المبادرات المجتمعية الوجه الآخر للجهاد

د. شعفل علي عمير
العصر-قال تعالى(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ الله وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلَائِدَ وَلَا آَمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَانًا وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَن الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا الله إِنَّ الله شَدِيدُ الْعِقَاب) الأوامر الإلهية صريحة في ضرورة التعاون والتكاتف بين المسلمين للعمل بما يخدم الامة وتأتي التوجيهات من الله سبحانه وتعالى لتؤكد بأن التعاون هو جزء من الدين كما هو الجهاد في سبيل الله فقال تعالى (انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ الله ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَـمُونَ ) ولان التعاون هو جهاد بما يقدمه المسلم من مالة وما يقدمه من جهد في سبيل تقديم خدمة لمجتمعة وأمته ورفع المعاناة عنهم فهو بذلك يحفظ للأمة عزتها ويقوي شأنها وما يهدف اليه الجهاد إلا تعزيز قوة الدين المتمثل بقوة المسلمين وعزتهم فالمجاهدين في كل ميادين الجهاد هم خدام للدين وحماة للمسلمين يبتغون رضوان الله بتنفيذ اوامره سبحانه وتعالى فكل مبادر في اي عمل جماعي يخدم المسلمين هو في معركة تنعكس نتائجها القوية على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والأمني للأمة فتكون الامة قوية في اقتصادها نتيجة التعاون القائم بين افراد المجتمع المسلم وتتعزز بقوتها كل الجبهات الاخرى فالمبادرات والتعاون يعد جبهة لا تقل اهمية عن الجبهة العسكرية وهي الرادف القوي لجبهة القتال وكل من حشد للعمل التعاوني مثله مثل من يحشد للعمل الجهادي في معارك الشرف لان الهدف واحد والغاية موحده هي تنفيذ التوجيهات الإلهية للوصول الى الهدف الذي يرتضيه الله سبحانه وتعالى للامة وهو تحقيق عزة وكرامة للأمة الذي بدورة يخدم الدين ويحمي عرين المسلمين.
ان اتباع وتنفيذ أوامر الله سبحانه وتعالى لا يقتصر في اداء طقوسنا الدينية المعروفة بل ان الدين ومفاعيله تتمثل الى جانب تلك العبادات في تجسيد أوامر الله في شقها العملي الجهادي كونه جزء لا يتجزأ من الدين وهو المترجم للسلوك والمحك الحقيقي الذي يتبين من خلاله مدى استعداد المسلم للتضحية بالمال والنفس والجهد في سبيل خدمة المجتمع المسلم فكل أوامر الله سبحانه وتعالى تدعونا وتحثنا على ان نكون اقوياء اعزاء وهذا لا يحدث الا اذا تعاونا وتكاتفنا في كل جبهاتنا العسكرية والاقتصادية والخدمية واخيرا لابد ان نذكر وبكل معزة اللجنة الزراعية والسمكية العليا ومؤسسة بنيان التنموية اللتان فتحتا باب آخر للجهاد حتى يتمكن ممن حرموا من اللحاق بركب المجاهدين ان يلتحقوا بجبهة الجهاد التعاوني من خلال المشاركة في كل عمل جماعي تعاوني يخدم الأمة ويعزز قوتها.