
في البدءِ أودُّ التعبيرَ عن إمتناني الشديد للرسائل الطيبة من المتابعين بعد هذا الانقطاع المرّ بسببِ تدهورُ صحتي وتوجيهات الطبيب بضرورةِ الابتعاد عن الهاتفِ.
بعدَ ذلك أجدُّ من المناسبِ جداً التحدّث معكم في هذا التوقيت الحرج من تأريخِ العراق وأيضاً للاجابةِ على ما وردني من تساؤلاتٍ كثيرةٍ عن المعاييرِ المناسبةِ لإختيارِ المُرشح المناسب.
قبلَ أنّ تُحدّد مُرشحك ينبغي أنّ تَعرف جيداً الفساد في العراقِ موجودُ في أغلبِ الدولِ المتقدمة بل أكثر مما في العراقِ ولكن ما يميزُ تلك الدول هو مدى استقلاليتها فلا توجد بيئة خصبة لسيطرةِ الفاسدين على مُقدراتِ تلك البلدان.
أنّ ما يعانيه العراق بالدرجةِ الأساس ليس الفساد بل بمسبب الفساد وهو البيئة التي يصنعها الاحتلال الامريكي المباشر و غير المباشر فلا عراق آمن ولا عراق مستقر بظلِ وجود السفارة الأمريكية.
وهذا المعيار ليس دقيقاً ايضاً فالكثير من التحالفات تعادي أمريكا اعلامياً لكنّها ضد الاتفاق مع منافسيها كالالمان و الروس و الخ وهذا النفاق تمارسه الكثير من التحالفات.
الى هنا أستطيع أن اضع لكم عدة معايير بسيطة لإختيار أي مُرشح بكلِ سهولة.
أولاً – الموقف من الحشد الشعبي :
الموقف من الحشدِ يعني الموقف الجاد من أمن البلاد فبعد مجيء الحشد انتهى زمن الاحد الدامي و الخميس الدامي و انتهى عصر المفخخات وخصوصاً بعد بيان المرجعيات الدينية الواضح من الحشد كمرجعية السيد الحائري او مرجعية السيد السيستاني التي وضعت معيار الأمن-الذي يحققه الحشد عادة- كعنوان رئيسي لإختيارِ أي مرشح.
ثانياً – الموقف من الاحتلالين:
العراق يعاني من احتلالٍ تركي و أمريكي و الاحتلال التركي أخطر من الامريكي واقعاً فلهذا أي مُرشح او تحالف لا يضعُ حلولاً جذرية لحمايةِ سيادةِ العراق لا يستحقُ صوتك.
ثالثاً – الموقف من الانتفاح على خصوم أمريكا:
يُمثلُ الانفتاح على الصينِ و إيران وروسيا و ألمانيا وغيرها من البلدان المناوئة لأمريكا عصر الحرية و الاستقلال للعراق فالاتفاقيةِ الصينية التي تعتبرُ طوق النجاة للاقتصادِ العراقي الهش او الحلول الجذرية لملفِ الكهرباءِ على يدِ الالمانِ او ملف التسليح الذي تبنته روسيا كل هذه أبواب فرج للعراقِ المترنح بالفسادِ.
رابعاً – الملف الاقتصادي:
اي مُرشح او تحالف لا يضعُ رؤيا لحلولِ جذرية للاقتصادِ العراقي لا يستحقُ صوتك,
وهذه الحلول تبدأ من خفضِ سعر صرف الدولار و البنى التحتية و بناء المدارس و دعم القطاع الخاص و المصانع وتنتهي بالاتفاقية الصينية الأمل للعراق المزدهر.
خامساً – تجنب المرشح المستقل:
العملية السياسية غابة و الساحة لا تتحمل مجيء المستقل الذي سيكون ضعيفاً بدون تحالفات قوية.
▪️أما أبنائي من القوّات المسلحة الذين أيضاً طلبوا المشورة لواجهتهم الانتخابية.
فلا أعتقد أن هذا الأمر يحتاجُ الى نقاش وتشاور فمقتدى محمد و عمار عبد العزيز وقفوا يوماً ما بالضد من تقوية الجيش و القدرات العسكرية من أجل اضعاف حكومة الأخ ابو اسراء وما نتج عنه من دخول داعش.
وهم ايضاً من أضعفوا القوات المُسلحة وكانوا سبباً في دعم المخربين وما نتجَ عنه من إهانةِ رجال الأمن في كلِ المحافظاتِ.
واضح جداً لكم مَنْ كان سداً منيعاً لحمايةِ وتقوية و تعزيز قُدرات الأجهزة الأمنية و الجندي العراقي.
فلهذا لا تضيعوا البوصلة و احسنوا الإختيار كما هي بوصلتكم المُسدّدة بوجه أعداء العراق.