يتبادر للمراقب العادي أن ذهاب المملكة العربية السعودية وحليفتها الامارات العربيه إبرام هدنة لمدة شهرين مع جماعة أنصار الله الحوثية بعد سبع سنوات حرب تم تدمير كل شيء في اليمن وعجز التحالف عن إحراز أي اختراق عسكري بل سار التحالف العربي في تقهقر مقصود في الجوف والبيضاء ومأرب ومراوحة في تعز والساحل الغربي وحاليا هذا التحالف يذعن لهدنة مؤقتة لشهرين مع فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة والمنافذ البرية ومغريات أخرى غير معلنة
ما اسباب ذلك الإذعان السعودي الإماراتي ؟؟؟؟؟
اولا
هناك حدث عالمي هز الغرب بكامله وهو الحرب الروسية في أوربا ضد اوكرانيا
هذه الحرب قلبت الطاولة على الدول الغربية الرأسمالية واهمها بريطانيا وفرنسا وألمانيا وقائدتهم امريكا
جاءت هذه الحرب في فترة لم تتوقعها تلك الدول وخلقت لها مشاكل كثيرة لا تستطيع الفكاك منها إلا بحرب عالمية
ثانيا
معلوم أن عصب الحياة هو الاقتصاد والاقتصاد اساسة النفط والغاز وروسيا الممول الرئيسي للنفط والغاز إلى أوربا وبالذات المانيا
لكن الغرب أجمع على حزمة صارمة من العقوبات ضد روسيا والأخيرة قابلت تلك العقوبات بإجراءات اكبر وهو طلب السداد لنفطها وغازها بالعملة الروسية(الروبل) وليس بالدولار كما كان
ليقفز الحليف القوي لروسيا (الصين) وتعلن أن عملتها الايون ستكون عالمية بالاتفاق مع الروس وان تجارتها مع الغرب ومع العالم ليس بالدولار الامريكي بل بالعملة الصينية
هذه الضربات من روسيا والصين ستكون قاسية على الاقتصاديات الأمريكية والأوروبية في حالة إطالة الحرب الروسية الأوكرانية
من هنا ذهب الغرب الى التركيز على نفط السعودية والإمارات ومعهم جزء من غاز اليمن
وهنا مربط الفرس وجوهر الحدث كونه غير ممكن في ظل التوترات في المنطقة
ثالثا
معلوم أن العالم كله ومعهم السعودية والإمارات لايهم لديهم الدين اطلاقا كما يعتقد البعض
أن الدين عند الدول الرأسمالية هو الاقتصاد والتجارة أما الأديان وبالذات الدين الاسلامي يتم استخدامها للحروب بين الشعوب فقط أي لخلق اضطرابات كما حدث للاتحاد السوفيتي السابق في أفغانستان والشيشان والانجوش وكما يحدث الان في أفغانستان والعراق وإيران واليمن وغيرها من الدول
هؤلاء يستخدمون الدين للقتال بين الدول الاسلامية لخلخلة تلك الشعوب وفرض الهيمنة على مواردها
وطالما أن الغرب حاليا في أمس الحاجة للنفط والغاز الخليجي وبالذات السعودي والإماراتي واليمني لابد من السعي الحثيث لعمل إجراءات تأمين وصول تلك المشتقات دون عوائق لهذا سعت امريكا لإعطاء الضوء الأخضر للسعودية والإمارات وعمان للسير نحو التهدئة في اليمن من محورين
١/ لملمة الادوات السعودية الإماراتية التركية الفاعلة في المناطق المسمى محررة من اليمن وتجميعهم في قاعة واحدة على وجه السرعة في الرياض
من اجل ارشادهم لما يامروهم به
وهو الخروج بتوقيف النزاع
اي هدنه مؤقته دون قيد أو شرط تظمن انسيابية النفط والغاز العربي إلى اوربا وامريكا في إطار مواجهة الروس والصين
٢/ تزامن مع إعلان أنصار الله الحوثيين عبر عمان هدنة شهرين مع فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة والمنافذ البرية مع كثير من المغريات لأنصار الله
وبات من المؤكد أنهم سوف يعطون الحوثيين مايطلبوه في ظل استمرار الحرب الروسية الأوكرانية
السعودية والإمارات وحلفائهم الغرب عموما لايهمهم الدين ولا يقاتلوا من أجله
هذا يعرفه الصغير قبل الكبير
الدين عندهم البزنس التجارة والاقتصاد هو دينهم وملتهم وكعبتهم
حروبهم بالدين منذ القدم هو لخلق بؤر توتر يسهل لهم استمرار الهيمنة على منابع الطاقة واهمها (النفط والغاز)
طبعا الحوثيين انتزعوا ذلك واعتبروه غنيمة ساقها الله لهم
ولان الغرب يدرك أن الحوثي اصبح مصدر تهديد قوي لمصالحهم فذهبوا لمراضاتة بما يطلب من باب المثل العربي اذا يدك تحت الحجر جرها بالبصر
وانصار الله الحوثيين التقطوا الفرصة الذهبية لمعرفتهم مايدور في الساحة العالمية وقد يناوروا بهذا الاتفاق فيما لو رأت روسيا وإيران أنه لا يخدم مصالحها لكن
٣/ ومن أجل ذلك ذهبت امريكا إلى طلب العودة إلى الاتفاق النووي مع ايران
٤/ ايضا ذهبت السعودية لطمئنة الروس أنهم لا يزيدون كمية المعروض الحالي من النفط والغاز في الأسواق العالمية
٥/ وذهبت إيران كذلك عبر وزير خارجيتها لطمئنة الروس أن عودة امريكا للاتفاق النووي معها
لا يمكن أن يؤثر على الصداقة والتحالف الروسي الإيراني
إجمالا
لولا الحرب الروسية في اوكرانيا وبروز أزمة النفط والغاز
ما كانت هذه الاتفاقات اليمنية السعودية الإماراتية الإيرانية وما كانت التهدئة في اليمن وهذه التهدئة مؤقتة وغير مستدامة الا إذا حدث متغير دولي اكبر
والأيام دول
عرفتم ماهو دين هذه الدول!؟؟
لكن لماذا تم اختيار
الهدنة شهرين بالتحديد؟؟؟
هل تستمر الهدنة؟؟
من الذي سوف ينهي الهدنة ؟ولماذا؟
هل سيكون حل شامل ينهي النزاع في اليمن ويعيد الاستقرار للمنطقة؟؟؟
من يفهم أكثر يدرك اكثر
خطأ: نموذج الاتصال غير موجود.
