أحدث الأخبارالإسلاميةايرانشؤون آسيوية

القمة الإيرانية _ السورية، رسائل وتأكيد الانتصار

العصر-عقد ونيف منذ الزيارة الأخيرة لرئيس إيراني إلى العاصمة السورية دمشق، تحكم في توقيتها الكثير من الاحداث التي تمر بها المنطقة والعالم، لتأتي حالياً بوقت وأصداء وأعراس جماهيرية أسمعت كل من يعنيهم الأمر كل الواجب سماعه، وأوصلت كل الرسائل حيث يجب أن تصل لتكون ثمرة انتصار تحقق في معظم أرجاء العربية السورية تعمد بدماءٍ تنوعت عرقاً وديانة وبلاد، وتشهد جدران مقام السيدة زينب(ع) بصور شهدائها عن وحدة أنتجت انتصارات .
مع بداية حرب عالمية كونية، مدججة بشتى أنواع الأسلحة من مكر ومال وطائفية ومجازر ناهيك عن السلاح والافراد، لكنها رغم العديد ورغم العتاد، ما حققت سوى الصمود لتكون الخاتمة انتصاراً سورياً لامعاً خلفه محور متكامل بات قوة لن يُستهان بها ورقماً صعباً في حسابات الدول قريبة كانت أم بعيدة، مهندس ذلك المحور شخص ارتقى نحو العُلى، لتظل بصمة ذلك القاسم السليماني، شاهداً وعابرة من جيل إلى جيل .
زيارة السيد رئيسي إلى سوريا، ورغم توقيت عمره ثلاثة أشهر، ورغم مكاسب اقتصادية كبيرة نتجت وستنتج عن مشاريع وبروتوكولات اقتصادية تشمل الكثير من القطاعات الحيوية، خاصة في مجالات الطاقة والنفط وإعادة الاعمار لدمدن السورية التي شهدت حروباً عنيفة، الا أن الأهمية الأكبر والتي تخطت الإقتصاد ومردوداته خاصة في الساحة السورية، كانت تنبع من أهمية الزيارة للنواحي الأخرى .



لم تأتِ زيارة السيد رئيسي ولقائه الدكتور بشار الأسد في توقيت طبيعي، بل حملت معها الكثير من الإشارات التي ستقلق العدو وتؤرقه وهو موتور حالياً نتيجة كل ما جرى وسيجري، بالطبع أقصد هنا الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل، وستزيد المحور كله هدوءاً واطمئناناً وثقة بخياراته، على امتداد خطوط وجغرافيا هذا المحور، طبعاً معه الحليف الروسي الذي بات قريباً من مُسمى الاستراتيجي، واللاعبين الدوليين الآخرين عرباً كانو أو غير عرب .
التوقيت الذي يُعتبر في ظل ما يعانيه الصهاينة من أزمات وهشاشة داخلية تهدد استمرار هذا الكيان، وتوقيت تتخبط فيه الولايات المتحدة الأميركية ومعها كل الناتو والطرف الآخر نتيجة حرب روسيا_ أوكرانيا كشفت بعض القوة من كثير منها يتمتع به هذا المحور ومعه حلفاؤه، إن عبر التكتيت، أو عبر أنواع محدودة من أسلحة ظهرت في هذه الحرب، وما خفي كان أعظم، ليس آخرها المسيرات الإيرانية التي تربعت على عرش الصدارة العالمية في هذا المجال .
رسائل أخرى وصلت أن الاحتفال الكبير بالإعلان القريب عن نصر نهائي حاسم، يمتد من الشمال السوري ناحية الحدود التركية، بمباركة ستكون من الأتراك أنفسهم، نحو الجنوب السوري المحاذي للحدود مع فلسطين المحتلة عُبر عنه بأن حق الرد لن يبقى حبراً على ورق لفترات طويلة، مروراً بالحدود الشرقية المحاذية للعراق والتي تتسارع أحداثها مجبرة الوجود الأميركي غير الشرعي في تلك المنطقة على الاعلان عن بدء انسحاب قسري، حتى لو أخفى هذه القسرية،من بعض المناطق والمبيعات . بالنتيجة، إنتصارات ميدانية تحققت في كل الجبهات، دفعت بالمنتصر للتنعم بنشوة الانتصار، والمهزوم ليعيش قساوة الهزيمة .
ترافق تلك الزيارة مع حشود جماهيرية كبيرة، استقبلت السيد رئيسي بالورود والتهليل، على امتداد طريق المطار وصولاً إلى السيدة زينب لتأكيد الترابط ووحدة الموقف في طريقٍ، رغم اختلاف اللغة الا أنه تعبد بدماء شهداء سقطوا جمعتهم الانسانية، ووحدة الخندق، رغم اختلاف العرق وربما اختلاف الدين في بعض الجبهات .
والخلاصة، رغم الأهمية الكبرى التي ستنتج عن هذه الزيارة بكل بنودها وعقودها ومخرجاتها، فإن الأهمية السياسية والإستراتيجية لهذه الزيارة، تخطت الفوائد الإقتصادية كلها .
هي رسالة الإعلان عن الانتصار من أرض شهدت حرباً عالمية كونية بكل قساوتها، ورسالة التأكيد على الوحدة مستمدة عوناً من تقارب عربي مع معظم أطياف هذا المحور للتأكيد أن كل هذا التقارب لن يكون على حساب تفكك في محور المقاومة أو ضعف فيه، ورسالة تأكيد أن العدو الدائم الأبدي كانت وستبقى إسرائيل، مع تأكيد المؤكد أن المحور كله شريك النصر الحالي وشريك الانتصارات الآتية .

 *حمزة العطار*

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى