الانابيب جاهزا من الناحية الفنية، وسيكون التشغيل قريبا.
بخطوة للتراجع والفشل أمام القرار العراقي الذي اتخذه السوداني .
وكانت تركيا قد اوقفت التدفقات عبر خط الانابيب الواقع في شمال العراق في 25 مارس الماضي الشهر الثالث بعد ان امر حكم في قضية تحكيم صادر عن غرفة التجارة الدولية انقرة بدفع تعويضات لبغداد عن الصادرات غير المصرح بها من قبل حكومة اقليم كردستان العراق بين عامي (2014-2018).
تصوروا بيرقدار قال : بانه واعتباراً من اليوم اكملت شركة مسح مستقلة اعمالها وهم الان يعدون التقرير!!.
ماهذه المفاجأة سبحان الله برمشة عين اكتمل الاصلاح ويعدون التقرير،.
لاحظوا يا اخوان لا يوجد عراقي شريف لا يحب ان تكون حكومته قوية ولذلك نفرح كثيرا عندما نرى اي قرار حازم يعيد لهذا الشعب مكانته وحقوقه، وقرار تحويل تصدير نفط الشمال (كركوك والقيارة) الى منافذ تصدير أخرى حسب مراقبين حقق ثلاث اهداف:
الاول: اعاد للحكومة الاتحادية زمام المبادرة وباب التفاوض من موقف القوة.
وثانيا: وضع حدود لمهزلة لي الذراع الداخلية بين الحكومة الاتحادية والاقليم بخصوص الموازنة.
ثالثا: فتح افاق تصديرية مميزة بانفتاح التصدير العراقي على كل الخيارات والقرارات.
أنها خطوة جريئة وموفقة لحكومة السوداني والمطلوب اجراء خطوات اخرى تدعمها ولا تبددها بتنازلات لا مبرر لها كما كان يحصل في السنوات الماضية.