الكيانات السياسية كما البشر، يمكن لبعض العافية أن تحجب أعراض المرض العضال لبعض الوقت
د. صالح النعامي
العصر-الكيانات السياسية كما البشر، يمكن لبعض العافية أن تحجب أعراض المرض العضال لبعض الوقت، لكن عندما يستبد المرض تظهر الأعراض وبقوة، فيبدو الجسد هزيلا منهكا.
وهذا ما يحدث إسرائيل حاليا. فليست “إصلاحات” نتنياهو القضائية، الهادفة إلى إفلاته من المحاكمة، السبب الرئيس وراء مظاهر تصدع المجتمع وعمق الاستقطاب الداخلي الذي يعكسه رفض الخدمة العسكرية الطاغي في الجيش، ودعوات العصيان المدني والتمرد على الحكومة، وما رافقه من هروب للشركات الرائدة وفرار المستثمرين، وسحب الودائع على نطاق واسع وانخفاض قيمة العملة. بل تهاوي سردية “القومية
الإسرائيلية” التي فضحها صراع الهويات وخفوت وهج الفكرة الصهيونية الذي قلص الدافعية للبذل، وانحدار المستوى القيادي وتسلط الشخصانية التي أفقدت النظام السياسي الإسرائيلي القدرة على توفير الأدوات الضامنة لتسوية الخلافات التي تنشب بين الفرقاء في الساحة الداخلية دون المس بمنظومات التحكم والسيطرة التي تضمن استقرار هذا النظام.