الهدنة اليمنية السعودية و المؤامرة الأمريكية

بقلم السيد سليم المنتصر
العصر-منذ توقيع إتفاق الهدنة الذي رعته الأمم المتحدة في الثاني من ابريل عام ٢٠٢٢ في اليمن لم اتوقف يوما عن التوجس حول اهداف المملكة السعودية من هذه الهدنة ، وما زاد من توجسي هو الظرف العسكري والإقليمي و الدولي الحرج الذي فرض على المملكة إتخاذ مثل هكذا قرار ، وليس الرغبة في إحلال السلام او التخفيف عن معاناة المدنيين في اليمن ، ولتوجسي شواهد كثيرة سأورد بعضها كالتالي:
اولا: العجز الواضح لمنظومات الباتريوت الأمريكية عن صد الطائرات المسيرة الحربية و الهجمات الصاروخية الباليستية اليمانية على المواقع النفطية الحساسة وخاصة تلك التابعة لشركة ارامكو في جدة التي ضربت العدو في مقتل ، وكذلك الخلل الواضح في التشكيلات العسكرية السعودية وغير السعودية على الأرض و تلقيها ضربات موجعة أدت إلى خسائر بشرية و مادية فادحة وعجزت بشكل كامل عن الدفاع عن الحدود السعودية.
ثانيا: التكلفة المادية الباهظة للعمليات العسكرية العدائية على اليمن ، وإستنزاف الخزينة السعودية مما أدى إلى فرض الحكومة السعودية للضرائب الجائرة على الشعب الحجازي وتحميله فاتورة العدوان على اليمن مما أدى إلى سخط شعبي واسع شعرت به السلطات السعودية وحاولت التغطية عليه بإقامة المسارح والعروض الترفيهية و فتح الملاهي بأنوعها لصرف انظار الشعب عن الكارثة المادية التي حلت عليه بسبب مغامرات الفتى الطائش ابن سلمان.
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
ثالثا: الوضع الإقليمي الضاغط على المملكة السعودية بسبب جرائمها التي صنفت ضد الإنسانية في اليمن ، حيث قد بلغ السخط الإسلامي أقصى درجة من إستمرار المملكة في سفك دماء الأبرياء في اليمن بل وبلغ السخط حتى غير المسلمين فلا ننسى موقف وزير الإعلام اللبناني المسيحي جورج قرداحي الذي وصف العدوان على اليمن ب “الحرب العبثية” وما رافق ذلك التصريح من احداث و تأييد من كل الشرفاء في العالم.
رابعا: على المستوى الدولي كانت العملية العسكرية الروسية في اوكرانيا وتداعياتها الدولية من أهم أسباب هذه الهدنة بلا شك ولاريب، فالغرب فزع من فكرة سيطرة روسيا على اوكرانيا التي كانوا يعولون عليها لتكون سببا في تدمير روسيا الإتحادية ومعسكرا متقدما للناتو على حدود روسيا، ففي اللحظات الأولى للعملية العسكرية الروسية تحركت الولايات المتحدة والدول الأوروبية للبحث عن مصادر للطاقة لتكون بديلة عن الغاز والنفط الروسي وكانت المملكة السعودية محط انظارهم فقرروا إيقاف العدوان على اليمن بشكل مؤقت وإخماد الملف الإنساني و دفنه حتى يتسنى لهم تأمين إمدادات الطاقة و التشدق بحقوق الإنسان و رفع رايتها في وجه الروس وكان ما ارادوا و كانت الهدنة.
إذن كانت هذه الهدنة في صالح المملكة السعودية والقوى الغربية مئة بالمئة ولم يستفيد الشعب اليمني منها أي شيء ، بل بالعكس قامت السعودية بتنظيم صفوف مرتزقتها في جنوب وجنوب شرق وجنوب غرب اليمن و أنشأت ما يسمى “بالمجلس الرئاسي” بعد التخلص من “قميص عثمان” شرعية الدمية “عبد ربه منصور هادي” تلك الشماعة التي قتلت أبناء اليمن بإسمها و تريد تحميل تبعات العدوان عليها وتخرج هي من المشهد اليمني بعنوان وسيط!!!
ولم يقتصر الأمر على ذلك بل قامت وتقوم السعودية بالتواصل مع الخونة والمرتزقة في الداخل اليمني لتأليب الناس على حكومة صنعاء بذريعة المطالبة بمرتبات الموظفين المغتصبة من طرف السعودية ومرتزقتها وتحميل حكومة صنعاء ذنب لم تفعله وإثم لم تقترفه ، هذا غير توقيف منظمة الغذاء العالمي بإيعاز أمريكي للمساعدات الغذائية الضئيلة التي كانت تقدمها لليمن والتي لم تكن تصل في مجملها لمستحقيها اصلا ، والشعب اليمني يعاني أشد المعاناة ولم يلمس أي تغيير او فائدة من هذه الهدنة المنقضي عمرها اصلا ، إن كل ذلك في سبيل المخطط السعودي الصهيوني الأمريكي لإسقاط البلد من الداخل.
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
بل لم يقتصر الأمر على كل ذلك فهاهي القوات الأمريكية تحط رحالها على السواحل اليمنية وتسيطر على الموانئ والممرات الحيوية وتريد أن تفرض معادلة جديدة في مسلسل العدوان على اليمن وتفتح المجال لمواجهة متجددة ومباشرة بين القوات اليمنية و قوات المارينز الأمريكية.
إن الحل الوحيد الذي يمكن أن ينهي معاناة اليمنيين و يخرج العدو من أرض اليمن صاغرا ذليلا ويرفع راية النصر هو الجهاد وضرب كل المصالح الحيوية للسعودية والإمارات في المنطقة وبالتحديد المواقع النفطية التي ستجبر العدو على إنهاء عدوانه وتخليص اليمنيين من المليشيات التابعة للأنظمة الرجعية وخاصة في هذه المرحلة التي تسمى بمرحلة خفض التصعيد التي لا تلزم القوات اليمنية بأي شيء تجاه الجهات المعتدية على اليمن ، وعند ذلك ستخرج القوات الأمريكية من اليمن عندما ترى أنه لا مبرر لوجودها ولا قوات محلية او إقليمية يمكن أن توفر لها غطاء للتواجد في البلد في ظل سيطرة القوات اليمنية على كامل الأرض اليمنية.