منذ أن ترجم الأخوة الأعداء حقدهم وغيرتهم وجشعهم وطمعهم في دولة قطر الشقيقة الناهضة – التي إستثمرت ثرواتها في شعبها وطورت نفسها ،وأصبحت علما بين البلدان،بعكس ما فعلوه هم في بلدانهم وشعوبهم،وفرضوا حصارا غاشما في شهر رمضان المبارك شهر الخير والرحمات،ضد الشعب القطري ومنعوه من تلبية نداء الإيمان وزيارة كعبة الله التي نعاقب لوجودها تحت إمرة من لا يقدر قيمتها و لا يعرف معناها،والقيادة القطرية تجنح للسلم إنطلاقا من إرث الأجداد الذين بنوا دولة قطر وأسسوها على الخير ومساعدة الناس ونجدة الملهوف،ولذلك أسموها “كعبة المضيوم”،ولا نكشف سرا إن قلنا أن من فرضوا الحصار على دولة قطر وتحديدا الخليجيون الذين يتهافتون حد الإنسحاق على “إسرائيل” ،قد إستفادوا من هذه الميزة القطرية وتمت إستضافة آبائهم وأجدادهم عند تعرضهم للهزائم،وحظوا بتكريم قطري عشر نجوم.
كشّر هؤلاء عن أنيابهم فور تولي المقاول المودع ترمب مقاليد الأمور في البيت الأبيض،ويبدو أنهم تعاقدوا معه على تدمير الأمة ،إذ إستضافوه في مضاربهم وهيأوا له أسباب نجاح المؤامرة من خلال عقد قمة خليجية معه ،تبعتها قمة إسلامية لم يحضرها رئيسي تركيا وإيران،وقد تناغمت القيادة القطرية مع مصالح الأمة برفضها شطب القضية القضية الفلسطينية والنيل من الأردن من خلال الكونفدرالية،وقام هؤلاء بنقد ترمب 460 مليار دولار عدا ونقدا ،عدا عن الهدايا والهبات والنقوط وما إلى ذلك ،وتم إعلان حصار قطر فور مغادرته غير الميمونة عائدا إلى بلاده.
مضت أكثر من ثلاث سنوات على كارثة حصار قطر التي كان مقدرها لها التطور إلى غزو مسلح، لتقاسم ثروات قطر والهيمنة على صناعة القرار فيها،ولكن الله سلّم وألهم القيادة القطرية القوة ،لتحويل الحصار من كارثة إلى نعمة تمكنت من خلالها تطوير قدرات الشعب القطري ،وتحويل الصحراء إلى جنان مونعة خضراء مثمرة ،وتحالفت من أصدقاء حقيقيين ،وأصبحت أقوى مما كانت عليه قبل الحصار،وذلك قال الشعب القطري أنهم بدون من حاصروهم يعيشون أفضل،ومعهم حق في ذلك ،إذ أننا لو نظرنا إلى واقع القطريين تحت الحصار ،لوجدنا أنهم يتفوقون سنوات ضوئية على شعوب دول الحصار الكبيرة قبل الصغيرة ،ولا نبالغ إن قلنا أن نظرة العالم إلى القيادة القطرية تختلف سنوات ضوئية عن النظرة إلى صناع القرار في دول الحصار بكافة المقاييس،ولذلك قيل أن “المعالي كايدة”،ولم يأت ذلك من فراغ.
كان صناع القرار المأجور في دول الحصار يرفضون المصالحة مع قطر،ووضعوا شروطا تعجيزية تمس السيادة التي لا يعرفون معناها ،ولكن القيادة القطرية تشبثت بالكرامة الوطنية وإستمرت في بناء قطر أقوى وأكثر متانة ،وحولتها من دولة محاصرة بفتح الحاء إلى دولة محاصرة بكسر الحاء،ومع ذلك لم يفهم صناع قرار الحصار الرسالة القطرية ،وإستمروا في غيهم،إلى أن جاءت اللحظة الحاسمة التي إصطدمت فيها رؤوسهم بصخر ناري،تمثلت بهزيمة مشغلهم ترمب في الإنتخابات الرئاسية الأمريكية ،ووجدوا أنفسهم كالعراة في القطبين المتجمدين الشمالي والجنوبي.
عندها علا صراخهم وإرتفع نشيجهم خوفا وهلعا من نوايا ضيف البيت الأبيض المقبل بايدن ،الذي أوصل لهم رسائل مفزعة وأنه ليس كسلفه يتغاضى عن جرائمهم مقابل الأتاوات والخاوات،فما كان منهم سوى إستدعاء المجند السابق في الجيش الإسرائيلي/صهر المقاول ترمب جاريد كوشنير كي يتوسط لهم عند صاحب المعالي الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ،وأن يصفح عنهم على قاعدة”عيّل وغلط “وعفا الله عما قد سلف، وأن يتوسط لهم عند الرئيس بايدن كي لا ينفذ تهديده ووعيده ضدهم ويطردهم من أوكارهم بعد تقديمهم للمحاكمات في أمريكا ،وتم الإيعاز من قبلهم لأمير الكويت الجديد الشيخ نواف الأحمد الجابر ،كي يقوم بتنشيط مبادرة المصالحة الكويتية المرفوضة من قبلهم.
الصلح خير نعم ولا خلاف في ذلك ،ولكن ليس مع هؤلاء الذين يخافون ولا يخجلون ،فمن يضمن عدم تكرار محاولتهم خاصة وأنهم يتربعون أربعتهم في الحضن الإسرائيلي،ويعمدون لإلحاق الضرر بدولة قطر مرة أخرى ،خاصة وأن هناك محاولات سابقة فشلوا فيها أربعتهم بإلحاق الضرر بدولة قطر،رغم مرتزقتهم الذين إستقدموهم من هنا وهناك.
عموما يبقى القرار للقيادة القطرية التي يجب عليها أن تضع شروطها وتطلب كفالات وضمانات دولية معتبرة، تضمن عدم غدرهم مرة أخرى ،علّ وعسى أن يرعووا ويتعظوا من خيباتهم التاريخية.