أحدث الأخبارالإماراتالبحرينالسعوديةالكويتشؤون آسيويةشؤون امريكيةفلسطينقطرلبنان

العرب شركاء في تدمير غزة

بقلم علي خيرالله شريف

العصر-الكيان والغرب وأمريكا يحرقون غزة بكل وحشية، ليس جديداً الأمر، بل هو متكرر منذ العام ١٩٤٨، بل منذ أن أنشأت بريطانيا عصابات الهاجانا لذبح الفلسطينيين. ويخرج علينا مذيع إحدى القنوات المصرية ليوجه اللوم لأهل فلسطين، ويوجه رسائل الاستسلام والخنوع والتخاذل إلى الشعب المصري..

أكثر العرب يتفرجون. بل يدعمون العدوان بالمال والسلاح والبيانات وبالدبلوماسية وبالتموين، وبالسكوت.
وشعوب العرب يتنزهون في ما يسمونه وقفات تضامن مع فلسطين، بالمئات من أصل عشرات الملايين.
هل هذه أمة لديها ذرة كرامة؟

ووسائل الإعلام تنقل مظاهرات في بعض الدول العربية، تهتف أنها تفدي غزة والأقصى بالدم…
أين هو الدم الذي يتحدث عنه هؤلاء المتظاهرون؟
باستثناء بعض الدول التي ليس لها علاقات مع الكيان ومع ولايات الشر الأميركية…

نطرح على الباقين سؤالاً أو ربما أكثر من سؤال:
هل تستطيعون احتلال سفارة غربية واحدة من الذين يرعدون ويزبدون على غزة، فتطردوا سفيراً من سفرائها؟
هل تجرؤون على تحطيم زجاج السفارة الأميركية مثلاً، ودولتها ترسل حاملات الطائرات لتدمير ما تبقى من غزة بالفوسفور وذبح ما تبقى من أطفالها؟

هذا أقل الواجب عليكم، إن لم تستطيعوا اجتياز حدودكم، وحدود الرعب والجبن فيكم، فما نفع مظاهراتكم وهتافاتكم؟
هل تجرؤون على توجيه السؤال لحكوماتكم عما يفعلون؟

ليس تعصباً ولا تحيُّزاً لإيران ولكن الشيء بالشيء يُذكَر؛ عندما قامت الثورة الإسلامية قام الطلاب باحتلال السفارة الأميركية في طهران، وأخرجوا من أوكارها كل الوثائق التي تثبت جرائمها ضد الشعب الإيراني. ولم يُفلِتوهم إلا بعد أن مرغوا أنف بلدهم بالتراب… وبنفس الوقت عاملوا أولئك الجواسيس بكل لين ورحمة انسجاماً مع مكارم أخلاق الثورة.

فما تنتظرون يا شعوب العرب؟

ماذا تنتظرون لا تقتحمون سفاراتهم وتستخرجون منها مؤامراتِهم وتجبروا حكوماتكم على قطع علاقاتها معهم، وعلى قطع الدعم المُذِل عنهم؟

هل تنتظرون أن يمحو هؤلاء المجرموت غزة من الوجود؟
هل تتوقعون أنهم لن يفعلوا بمدنكم نفس الأفاعيل؟

إن مظاهراتكم الضئيلة، وهتافاتكم النحيلة، لن تسمن ولن تغني من جوع، ولن تحمِ أطفال غزة ونساءها من إجرام إسرائيل والغرب. والساكت عن الجريمة هو مشاركٌ فيها. هكذا هو سكوت أنظمة العرب المتآمرة على فلسطين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى