المهندس اختار ان يكون شهيدا

العصر-الشهيد القائد ابو مهدي المهندس الذي اختار كيف ان يموت وكما معلوم ان الموت مكتوب على ابن ادم منذ لحظة ولادته، وكما قال سيد الشهداء الامام الحسين عليه السلام “خطّ الموت على وُلد آدم مخط القلادة على جيد الفتاة”، بمعنى لا مفر منه، وهناك من يبقى هاربا من الموت ضنا منه ان الهروب والخفية من المخاطر سوف ينجيه الموت او يطول في عمره، والحقيقة ان الاقدار مكتوبة بيد الخالق ولكن تبقى حسن العاقبة فهناك من يتوفيه الله وهو راض عنه وهناك من تنتهي حياته وهو مثقل بالذنوب والمعاصي.
لابد ان ننظر في استشهاد القائد ابو مهدي المهندس وكيف اختار هذا الطريق طريق الاستشهاد ويحشر مع اصحاب الامام الحسين “عليه السلام”، هذا القائد الذي عرف خطورة طريقه الا انه لم يبالي مقابل نيل الشهادة، بدأ المهندس بمعارضته للنظام الصدامي المجرم، وهو يعلم ما هي تلك العقوبة ان ضفروا به او باهله، اصبح قائدا مذهلا بكل الجوانب بفضل اخلاصه في عمله. اصبح للمهندس صلاحيات واسعة وصاحب قرار الا انه لم يتاثر بكل شي ولم ينسى الموت ابدا وبقي يتمنى الشهادة منذ التحاقه بالخط الجهادي الى ان ابيض شعره وهو لم ينقطع عن طلب الشهادة من الله سبحانه وتعالى وهذا الامر يعلم به من هم قريبين منه.
المهندس: كفى بالاجل حارسا:
اسئلة كثيرة كانت توجه الى الشهيد ابو مهدي المهندس عن سبب قلة حمايته وفي اغلب الاحيان يكون من دون حماية وهو يتواجد في معارك تحرير الاراضي من يد عصابات داعش الارهابية، عكس بقية القيادات في العراق حيث جميعهم يمتلكون حماية كبيرة، كانت اجابة القائد المهندس وهو يستشهد بالامام علي عليه السلام “كفى بالاجل حارسا”، وهذا الجواب له معاني كثيرة وواضحة ان المهندس لم يتاثر بهذه الدنيا ومغرياته طيلة حياته بل بقي متاثرا بحياة المعصومين ويتمنى ان يرزق الشهادة وبقي يعمل ليلا ونهارا من اجل الحصول عليها لعلمه ان الفوز الكبير في الحياة الابدية وليست هذه الحياة الزائلة.
المهندس: ان شاء الله اخرج من الحشد شهيدا
عندما سئل القائد الشهيد ابو مهدي المهندس عن امكانية خروجه من الحشد او بقائه، اجاب: ان شاء الله اخرج شهيدا من الحشد الشعبي، وهنا يمكن القول ان القائد المهندس عرف جيدا المكان الذي يتواجد به هو السبيل للحصول على الشهادة ، وبعد انتهاء معارك التحرير وهزيمة عصابات داعش على يد المجاهدين، اصاب المهندس حزنا لكونه لم يرزق الشهادة وكان خائفا ان يموت ميتة الفراش، وهو متاثرا بحديث الامام علي عليه السلام: “إِنَّ أَكْرَمَ الْمَوْتِ الْقَتْلُ، وَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَأَلْفُ ضَرْبَةٍ بِالسَّيْفِ أَهْوَنُ عَلَيَّ مِنْ مِيتَةٍ عَلَى الْفِرَاشِ”.
المهندس يوصي اصحابه بالثبات:
قبل استشهاد القائد ابو مهدي المهندس سجل وصية بالصوت والصورة وهو يتحدث عن اغلب امور الحياة ومن ضمن وصيته يوصي اصحابه بالثبات على طاعة الله والسعي وراء نصرة الحق ومحاربة الباطل.
وقال ايضا “هدفنا هو رضا الله وخدمة الناس مهما كانوا سنة أو شيعة أو مسيحيين أو أيزيديين”، واوضح المهندس “لم نأت بغاة بل خرجنا للاصلاح والقضاء على الارهاب وأن يعيش العراق بسلام”، وصية الشهيدا نابعة من خطاب الامام الحسين عليه السلام عندما قال (اني لم اخرج اشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما)
بهذه الكلمات الكبيرة والعظيمة ختم المهندس كلامه وكانه حصل على ما سعى له طيلة حياته، وكما معلوم ان أي مصلح حقيقي يحاول الوقوف بوجه الظالمين والمنحرفين فان مصيره القتل وهو بذلك يكون طالبا للشهاده وساع نحوها وان لم يصرح بذلك.
اعطى المهندس اروع الدروس عن مفهوم الحياة بالمعنى الصحيح ويكمن في مرضاة الله سبحانه وتعالى للفوز في الحياة الخالدة وليست هذه الحياة الزائلة عسى ان يتعض من هم في سباق نحو ملذات ومغريات الدنيا الفانية.
المهندس يختار مع من يستشهد
في اكثر من تصريح يتحدث الشهيد القائد ابو مهدي المهندس ان تكون نهاية حايته مع رفيق دربه القائد الحاج قاسم سليماني، ويؤكد اني ارى بالحاج قاسم الجنة، مما يعني ان الشهيد المهندس اكتشف شخصية الحاج سليماني الكبيرة وقوة ايمانه وقربه من الله وبعده عن مغريات الدنيا ولذلك تمسك به واراد ان يستشهد معه.
استجاب الله سبحانه وتعالى دعوة القائدين المهندس وسليماني بعد ان اكملا واجبها الديني بعدة جوانب منه العسكري والانساني، ورزقهم الله الشهادة على يد الكفار الصهاينة.
والسلام عليهم يوم ولدوا ويوم استشهدوا ويوم يبعثون احياء.
محمد الطيب