العودة الى الإتفاق النووي تُطلق مسار الحلول في المنطقة: إيران ليست اللاعبة الوحيدة على الساحة اللبنانيّة
محمد علوش
كتّاب الديار
العصر-العودة الى الإتفاق النووي تُطلق مسار الحلول في المنطقة:
إيران ليست اللاعبة الوحيدة على الساحة اللبنانيّة
يقول كل العارفين أن المفاوضات النووية بين إيران والدول الغربية وأوروبا شارفت على النهاية، مع احتمالات نجاح تفوق تلك المتعلقة بالفشل، مع ما يعني ذلك من انتهاء حقبة استمرت أشهراً شهدت رسائل سياسية واقتصادية ونارية بين المتفاوضين، كان مسرحها دول المنطقة ككلّ، ولبنان هو جزء من هذه المنطقة.
تنتظر إيران الردّ الاميركي على مطالبها الأخيرة التي وردت بعد مبادرة دول الاتحاد الأوروبي، وتُشير المعطيات الى أن الرد سيكون إيجابياً، دون تحديد ما إذا كانت الإيجابية تعني توقيع اتفاق أم تقدم في طريق التوقيع، لكن الساعات القليلة المقبلة ستكون حاسمة على هذا الصعيد وستحمل معها المستجدات التي تنتظرها كل دول المنطقة، فهل سيكون للإتفاق النووي تأثيرات كبيرة على الوضع في لبنان؟
من حيث المبدأ، تتضارب وجهات النظر في التعامل مع هذه المسألة بالتحديد، بين من يعتبر أن العودة الى الإتفاق النووي من الممكن أن يفتح الباب أمام تسويات جديدة على مستوى ملفات المنطقة العالقة، وبين من يرى أن لا تأثير لهذا الإتفاق على الملفات الأخرى، خصوصاً أن الجانبين الأميركي والإيراني يعلنان في كل مرة وبصراحة أن البحث غير المباشر بينهما لم يتناول هذه الملفات، وبالتحديد إيران التي ترفض ربط الملفات بعضها ببعض، وهي التي لطالما رفضت على سبيل المثال إدخال مسألة برنامجها الصاروخي في المفاوضات النووي.
على الرغم من ذلك، يمكن الحديث عن أن الوصول إلى إتفاق في وقت قريب من الممكن أن يسهل البحث في ملفات أخرى، منها الملف اللبناني العالق منذ العام 2019، خصوصاً أن لواشنطن وطهران تأثيراً كبيراً في الساحة المحلية، لكن هذا لا يلغي وجود أفرقاء آخرين مؤثرين في هذه الساحة، قد يذهبون إلى التصعيد إعتراضاً على إتفاق لا يلبي مصالحهم، وعلى رأسهم الدول الخليجية التي ينبغي لأي اتفاق نووي إيراني أن يسهل عملية التواصل بين ايران والخليج لكي يكون لهذه المستجدات انعكاسات إيجابية في لبنان.
في مطلق الأحوال، الوصول إلى تسوية في الملف اللبناني يتطلب دخول جهات أخرى على الخط، منها المملكة العربية السعودية على سبيل المثال، لكن في المقابل من الضروري الإشارة إلى أن الملف اللبناني لا يرتبط فقط بمسار المفاوضات الأميركية والإيرانية حول الإتفاق النووي، بل أيضاً في مسارات أخرى قد تكون أكثر أهمية، منها ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، الذي قد يكون له تأثير أكبر.
على الرغم من ذلك هناك من يربط بين إيجابية العودة الى الاتفاق النووي والانتهاء من مسألة ترسيم الحدود البحرية، وبحسب مصادر قيادية في فريق 8 آذار فإن حلّ كل ملف عالق في المنطقة يساهم بحلّ ملف آخر، لكن لن يكون الحل سحرياً لكل الملفات فور تحقيق الحل في أحدها، لذلك تشدد المصادر على أن الاتفاق النووي بحال وُقع سيحمل إيجابيات على لبنان لن تكون لوحدها كافية لإنجاز حلول باقي الملفات لكنها دون شكّ ستعطي دفعاً الى الأمام.
لا تُريد المصادر تكرار المرحلة السابقة التي ربط لبنان فيها الحلول باستحقاقات اقليمية ودولية كالانتخابات الأميركية، والإنتخابات الإيرانية، مشيرة الى ان الحريصين على لبنان يحاولون الاستفادة من كل الإيجابيات للبناء عليها، ولا ينتظرون على مفرق التسويات ليحصلوا على الفتات.