القِوَىَ المؤثرَة في العالم تتجاذب أطراف اللحاف والجميع يتجَنَّب الحرب
مجلة تحليلات العصر الدولية - إسماعيل النجار
بعد إنتشار بُقعَة الزيت الأسوَد وإمتلاك دُوَل كثيرة لهذه المادة إلى جانب الغاز تحررت تلك القُوَىَ من الإستدانة وقيود البنك الدولي، وأصبَح شغلها الشاغل بناء إقتصاداتها وتأمين شعوبها من دون الدخول في نزاعات أو إصطفافات قد تبدد ثرواتها ومداخيلها أو أن تُشغِل شعوبها بما لا فائدَة منه.
**الدُوَل العربية والأفريقية الوحيدة ألتي بقيَت هدفاً إستراتيجياً للدُوَل الإستعمارية بهدف نهب خيراتها ومنعها من الوصول إلى إستقلالية القرار حتى لا تتجرَّاء أن تقف بوجه أميركا وإسرائيل وأن تقول (لآآآ) إيرانية أو كورية شمالية مَدوِيَة قَد تُكَلِّف قوَىَ الإستكبار العالمي خسائر مالية وإقتصادية بالمليارات وعُزلَة دوليَة قد تنهي حضورهما الدولي، وهذا يُعتَبَر من الممنوعات الأميركية حتى لو إضطَرَّت أن تُشعِل حرباً دموية بسبب ذلك.
**الجمهورية الإسلامية الإيرانية وكوريا الشمالية، كانتآ فريدتين ومعهم فنزويلا وسورية الأسد التي تخوض معركة التحرر من الهيمنة الأميركية منذ عشر سنوات بقرارهما الشجاع بالوقوف بوجه الشيطان الأكبر والشيطان الأصغر،
ولَم يَكُن أحد يتوقَع دخول اليَمَن إلى (نادي) الموت لأمريكا والموت لإسرائيل وهيَ ألتي تخوض حرباً مباشرة منذ سبع سنوات مع دولٌ على رأسها قُوَىً عُظمَىَ مثل أميركا وبريطانيا وفرنسا اللذين أوكلوا السعودية والإمارات وإثني عشرة دولة أخرَىَ شكَّلَت رأس حربَة في ميدان المعركة إنتهت بالفشل والهزيمة على يد الشعب الأطهَر الذي لا يُقهَر،
**على ما يبدو أن دولاً أُخرَى بدأت تستعد للإنضمام إلى هذا النادي مثل لبنان الذي يشكل حزب الله رأس حربة المقاومة فيه وفلسطين لتتسع رقعة إنتشار (ألَّلا) المَدوِيَة بوجه أميركا مؤذِنَةً بإنتهاء عصرها وعصر الكيان الصهيوني الغاصب اللذين شكلوا أباطَرة الشرق والغرب لأكثر من ثلاثين عام من دون أي منازع لهما،
فإن صعود قِوَىَ نشأت حديثاً على الساحة الدولية بسبب ظلم وهيمنة الإدارة الأميركية ستغيِّر وجوه أنظِمَة بكاملها وستسوقها لدخول نادي (ألَّلا) الذي سيكثُر أعضاؤه ويتضامنون من كوبا مروراً بفنزويلا وصولاً إلى لبنان وفلسطين وسيكون دوره فاعلاً في مواجهة هذه الهيمنَة التي لَم تَعُد تُحتَمَل في المنطقة.
**هذه الدُوَل التي ذكرتها إضافةً إلى اليمن ومعها قوَىَ مقاومة كحزب الله وحماس والجهاد الإسلامي في فلسطين وفصائل المقاومة العراقية البطلة، هي الوحيدة التي تمتلك الشجاعة والقوة لخوض مواجهات عسكرية مع هؤلاء المتغطرسين أمثال واشنطن وتل أبيب ويتشوقون للمعركة معها،
بينما يتجنب الشيطان الأكبر والكيان الصهيوني الصدام العسكري معهما بسبب ما أكتووا به سابقاً من نيران ضرباتهم في ميادين الحروب،
واليَمن أكبر دليل وشاهد على ذلك وما زال يقاتل، وحرب لبنان تموز ٢٠٠٦ لا زالت ماثلة أمامهم حتى الآن وتشكل كابوساً لن ينسوه ما داموا أحياء.
🔰 أما القِوَىَ العُظمى الأخرى ألمناوئَة للولايات المتحده الاميركية أمثال الصين وروسيا، رغم خلافها الكبير مع واشنطن إلَّا أن تنظيم الخلافات بينهما يطغىَ على التفكير بالصدام ألمباشر لخطورة التورط في أي حرب بينهما،
لذلك دائماً يدأَب هؤلاء إلى التفاهم فيما بينهم عبر خطوطهم الساخنة التي تربطهم ببعض،
أو يحتكمون إلى الصراع عبر الوكلاء اللذين غالباً ما يكونوا ضحايا لتلك الخلافات فتتدمر بلدانهم وإقتصاداتهم ويُقتَل أبناؤهم بِلا طائل.
** إيرانياً بدأت رقعة ألضوء للجمهورية الإسلامية تسطَع على مستوى العالم وتتسِع ووصلت إلى فنزويلا من خلال تحديها لأميركا وكسر الحصار عن كراكاس الأمر الذي لفت دولاً أُخرى في أميركا اللاتينية ككلومبيا وبوليفيا والتي تعتبرها واشنطن حديقتها الخلفية، وأعتبرت الخطوة الإيرانية الجريئة تحدياً فريداً لأكبر قوة عظمىَ لم يسبق لدولة إن قامت بها حتى روسيا والصين نفسها!
**لذلك بدأت الآمال تكبُر نحو دور إيراني أكبر وأفعَل هناك لَن تستطيع واشنطن تقييده أو الحد من إندفاعة طهران فيه، إلَّا بالعودة الأميركية الى الإتفاق النووي ورفع كامل العقوبات عن إيران وإلَّا فإن مخاطر التحدي ونُذُر المواجهة تكبر من الكاريبي الى بحر عُمان ولا أحد يضمن عدم تدحرج الأمور نحو حرب عالمية لا سمح الله إذا ما حصل ذلك،
**من هنا نؤكد أن تدارك الأمر يبدأ بإلتزام واشنطن بالأتفاقيات التي توقعها وإحترامها ورفع العقوبات والحظر غير العادلين عن الدوَل التي تكتوي بنارها حتى لا تزداد الكراهية والأحقاد وتزداد إستعدادات الشعوب للمواجهة مع أميركا وحلفاؤها.