العراق: حِكمَة فَصائل المُقاوَمة تُعَبد طَريق العَودة لمقتدى الصدر !
حسين فلسطين
٣٠ آب ٢٠٢٢
العصر-القراءة العَقلية لخطابِ السيد مقتدى الصدر اليَوم تُحَتم عَلينا بيان ما تُخفيهِ سطور السياسة التي اصبَحت مَرهونةً بمزاجيةِ الإعلام البعثوهابي المظلل والذي بدأ حَملَتهِ المَسعورة ضدّ ابناء المُكون الواحد الذي عانى لعقودٍ من الزمنِ من دكتاتوريةِ البنادق وارهاب المفخخات وما نَتَج عنها من إعداد مليونية غَطتها مقابر جماعية تَجاوزت إعدادها المئات !
ولربما يَتسائل البَعض عن سَبَبِ عودةِ السيد مقتدى الصدر بَعد خطابٍ ناري صبّ جام غَضَبه على انصاره دونْ غَيرِهم إلى حدّ اتهامهم بالقتلِ وترويع الشعب محذرًا من بقاءِ أي فردٍ من أفراد تياره في الشارع حتى وإن عاد إلى السلمية ،فعلى ما يَبدو أن العوامل التي أدت بالصدرِ للخروجِ ببيانهِ الشَديد ظَهيرة اليَوم الثلاثاء ٣٠ آب ٢٠٢٢ التي أجبَرَته على إذاعةِ البيان شخصياً ذاتها التي جَعَلت اصحاب “مصطلح اللادولة” يلوذون بعبائةِ فصائل المُقاومةِ وَالحَشد الشعبي المُطهر بعد ان انكشفت الحقائق لذوي الألباب منهم و انحسار الظلمات عن ارتيابهم وانفتاح عقولهم لتنهال اوراق الحقيقة فيقرأها الأحرار منهم وهو ما أدى بهم لتغليبِ حَقيقة شرّف المقاومة على وَهّم الصور العارية التي ترسمها دول معادية للعراق وشعبه وحشده وثوابته ومقدساته وعشائره ومثقفيه وكل ما فيه ومشى ودّب على ظهر أرضه الطاهرة !
واذا ما اردنا تَلخيص وَحَصر تلك العوامل فأننا أمام حقيقة واحدة لا يمكن تجزئتها او تأويلها وهي أن فصائل المقاومة بصبرها وحلمها وجهادها وحنكتها و وطنيتها وانسانيتها والتزامها التأريخي و الشرعي باوامر المرجعية الدينية العليا قد انقذت الصدر من هوّل مُطلَع الرّد وفوتت الفرصة على من حاول أحداث تصادم بين الطرفين من خلال التالي:
اولاً: جميع الخطوات السابقة التي اتخذها الصدر بدايةً من تحالفه مع الخنجر وبارزاني وصولاً لانسحاب كتلته واعتصامه وما جرى من أحداث مؤسفة ما كانت لان تمرّ مرور الكرام لو لا حكمة قادة المقاومة.
ثانيا: عدم الرد او التشفي او إبداء محاولة النيل من الصدر نتيجة خساراته المتعددة خلق شعور إيجابي بينه وبين المقاومة والحشد وإن لم يظهره تعنتاً.
ثالثا : عدم الرد من قبل فصائل المقاومة والحشد الشعبي المقدس جفف منابع الفتن و قلل الخسائر مما ساعد الصدر على أن تكون فكرة الانسحاب ورمي السلاح فكرةً مقبوله بعض الشيئ .
رابعا : على الرغم من كسب المقاومة والحشد مزيدًا من الحب الشعبي نتيجة مواقفهما المسالمة الأخيرة والتي حافظ من خلالها هذين الكيانين على دماء الشيعة إلا انهما لم يستغلى هذا الحب والتعاطف في غير موضع الحفاظ على السلم الأهلي.
خامسا : عدم إبداء أي تعليق سلبي من قبل قادة المقاومة وحتى نظرائه السياسيين بعد بيان المرجع الكبير السيد كاظم الحائري والذي دعى فيه الصدر ضمنياً للتنحي عن القيادة لكون قيادة أي تيار يجب أن يكون من للمجتهد حصرًا _حسب فكر وفتوى الشهيدين الصدريين_ رغم أن بيان الحائري كان فرصة لقادة المقاومة لازاحة الصدر عن طريق الصواب اكثر لكنهم بأخلاص كبير وباخلاقٍ دمثة رفضوا لو للحظه فكرة تسقيطه .
كل ذلك وعوامل أخرى كانت بمثابة تعبيد لطريق العودة للسيد الصدر الذي كتم معاناته نتيجة استشارات خاطئة كادت أن تنهي ما تبقى من شعبيته وحضوره على المستويين المحلي والدولي الذي سرعان ما كان يخالف توجهاته رغم تطمينات من لا اريد الخوض في دورهم الذي على ما يبدو قد كشفه السيد مقتدى الصدر ولو متأخرًا.