الفساد غدة سرطانيه تقتل الحق

رجاء اليمني*
العصر-الفساد يقتل الإنتصار مهما كان مظلومية صاحبه. وعلى الرغم من إحراز بعض التقدم في مكافحة الفساد؛ فإن وتيرة هذا التقدم بطيئة للغاية. وبالتالي علينا عمل الكثير على نحو أفضل. وفيما يلي 3 مجالات للعمل في مجال مكافحة الفساد يمكن أن تحقق منافع هائلة للمجتمع: المشاركة والشفافية وإتاحة الوصول إلى البيانات المسوح الإطلاع عليها.
المشاركة تعني الإقرار والإشادة بالدور الأساسي للمواطنين والمجتمع المدني في صياغة السياسات ومكافحة الفساد. ومن هنا نعمل على تمكين المجتمع المدني من الاضطلاع بهذا الدور المهم بطرق عديدة. ومن خلال الشراكة العالمية المعنية بالمسألة الاجتماعية.
تساند مجموعة البنك الدولي وشركاؤها 50 مشروعا في 34 بلدا بشأن مبادرات المسألة الاجتماعية . وتساعد هذه المبادرات منظمات المجتمع المدني في عملها بهدف تدعيم المسألة في قطاعات مثل الصحة والتعليم والحماية الاجتماعية والمياه، وفي مختلف القضايا مثل إدارة الشؤون المالية العامة والتعامل مع الهشاشة والصراع والعنف.
والآن، لنتناول الشفافية، فالحصول على المعلومات حق أساسي من حقوق الإنسان، وهو أيضا حق يمكن أن يكون فعَّالّا بشكل ملحوظ في مكافحة الفساد. ومن الضروري شفافية المعلومات الحكومية الأساسية، بما في ذلك معلومات الموازنة والديون. ومن شأن الشفافية أن تعمل على تعزيز المساءلة وتمكين المواطنين من أسباب القوة. وينبغي للمواطنين أن يعرفوا ما إذا كانت الضرائب التي يدفعونها تُهدر أو إذا كانت هناك مخاطر تكتنف مستقبلهم من دون علمهم. وعندما نجد من منظور اسلامي صحيح لمعالجه الفساد فنجد انه في هذا الإطار علينا ملاحظة عدّة أمور نبّه عليها الإمام الخميني قدس سره:
1 ـ عموميّة المواجهة
كلّ الناس مكلّفون بالقيام بهذه الوظيفة؛ فحالة الفساد لا يستطيع أن يواجهها إلّا حالة صلاح ودعوة للصلاح تقف أمام أمواجها وتصدّ رياحها. فعمل الفرد إذا لم يتحوّل إلى حالة عامّة تلقي بظلالها على المجتمع لن يكون كافياً لتغيير وجهة المجتمع من الفساد إلى الصلاح.
ويقول الإمام الخمينيّ قدس سره:
1- “الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب على كافّة أبناء الشعب” .
فالمجتمع كلّه عليه أن يقوم بهذه الوظيفة حتّى تثمر بالشكل المطلوب.
2 ـ مواجهة الفساد من أوّل ظهوره
علينا أن نرصد الفساد لنواجهه من أوّل ظهوره، حيث يُمكن محاصرته قبل انتشاره في الأمّة ويمكن قطعه قبل قوّة ساعده. يقول الإمام الخمينيّ قدس سره: “إذا لم تقفوا بوجه الفساد منذ بداية ظهوره، فليس من المستبعد أن نعود إلى ما كنّا عليه في السابق .
3 ـ تحطيم معاقل الفساد
“إنّ من يعمل على إفساد المجتمع ولا يرتدع عن ذلك إنّما هو غدّة سرطانيّة يجب فصلها عن المجتمع”.
فالإنسان الحكيم يجب أن يُفكّر في البداية كيف يوقف مصانع الفساد عن عملها، لتقف عند حدّ معيّن ايبدأ بالتناقص بشكلّ تدريجيّ وليتمّ الإصلاح النهائيّ بعد فترة.
يقول الإمام قدس سره: “كان مجيء النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم لتحطيم هذه المعاقل وقلع جذور الظلم، ومن جانب آخر ولأنّ الهدف بسط التوحيد، فقد قام صلى الله عليه وآله وسلم بهدم مراكز عبادة غير الخالق جلّ وعلا، ومراكز عبادة النار وأطفأ نيرانهم”.
وبالتالي ساد العدل الالهي عندما التزم الناس بمبدأ الحلال والحرام والقوانين السماويه لتعديل حياة الانسان ليعش في إطار من حوله في امن وأمان وسلام ولكن عندما خالف ذلك باتباع قوانين الشياطين والغايه تبرر الوسيله واهمال الجانب الاخلاقي وايضا القوانين السماوية واتباع قوانين بشرية عمّ الفساد برًا وبحرًا وجوًا.
لهذا يجب وضع قواعد واسس عامة لمحاربة الفساد او مهما حققنا من إنتصار على الاعداء فهناك غدة سرطانيه في الداخل تمتد إلى الجسم السليم وسوف تتدهور الحياك إلى الهلاك.
وقد وجدت هذه القاعده في آيات الله المنزله قال تعالي *{ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى مَا بِأَنفُسِهِمْ}* [الأنفال: 53]، وقال –جلَّ وعلا-: *{وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ}*[الشورى: 30].
*والعاقبة للمتقين*