الغباء والتعنت عندما يجتمعان لتقرير مصير الدولة
مجلة تحليلات العصر - أسعد العزوني
فنون الحكم والتعامل مع الشعوب تتطلب دراية واسعة وسعة صدر وإتساع منطق وحلم وحكمة ، وقد غاص المفكر السياسي-الإجتماعي العربي إبن خلدون عميقا في هذا المجال ،ووضع الأسس السليمة لإقامة الدول وديمومتها والتعامل مع مكوناتها ،في مقدمته الشهيرة التي تحمل إسمه ،ويتم تدريسها في جامعات الغرب ،بينما نحن العرب لا نعلم عنها شيئا ،إلا من رحم ربي من الباحثين الذين لا تسمع أصواتهم عند صناع القرار ،الذين يرون في الأوطان مشاريع إستثمار،وبعضهم حول أراضي دولته إلى مكب للنفايات النووية الإسرائيلية مقابل ملايين الدولارات.
تنتهي الدول عادة حسب الحتمية التاريخية ،حتى لو كانت بمستوى الإمبراطوريات، إما بالحروب من الخارج أو المؤامرات من الداخل حيث التفكك والإنقسامات ،ونحن العرب مشهورون بهذا النوع من الشطب ،فنحن الذين ينتمي إلينا ملوك الطوائف الذين أسقطوا كياناتهم بتحالفهم مع الفرنجة والدفع لهم ،لشن حروب على خصومهم وربما يكون الخصم أبا أو أخا أو إبن عم،وما نزال نرث هذه العادة الغبية،وندفع للأجنبي كي يحتلنا ويقضي على خصومنا من بني جلدتنا،وهام السفهاء منا يتحالفون مع الأعداء ويدفعون لهم للقضاء على إيران وتركيا بعد أن أنهوا بازار بيع فلسطين ودمروا سوريا والعراق وليبيا واليمن.
هناك طريقة أخرى لإنهاء الدول وشطبها حتى لو كانت ثرية مثل السعودية ، أو تمتلك ترسانة أسلحة نووية مثل مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية النووية الإرهابية،وهي الغباء والتعنت ،وتتسم سياسة السعودية بالغباء وخاصة مذ تسلم محمد بن سلمان ولاية العهد،وكان مجيئه نذير شؤم على المملكة التي باتت تسارع الخطى للإنهيار الداخلي ،الذي سينجم عن إقتتال داخلي يقوم به أمراء العائلة وليس أبناء البلد الذين لا حول لهم ولا قوة.
لم يترك بن سلمان زاوية غباء إلا ووضع بصمته عليها ،وأولاها بطبيعة الحال حصار قطر ،وشن عدوان غاشم على اليمن بعد أن كوّن تحالف مرتزقة لإبادة الشعب اليمني ،وإنتقل بعد ذلك لحصار الأردن ماليا ،وفشل في إغتيال جلالة الملك عبد الله الثاني ،وقام بإذلال أبناء عمومته وزجهم في السجن ونهب أموالهم ،ومنحها للرئيس ترمب وصهره الصهيوني كوشنير كرمى لعيون زوجته المتهودة إيفانكا ،وكانت ثالثة الأثافي التي إرتكبها بن سلمان المسيّر من محمد بن زايد هي التطبيع مع مستدمرة الخزر في فلسطين ،وقلب مفاهيم المجتمع السعودي والزج بعلمائه الوهابيين في غياهب السجون ،فبعضهم قضى نحبه في السجن والآخرون ينتظرون ،وقام أيضا بقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي بطريقة رهيبة تدل على طريقة تفكيره ،وباتت السعودية في عهده مسخرة الأمم والشعوب ،وحولها إلى مزرعة بقر هولندية فتح أبوابها مشاعا لكل من أراد أن يحلب.
النموذج الآخر الذي لا يقل خطورة عن النموذج الأول وصاحبه بن سلمان ،هو التعنت وصاحبه رئيس عصابة مستدمرة الخزر في فلسطين “كيس النجاسة “حسب التعبير الحريديمي”النتن ياهو الذي يسهل له بن سلمان دخول العواصم العربية والإسلامية فاتحا مطبعا ،نظير تسهيل سيطرته على كرسي الملك بعد وفاة أبيه .