المراهقة السياسية الحاقدة في الخليج…ماذا بعد؟
مجلة تحليلات العصر - أسعد العزّوني
بلغ السيل الزبى،فما تفعله المراهقة السياسية الحاقدة على العروبة والإسلام في الخليج ،فاق كل تصور وقهر كل احتمال،ولم تعد القضية كما أوهمونا خوفا أوهلعا من إيران ،بل هي ردة مزدوجة عن العروبة والإسلام وتحول واضح لليهودية ،وهذا ليس إستنتاجا أو تحليلا ،بل هو واقع كرسته هذه الفئة الضالة ،وعن “مبز ” أتحدث .
لا توجد حدود مشتركة للإمارات المتصالحة في ساحل عمان ،وليست هذه الزائدة إقليميا دولة من دول الطوق ذاقت ويلات القصف الإسرائيلي بالنابلم وبغيره ،حتى تتنطح لعقد مصالحة مع مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية التلمودية،وحتى أن مصر والأردن اللتان وقعتا معاهدات “سلام”مع الصهاينة،لم ينزلقا إلى الدرك الأسفل من الإنحطاط، وما يزال التطبيع محصورا في الجانب الرسمي فقط،في حين أن إمارات ساحل عمان المتصالحة التي وقعت على إتفاق إستسلام مع الصهيانة منذ نحو أربعين يوما،فاقت كل تصور وحرقت ألف مرحلة شاسعة بعود كبريت واحد.
لقد كشفوا عن أنفسهم وفضحوا هويتهم الماسونية عندما أطلقوا على إتفاق عارهم مع الصهاينة ،”إتفاق أبرهام”،وبدأوا بتكريس هذه الهوية دون خوف أو وجل ،ولا أي إعتبار لأهل الإمارات المحافظين المسلمين،وكرسوا مباديء الماسونية بالتفصيل ،وكانت بدايتهم الصلاة الإبراهيمية المشتركة بين يهود ومسلمين اماراتيين بطبيعة الحال ،بعد بناء حائط للمبكى في أبو ظبي ،وتتكون تلك الصلاة من ركعة من الإسلام وثلاث هزات من الديانة اليهودية.
لم يقف الأمر عند بناء حائط المبكى الإماراتي اليهودي،بل تعداه بفتح مساجد الإمارات للصهاينة لتدنيسها عمدا وعن سابق إصرار ،إذ دخلوها علانية وبصبغة رسمية كمسؤولين في كيانهم وبصحبة مسؤولين من الإمارات ،كما أنهم تجاوزوا كل الحدود بموافقتهم على إستيراد المنتجات التي يتم إنتاجها في المستدمرات بالضفة الفلسطينية ،ومع أننا نرفض إستيراد أي منتج صهيوني إلا اننا نعيب عليهم ،قبول ما رفضته البحرين الموغلة في التطبيع ومع ذلك رفضت إستيراد منتجات المستدمرات.
أسواق امارات الساحل المتصالحة تعج حاليا بالمنتجات الإسرائيلية ،فبعد أن كانت تدخل خلسة إلى ميناء دبي ،ويقوم موظفوا مكتب المقاطعة العربية الصوريين هناك ،بوضع “الليبلات” أو العلامات التجارية المزورة لزوم ادخالها إلى سوق افمارات ،أصبحت اليوم تدخل جهارا نهارا .
إرتقت العلاقات الثنائية بين الإمارات ومستدمرة الخزر في فلسطين المحتلة إلى مرتبة التحالف،فها هو الرأسمال الإماراتي يدخل المستدمرة كعامل إستثمار قوي ،لإقامة المشاريع العملاقة ،لتقوية الإقتصاد الصهيوني الذي شارف على الإنهيار بسبب بعض المواقف العالمية التي أعلنت مقاطعتها للكيان الصهيوني،فجاءت إمارات الساحل المتصالح نجدة قوية للصهاينة ،كي ينفذوا مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي تبناه الثعلب الماكر شيمون بيريز ،ويقوم على تلاقح العقل اليهودي”الذكي “مع المال العربي “السائب”كما ورد على لسان بيريز.
آخر طبعة من الإستثمار الإمارتي في مستدمرة إسرائيل هو قيام شيخ من العائلة الحاكمة بشراء 50% من نادي “بيتار القدس”المتطرف الذي يرفع شعار “الموت للعرب”ويواصل التهجم على نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم،ولا ننسى قيام الإمارات سابقا بشراء عقارات مقدسية بحجة ترميمها ،ومن ثم تسريبها إلى المستثمرين الصهاينة ،إسهاما من الإمارات في تهويد القدس المحتلة.
ومن خطوات الإنسحاق الإماراتي المستهجنة تنفيذ برناج الزنا الصهيوني-الإماراتي المشترك ،ويقوم شباب الإمارات بزيارة المستدمرة لممارسة الزنى والدعارة بأشكالها ،وكذلك يقوم صهاينة من الجنسين بزيارة دبي لممارسة الزنى والدعارة بأشكالها،إضافة إلى برناج التعايش الذي لا يقل خطورة عن البرنامج السابق ،ويقوم على زيارات متبادلة لعائلات صهيونية وامارتية والعيش في بيت واحد،ولا أدري كيف قبل الإماراتيون هذا الإنسحاق الذي مس الدين والشرف والعقيدة.