المفكرون والكتاب الصهاينة يصفعون المطبعين العرب
مجلة تحليلات العصر الدولية - أسعد العزّوني
منذ أن تسنّم المقاول ترمب مقاليد الأمور في البيت الأبيض عام 2016، ومعه المجند السابق في الجيش الإسرائيلي الذي شغل منصب مستشاره وكان صهره جاريد كوشنير،خرج علينا الضب والثعلب في الخليج مبز ومبس ،ينكران حقوق الشعب الفلسطيني في أرضه والدور الأردني في القدس،وجندا كل ذبابهما النجس لتسويق أفكارهما الشيطانية والنيل من الفلسطينيين والأردن،ووصل بهم الأمر إلى تبني وترويج الرواية الصهيونية ،والدفع إلى ذبابهما أيضا في لبنان وسوريا وبعض دول الخليج،وعشنا حقبة صهيونية محضة ،إنطفأت شعلتها بمغادرة المقاول ترمب المشهد ربما مؤقتا،ومع ذلك لم ينكفيء لا الضب ولا الثعلب ،بل إستمر قطاريزهما في ترويج الرواية الصهيونية التي فشل حتى الصهاينة في ترويجها،وتجلى ذلك في الإعلام السعودي الذي هاجم المقاومة الفلسطينية التي أشعلت فلسطين المحتلة نارا ودمرت العديد من معالمها ،وأبرزها برج مبز في تل أبيب،كما إن الإعلام الإمارات لم يقل خبثا عن نظيره السعودي .
لكن الله قيّض للضب مبز والثعلب مبس ما لم يتوقعاه ،إذ ظهرت مجموعة من المفكرين والكتاب والخبراء الإستراتيجيين والأكاديميين اليهود والصهاينة في الداخل والخارج،تنادي بالحقيقة ،وتطلب بصيغة أو بأخرى من الضب والثعلب ومن لف لفيفهما بأن يخرسوا ويضعوا رؤوسهم في الوحل،وها هو الصحفي الصهيوني المتشدد آري شبيط يكتب في جريدة هآرتس الإسرائيلية مقالا يخلخل فيه ليس إدعاءات الصهاينة من الخزر فقط،بل يزلزل أساسات صهاينة العرب في الخليج وشمال إفريقيا والسودان وغرب آسيا ،بقوله أن إسرائيل تنهار ،لأنهم يواجهون أصعب شعب عرفه التاريخ.
لم يكتف شبيط بذلك بل ذهب بعيدا وقال أنه لم يعد هناك طعم لعيش في إسرائيل،أيدته بذلك الخبيرة الإستراتيجية السياسية الإسرائيلية داليا شندلين بقولها ان إسرائيل تنهار،فيما طالب الأكاديمي اليهودي الأمريكي نورمان فينكلشتاين أن على اليهود في فلسطين حزم حقائبهم ومغادرة إسرائيل إلى أوروبا كلاجئين،خاصة وأنهم يحملون جنسيات آبائهم وأجدادهم ويحملون جوازات سفر تلك الدول إلى جانب جوازات السفر الإسرائيلية،ووصف حكام إسرائيل بالنازيين الجدد،فيما أكد إن الشعب الفلسطيني متجذر في أرضه ،وأن أمريكا وأوروبا والأمم المتحدة لن تنفع إسرائيل،وبالتالي فإن على يهود إسرائيل الإعتراف بالواقع وإعادة الأرض إلى أصحابها الشرعيين،وفنّد كذبة أرض الميعاد التي إبتدعتها الحركة الصهيونية،وأنه لا يوجد شيء إسمه هيكل سليمان تحت الأقصى،ولا علاقة لليهود بفلسطين ،مؤكدا أن مثل هذه الإدعاءات عبارة عن كذبة كبيرة.
لا نذيع سرا عندما نقول إن إسرائيل فشلت في العثور على أي شحفة فخار تدل على وجود اليهود في القدس،بعد 100 عام من الحفريات ،قادها الخبير والعالم اليهودي فرانكلشتاين الذي كتب تقريرا بذلك ،وعندما فشلوا في إقناعه بتغيير التقرير طردوه إلى أمريكا،كما طردوا عالمة الآثار البريطانية كاتلين كابيلوس عام 1968 عندما فندت وجود الهيكل تحت الأقصى ،وكانت مديرة الحفائر في القدس .
بقي أن نقول للضب مبز والثعلب مبس ومن لف لفيفهما من سقط المتاع ،أن مثل هؤلاء الصهاينة أشرف منكما ألف مرة ،ولو كانت فيكم ذرة من الشرف والحياء للطختم وجوهكم بروث البقر عقابا لكم على صهينتكم في الوقت الضائع.