اللواء الركن”الراعي”غازي عربيات بطل معركة الكرامة الخفي
مجلة تحليلات العصر الدولية - أسعد العزّوني

دأبنا سابقا على التركيز على القائد مشهور حديثة الجازي بطلا لمعركة الكرامة الخالدة ،التي حقق فيها الجيش العربي المصطفوي والمقاومة الفلسطينية الفتية الوحدة العربية الحقيقية على الأرض،ونجم عنها نصر مؤزر مرّغ أنوف ووجوه وجباه قادة مستدمرة الخزر في فلسطين العسكريين منهم والسياسيين على حد سواء في الوحل،وبطبيعة الحال فإن القائد الراحل مشهور حديثة الجازي مستحق إلى درجة الإستحقاق الفعلي،فهو القائد الفعلي لمعركة الكرامة وصاحب قرار النصر.
هناك قائد مغوارآخر ولكن خفي لمعركة الكرامة لا يقل أهمية عن القائد مشهور حديثة الجازي،وهو ضابط الإستخبارات العسكرية الأردنية اللواء الركن “الراعي”غازي عربيات الذي قاد المعركة قبل أن تحدث وأثناء حدوثها،وإستحق هو الآخر لقب البطولة،وقدم للأردن وفلسطين الشيء الكثير،دون أن يملأ الأثير ضجيجا عن بطولاته كما يفعل البعض صاحب البطولات المزيفة.
اللواء الركن “الراعي” غازي عربيات،قام بعمل مقدس ونجح في إختراق الحدود ،وكشف الأسرار والخطط العسكرية الإسرائيلية ورصد تحركاتهم قبل وأثناء معركة الكرامة الخالدة،وكان يزوّد القيادة بالمعلومات الدقيقة أولا بأول ،ولذلك لم يكن هجوم العدو مفاجئا،وقد أبلغ القيادة بحجم القوة الإسرائيلية ومكوناتها عن قرب،وهو يتقمص شخصية الراعي غربي النهر ومعه القطيع بطبيعة الحال.
كان رحمه الله أحد قادة التنسيق في الجيش المصطفوي مع قادة المقاومة آنذاك ،وإلتقى مع أبو عمار وصلاح خلف وفاروق القدومي وممدوح صيدم،وأطلعهم بطلب من اللواء عامر خماش على خطط العدو لمهاجمة الكرامة وسلّمهم منه رسالة بهذا الخصوص،وقاموا بعد ذلك بالإنتقال إلى تلال شرق الكرامة كإعادة تموضع،في حين غادر خليل الوزير إلى دمشق.
كما أسلفنا كان الراحل عربيات ضابطا كبيرا في الإستخبارات العسكرية الأردنية ،وهو القائد الخفي لمعركة الكرامة،وعمل مع الشهيد وصفي التل على تنفيذ مشروع مقاومة أردنية في الضفة الفلسطينية،من خلال تشكيل ميليشا مسلحة هناك لمقارعة العدو بعد هزيمة 67،وقد إشترت له الإستخبارات العسكرية 35 رأسا من الغنم،وقام بإجتياز النهر غربا بزي راعي الغنم ومعه القطيع بطبيعة الحال.
كان الراحل البطل عربيات يقوم بإختيار مناطق تخزين الأسلحة المناسبة “النقاط الميتة”ويلتقي وجهاء الضفة الفلسطينية لتأسيس ميليشيا مسلحة في الضفة،وتأمين طرق نقل السلاح لهم،ونجح في خداع الإحتلال الذي لم يشك فيه كونه راعي أغنام بدوي،وقد كان يرسل برقياته للقيادة العسكرية الأردنية وهو يرعى أغنامه غربي النهر،ويزودهم أولا بأول بنوعيات وأعداد المدرعات والآليات الإسرائيلية المتجهة شرقا والأسلحة،وكان عمله سببا قويا من أسباب النصر المؤزو الذي حققه الجيش المصطفوي مع المقاومة الفتية آنذاك.
يستحق اللواء الركن “الراعي”غازي عربيات إدراج إسمه في سجل الشرف ،إلى جانب كل من القائد عبد الله التل والعقيد صالح شويعر والقائد مشهور حديثة الجازي ومنصور كريشان،وآخرين من الذين إختاروا الكرامة والعزة وواجهوا العدو الصهيونية وحققوا إنتصارات مشرّفة عليه بإسم الوطن الذي إختاره الله جل في علاه عند خلق الكون ،أرض الحشد لنجدة أرض الرباط فلسطين.